صحافة إسرائيلية

تحريض يميني إسرائيلي ضد أعضاء الكنيست العرب

رغم انضمامه للائتلاف الحاكم لم يسلم عباس من التحريض والرجوع إلى تصريحات له عمرها عشرة أعوام- جيتي
رغم انضمامه للائتلاف الحاكم لم يسلم عباس من التحريض والرجوع إلى تصريحات له عمرها عشرة أعوام- جيتي
في الوقت الذي بات فيه الاحتلال الإسرائيلي ينظر إلى فلسطينيي 48 أنهم نقطة ضعف في خاصرته الداخلية، ويحذر من المواجهة الوشيكة معهم، وتكرار ما حدث من هبة رمضان 2021، فإن التحريض لم يتوقف عند الجيل الشاب منهم فقط، الذي يعتنق الوطنية الفلسطينية، بل انتقل الأمر إلى أعضاء الكنيست العرب، بزعم أنهم يزورون عائلات الشهداء الفلسطينيين، ويعانقون ويتظاهرون مع القادة الفلسطينيين.

أخذ التحريض الإسرائيلي جرعة إضافية عقب رفع الأعلام الفلسطينية في الجامعات الإسرائيلية خلال إحياء ذكرى النكبة، والهتافات الداعمة للكفاح المسلح ضد الاحتلال، ما دفع أوساطا يمينية إسرائيلية لتقديم ما زعمت أنه "سجل" معاد للدولة قام به أعضاء الكنيست العرب، في محاولة لنزع الشرعية عنهم من جهة، ومن جهة أخرى إقحامهم في جهود اليمين المتواصلة لرفع الغطاء عن الحكومة الحالية، بزعم أنها تعتمد في بقائها على من تصفهم أعداء الدولة.

كالمان ليبسكيند الكاتب اليميني في صحيفة "معاريف"، ذكر في مقال، ترجمته "عربي21" أن "عضو الكنيست منصور عباس رئيس القائمة العربية الموحدة، قام خلال عام 2013، أثناء توليه منصب نائب رئيس الحركة الإسلامية، بزيارة بعض أفراد عائلة أحد الأسرى الفلسطينيين بمناسبة يوم الأسير، شارك بعضهم في تنفيذ هجمات مسلحة، أسفرت عن قتل إسرائيليين، وشارك في فعالية لحركة حماس لإعطاء شهادات وهدايا للأسرى المفرج عنهم، وكذلك فعل عضو الكنيست مازن غنايم الذي أشاد بالشهداء، وأعلن أنه لا يوجد خط أخضر، ولا يوجد عرب داخل إسرائيل وخارجها، كلنا جميعًا فلسطينيون".

وأضاف أن "عضو الكنيست سعيد الخرومي شارك في زيارة تعاطف للخيمة الاحتجاجية على اعتقال عدد من المتظاهرين من أحداث أيار/ مايو 2021 في اللد وعكا، أما عضو الكنيست أحمد الطيبي، فقد كان الساعد الأيمن لياسر عرفات، فضلا عن أعضاء الكنيست جمال زحالقة ومسعود غنايم وامطانس شحادة، وقادة الحركة الإسلامية وكبار أعضائها، الذي دأبوا على إلقاء كلمات المديح، والإشادة بمنفذي العمليات المسلحة، وتوجيه التحية لهم على تضحياتهم وبطولاتهم".

وزعم أن "الصحافة الفلسطينية داخل الخط الأخضر لم تتوان عن نشر الكلمات والأناشيد التكريمية لكبير المسلحين الفلسطينيين عباس السيد، أحد أكبر قادة حماس في السجون الإسرائيلية، الذي يقف خلف الهجوم الدامي على فندق بارك، وقتل فيه 30 إسرائيليا، فضلا عن إحياء ذكرى عمليات ليلى خالد خاطفة الطائرات من السبعينيات من قبل الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، فضلا عن دعم الأسرى الذين تمكنوا من الفرار من سجن جلبوع".

من الواضح أن اليمين الإسرائيلي المتطرف يحتفظ بما يعتبرها قائمة طويلة من الأمثلة والنماذج على ما يراه عداء متزايدا بين فلسطينيي48 عموما، وأعضاء الكنيست العرب خصوصا، لدولة الاحتلال، وهي محاولات واضحة تسعى إلى تجريدهم من حقوقهم الأساسية، تمهيدا لتصنيفهم بأنهم أعداء للدولة، ويتعاونون مع قوى المقاومة المسلحة، للتخلص من وجودهم نهائيا.
0
التعليقات (0)