صحافة دولية

FT: المستقلون في لبنان يستطيعون التغيير إذا توحدوا

الانتخابات اللبنانية دفعت بـ13 نائبا مستقلا إلى الواجهة- جيتي
الانتخابات اللبنانية دفعت بـ13 نائبا مستقلا إلى الواجهة- جيتي

نشرت صحيفة "فايننشال تايمز" تقريرا، قالت فيه إن هاتف إبراهيم منيمنة لم يتوقف عن الرنين منذ فوز المبتدئ السياسي بمقعد في الانتخابات النيابية اللبنانية هذا الشهر.


وقالت إن الغرباء والصحفيين والأصدقاء القدامى والزملاء الجدد يريدون تهنئة منيمنة ذي العقلية الإصلاحية، أحد الذين هز انتصارهم الوضع الراهن في بلد طالما هيمنت عليه النخب السياسية.


وقال منيمنة، 46 عاما، وهو مهندس معماري ومخطط حضري، من منزله في بيروت: "لقد منحنا الناس الأمل لأول مرة منذ فترة طويلة".


ومنيمنة  واحد من 13 نائبا جديدا لهم صلات بحركة تشرين الأول/ أكتوبر 2019 الاحتجاجية، التي اجتاحت لبنان مع بدء الاقتصاد الهش في البلاد بالانهيار.


وقالت الصحيفة، إن نجاحهم يعني أن حزب الله، القوة السياسية وشبه العسكرية التي تهيمن على البلاد، وحلفاءه فقدوا أغلبيتهم في البرلمان المؤلف من 128 مقعدا.

 

ويقول المحللون إن ظهور النواب المستقلين يمثل تحولا مهما في بلد طالما هيمن عليه أمراء الحرب السابقون، أو سليلو السلالات السياسية، أو أولئك المدعومون بأموال أجنبية.


وقال سامي عطا الله، المدير المؤسس لمركز أبحاث The Policy Initiative الذي يراقب عمل البرلمان ومقره بيروت: "هذه هي المرة الأولى التي نرى فيها 13 شخصا عاديا يصلون إلى السلطة.. هؤلاء أناس حقيقيون يمكننا جميعا الشعور بوجود ما يربطنا بهم".


ومنيمنة هو أحد الوجوه المعروفة بين النواب الجدد. بدأت مسيرته السياسية في عام 2016 عندما ترشح لمقعد في المجلس في الانتخابات البلدية في بيروت، لكن دون جدوى.

 

اقرأ أيضا: شباب لبنان المحرك الأبرز في تغيير نتائج الانتخابات النيابية


وعلى الرغم من عدم نجاحه، حصل حزب المجتمع المدني الذي ترشح معه على 40% من الأصوات.

 

قال منيمنة، الذي ترشح مرة أخرى في الانتخابات التشريعية لعام 2018: "يمكننا أن نرى الناس يتوقون للتغيير".

 

لقد فشل في الفوز بمقعد، لكنه بنى الآلية السياسية، والجمع بين النشاط المحلي والحملات على وسائل التواصل الاجتماعي، وهو ما دفعه للفوز الأسبوع الماضي.


وأضاف منيمنة أن حملته تم تمويلها في الغالب من خلال التبرعات الصغيرة وأمواله الخاصة. لم يتوقع، إلى جانب معظم منظمي استطلاعات الرأي، فوز المرشحين المرتبطين بالاحتجاج بأكثر من ثمانية مقاعد، خاصة أن الانتخابات اللبنانية غالبا ما يشوبها التزوير وشراء الأصوات.


وكان فوزه أكثر إثارة للدهشة؛ لأنه جاء في إحدى ضواحي بيروت، حيث هيمنت الأحزاب المؤسسية على مدار ثلاثين عاما الماضية.


وعد العديد من المستقلين بإصلاحات سياسية واقتصادية واجتماعية في حملاتهم الانتخابية، لكنهم جميعا أعطوا الأولوية لإصلاح الاقتصاد المنهار في البلاد.

 

ووعد معظمهم أيضا بإحقاق العدالة لأقارب القتلى أو المصابين في انفجار ميناء بيروت عام 2020، الذي أسفر عن مقتل أكثر من 200 شخص وإصابة الآلاف، ما دفع الحكومة إلى الاستقالة.

 

وقالت نجاة عون صليبا، أستاذة الكيمياء والناشطة البيئية التي تم انتخابها الأسبوع الماضي، إن الانفجار كان سببا في قرارها الترشح.


أضافت صليبا، التي تحدثت إلى الفاينانشيال تايمز عبر الهاتف من منزلها في بيروت، في إحدى المناطق الأكثر تضررا من الانفجار: "شعرنا بأن كرامتنا ووجودنا كان في أيدي الفاسدين بالكامل".


صليبا هي واحدة من أربع نساء في المجموعة الجديدة من المستقلين، وواحدة من ثماني نائبات في البرلمان الجديد، وهو رقم قياسي في لبنان. وقالت إن الناخبات كان لهن دور أساسي في فوزها.

 

يقول المحللون إن قدرة المستقلين على المضي قدما في الإصلاحات تعتمد إلى حد كبير على ما إذا كان بإمكانهم العمل معا.


وأكد كل من منيمنة وصليبا أن جماعتهما أدركت أن قوتها تكمن في الوحدة، وأنهما يأملان في العمل ككتلة واحدة. قالت صليبا: "نحتاج جميعا إلى الاستفادة من خبرة بعضنا البعض، ومن دعم بعضنا البعض؛ من أجل المضي قدما في جدول أعمالنا".


لكن وجهات نظرهم المتباينة حول بعض القضايا الأكثر استقطابا في لبنان، بما في ذلك اللاجئون وترسانة الأسلحة التي سُمح لحزب الله بالحفاظ عليها ودور الدين في سياسات البلاد، تهدد بإحداث انقسامات، وفق الصحيفة.


في أواخر الأسبوع الماضي، ظهر معظم المستقلين الناجحين في أحد البرامج الحوارية الأكثر شعبية في البلاد، إنه برنامج "صار الوقت"، الذي وُصف بأنه احتفال بالوافدين الجدد في البرلمان.


وقالت صليبا للجمهور: "لم تنجح كل حركات الاحتجاج.. لكنهم لم يكونوا قادرين على إسكاتنا في الشوارع، والآن نحن ذاهبون إلى البرلمان".

التعليقات (0)