هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشرت صحيفة "الفايننشال تايمز" تقريرا أظهرت من خلاله أن السعودية سعت إلى تلميع صورتها من خلال المنتدى الاقتصادي العالمي "دافوس" عبر التركيز على قصتها الاقتصادية على الرغم من سجلها السيئ في مجال حقوق الإنسان.
واعتبر التقرير، الذي كتبه أربعة مراسلين، أن "أكبر مصدر للنفط في العالم يعدّ واحدة من النقاط المضيئة القليلة في الاقتصاد العالمي المهتز الذي دمره الغزو الروسي لأوكرانيا، وارتفاع التضخم".
وأشار تقرير "الفايننشال تايمز" إلى أن السعودية كانت "محور الإدانة العالمية بعد القتل الوحشي للصحفي جمال خاشقجي عام 2018، وتجاهلها العديد من القادة الغربيين".
في المقابل، أظهر المسؤولون السعوديون ثقة جديدة، حيث تغيّر الوضع بعد أربع سنوات، بحسب التقرير، الذي أشار أيضا إلى أن "مكاسب ضخمة حققتها السعودية ودول خليجية أخرى منتجة للبترول من الاضطرابات التي تجتاح أسواق الطاقة، ما أثار شهية المصرفيين والممولين المتحمسين لمواجهة التباطؤ في الأسواق الأمريكية والأوروبية".
وقال التقرير إنه "مع تدفق السيولة، يأمل السعوديون في أن تغير أزمة الطاقة الحملة الغربية ضد الاستثمارات في الوقود الأحفوري وأن تعزز مكانة المملكة في العالم".
وأشار إلى أن السعودية "تتمتع بالفعل بمكاسب غير متوقعة من ارتفاع أسعار الطاقة. وبلغت عائداتها النفطية في الربع الأول 49 مليار دولار، بزيادة 58 في المئة عن نفس الفترة من عام 2021. ويتوقع ’جدوى للاستثمار‘، وهو بنك مقره الرياض، أن المملكة في طريقها لجني عائدات نفطية بمقدار حوالي 250 مليار دولار هذا العام".
وأضاف أنه "بالنسبة لبعض المصرفيين، فإن صدمة الطاقة تعيد ذكريات الأيام التي شهدت طفرة الدولارات النفطية في السبعينيات عقب الحظر النفطي العربي في عام 1973، عندما قطع تحالف بقيادة السعودية من دول الشرق الأوسط الإمدادات عن الولايات المتحدة ودول أخرى بسبب دعم إسرائيل في حربها مع مصر وسوريا".
واعتقد المراسلون أنه "مع ارتفاع عائدات النفط، فإن من المتوقع أن يتسارع الإنفاق"، فيما أشاروا إلى أن "الازدهار سوف يمنح محمد بن سلمان نفوذاً كبيراً في عالم سئم من الركود".
ولفتوا إلى "تحذير ممول مخضرم من أن عدم القدرة على التنبؤ بما سيقوم به ولي العهد محمد بن سلمان يعني أن المملكة العربية السعودية قد تجذب غضب الغرب مرة أخرى".
وأوضح التقرير أن "دبلوماسيين غربيين قالوا إنه بعد مقتل خاشقجي - وكوارث السياسة الخارجية في اليمن وكندا ولبنان - ركز محمد بن سلمان بشكل متزايد على تنفيذ أجندته للإصلاح الاقتصادي".
وقال إنه "في حين أنه تجنب مواجهات السياسة الخارجية مؤخراً، فإنه لا يزال يترأس واحدة من أكثر دول المنطقة استبداداً وقمعاً.
اقرأ أيضا: تحقيق إسرائيلي يكشف تنامي العلاقات الاقتصادية مع السعودية
قد يفسر هذا سبب قيام السعوديين الذين لم ينضموا إلى الإدانة الغربية لروسيا، بنقل رسالة أخرى إلى دافوس مفادها أن العقوبات ضد موسكو - ولا سيما تلك المفروضة على الأصول الأجنبية في البنك المركزي - تشكل سابقة خطيرة".
وختم التقرير بالقول إنه "حتى مع تمتع الوفد السعودي بالاهتمام، فقد كان هناك قلق من أن المملكة قد تجد نفسها يوماً ما تواجه غضب الغرب".