هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
تواصل الدول الأوروبية حشد الدعم المالي والعسكري لأوكرانيا في ظل الغزو الروسي الذي دخل يومه الـ101، في الوقت الذي تواصل فيه موسكو الضغط على منطقة دونباس، شرق الأراضي الأوكرانية.
وأعلنت الدنمارك عن عزمها على تقديم مساعدات لأوكرانيا بقيمة ملياري كرونة (حوالي 290 مليون دولار)، تتكون من أسلحة ومعدات عسكرية أخرى.
وأعلنت الحكومة السويدية أنها سترسل مساعدات عسكرية جديدة إلى أوكرانيا في إطار السرية، فيما سيتم تقديم مستوى عالٍ من الدعم العسكري لأوكرانيا، دون الكشف عن طبيعة الدعم.
وكانت السويد قد أرسلت في السابق 5 آلاف بندقية AT4 مضادة للدبابات و 5 آلاف سترة فولاذية و 5 آلاف خوذة عسكرية وأغذية جاهزة إلى 135 ألف جندي إلى أوكرانيا.
بدورها أكدت وزيرة الخارجية الفرنسية الجديدة كاترين كولونا خلال زيارتها كييف، الاثنين، أن فرنسا ستواصل وستعزز شحنات الأسلحة المرسلة إلى أوكرانيا.
وقالت كولونا خلال مؤتمر صحفي مع نظيرها الأوكراني دميترو كوليبا: إن "الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أبلغ زيلينسكي بقراره مواصلة وحتى تعزيز الدعم العسكري لأوكرانيا".
من جهته، أوضح كوليبا أن "هذه المدافع تبين أنها أسلحة موثوقة وفعالة... لكنها ليست الأسلحة الوحيدة التي تصل من فرنسا، ونحن ممتنون لكل سلاح".
وأشارت كولونا إلى أن عمليات تسليم معدات عسكرية أخرى يمكن أن تحصل في الأسابيع المقبلة، مقدرة القيمة الإجمالية للمساعدات التي تقدمها فرنسا بملياري دولار على الصعيدين العسكري والإنساني.
وتابعت الوزيرة: "فرنسا ليست في حالة حرب مع روسيا، لكن التزامنا قوي بتزويد أوكرانيا بمعدات دفاعية".
والأحد، اتهم وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف فرنسا بتسليح أوكرانيا بشكل نشط بما يشمل أسلحة هجومية، وذلك رغم علاقات الثقة الجيدة القائمة بين ماكرون والرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
في المقابل، قال الرئيس الأمريكي جو بايدن، يوم الاثنين، إن إدارته لا تخطط لإرسال أي صواريخ إلى أوكرانيا يمكن أن تصل إلى الأراضي الروسية.
وأضاف بايدن، في البيت الأبيض، عندما سئل عن ما إذا كان يخطط لإرسال صواريخ بعيدة المدى إلى أوكرانيا: "لن أرسل أي شيء يمكن أن يطلق النار على روسيا".
إلى ذلك، ناقش وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، "أهمية الدعم الدولي لأوكرانيا" مع نظيره السعودي، الأمير فيصل بن فرحان، وذلك خلال مكالمة هاتفية بين الجانبين، على ما أعلن المتحدث باسم الخارجية الأمريكية، نيد برايس.
وخلال المكالمة التي جمعتهما، شدد بلينكن على أهمية الدعم الدولي لأوكرانيا على اعتبار أنها تدافع عن سيادتها وسلامة أراضيها. كما أنه شدد على الحاجة إلى استجابة عالمية لأزمة الأمن الغذائي الناجمة عن الحرب الوحشية التي شنها الرئيس بوتين، طبقا للبيان.
عقوبات جديدة
ويأتي الدعم الغربي لأوكرانيا، في وقت قرر فيه الاتحاد الأوروبي تسليط عقوبات إضافية على روسيا، حيث اتفقت الدول الأعضاء الـ27 على فرض حظر تدريجي على النفط الروسي.
وسيشمل في البداية واردات النفط الذي تصدّره روسيا عبر السفن، أي ثلثي المشتريات الأوروبية من الذهب الأسود الروسي. كما أنه مُنح إعفاء مؤقّت للنفط المنقول عبر خطوط الأنابيب، وذلك لرفع فيتو المجر.
وقال رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال في تغريدة إنّ هذا الخفض "سيحرم آلة الحرب (الروسية) من مصدر تمويل ضخم".
وأكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين، أن الاتحاد سيبحث "في أقرب وقت ممكن" توسيع نطاق هذا الحظر ليشمل النفط الذي تصدّره روسيا عبر خطوط الأنابيب إلى دول أعضاء في التكتّل، ما يرفع إلى 90 بالمئة كمية الصادرات النفطية الروسية التي سيتخلّى عنها الاتحاد الأوروبي بحلول نهاية العام.
وتشمل هذه الحزمة السادسة من العقوبات الأوروبية على روسيا، إقصاء ثلاثة مصارف روسية من نظام سويفت للتحويلات المالية الدولية، من بينها "سبيربنك"، أكبر بنك في روسيا.
الضغط على دونباس
ميدانيا، واصلت القوات الروسية تقدمها في شرق البلاد، حيث تواجه القوات الأوكرانية في قلب سيفيرودونيتسك التي تشكل إلى جانب ليسيتشانسك، مدينة رئيسية في أجزاء من دونباس لا تزال تحت سيطرة الأوكرانيين.
ويحاول الجيش الروسي محاصرة سيفيرودونيتسك والسيطرة عليها منذ أسابيع، في هجوم تكثّف في الأيام الأخيرة، فيما أقرّ الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بأن الجيش الأوكراني يواجه صعوبة في صدّ هذا الهجوم.
وقال مساء الاثنين: "الوضع في دونباس لا يزال صعبًا للغاية. الجيش الروسي يحاول تركيز قواته هناك لممارسة المزيد من الضغط على مدافعينا".
وقال الجيش الأوكراني في أول إحاطة له صباح الثلاثاء: "من جانب دونيتسك، العدو يهاجم قواتنا بمدافع الهاون والمدفعية وبقاذفة قنابل يدوية على طول خطّ الجبهة. تتركز الجهود على السيطرة على سيفيرودونيتسك".
اقرأ أيضا: هل تطيل صواريخ أمريكا لكييف أمد الحرب الروسية بأوكرانيا؟
وفي هذه المنطقة، قُتل الصحافي الفرنسي فريدريك لوكلير إيمهوف الذي يعمل في محطة "بي إف إم تي في" التلفزيونية، فيما كتب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على "تويتر" أن الصحفي "كان في أوكرانيا لإظهار حقيقة الحرب. في حافلة إنسانية، إلى جانب مدنيين أجبروا على الفرار هربا من القنابل الروسية. أصيب بجروح قاتلة".
وأعلنت القوات الأوكرانية أنها استعادت بعض الأراضي في الجنوب، خصوصًا في المنطقة المحيطة بمدينة خيرسون القريبة من شبه جزيرة القرم التي سيطرت عليها القوات الروسية في بداية الحرب في آذار/ مارس.
وقال الجيش الأوكراني في إحاطة نشرها ليل الاثنين الثلاثاء إن "العدو غادر بلدة ميكولايفكا في شمال منطقة خيرسون"، متحدثًا عن انسحاب جنود روس "محبطين" وسط حالة "هلع".
أهداف روسيا
من جهتها، قالت وزارة الدفاع البريطانية إن الهدف السياسي الحالي لروسيا هو السيطرة على كامل أراضي منطقتي دونيتسك ولوهانسك في الشرق الأوكراني.
في إحاطتها اليومية عن الغزو الروسي لأوكرانيا على "تويتر"، قالت مخابرات الدفاع البريطانية إن القصف الروسي العنيف مستمر، بينما من المرجح أن تدور معارك الشوارع على مشارف بلدة سيفيرودونتسك.
وأشارت الوزارة البريطانية إلى أن استيلاء روسيا على منطقة ليمان الواقعة في دونيتسك يدعم جهود موسكو في تطويق سيفيرودونتسك وإغلاق جيب القوات الأوكرانية في لوهانسك.
وذكرت أن روسيا حققت نجاحات أكبر من تلك التي تحققت خلال الفترة السابقة من خلال حشد القوات وإطلاق النار في منطقة صغيرة نسبيا، مما يجبر روسيا على قبول الخطر في أماكن أخرى من الأراضي المحتلة.