هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
فيما تستمر الحرب لليوم الـ88، صادق البرلمان الأوكراني، الأحد، على مشروع قانون رئاسي حول تمديد الأحكام العرفية بالبلاد 90 يوما.
ووفقا لمشروع القانون، تم تمديد الأحكام العرفية حتى 23 أغسطس/ آب المقبل.
وفرضت الحكومة الأوكرانية الأحكام العرفية لأول مرة عقب الهجوم الروسي في 24 فبراير/ شباط الماضي
روسيا تقصف شرق أوكرانيا
وبعد نحو ثلاثة أشهر من بدء هجومها، واصلت روسيا قصف شرق أوكرانيا الأحد، عشية إلقاء الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي خطابا أمام النخب السياسية والاقتصادية العالمية المجتمعة في دافوس.
وفي غضون ذلك، قدّرت فرنسا أن انضمام أوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبي سيستغرق "15 أو 20 عاما على الأرجح"، مؤكّدة في الوقت ذاته أن كييف قد تدخل في المنظمة السياسية الأوروبية التي اقترحها الرئيس إيمانويل ماكرون.
لكن الرئيس الأوكراني رفض هذه الفكرة، وقال إنه "ليس هناك بديل" للترشح لعضوية الاتحاد الأوروبي.
اقرأ أيضا: غزو أوكرانيا يدخل شهره الرابع.. ومعارك طاحنة بدونباس
وبعدما فشلت في السيطرة على كييف ومحيطها، ركزت القوات الروسية جهودها منذ آذار/ مارس على شرق أوكرانيا، حيث يشتد القتال.
واستهدف القصف الروسي، ليل السبت الأحد، مدن ميكولاييف وخاركيف وزابوريجيا، بحسب الرئاسة الأوكرانية.
وأعلن حاكم دونيتسك بافلو كيريلينكو، السبت، على تطبيق تلغرام، مقتل سبعة مدنيين وإصابة 10 آخرين في ضربات روسية على منطقته.
من جهته، أعلن حاكم منطقة لوغانسك الأوكراني سيرغي غايداي، عبر تلغرام، مقتل شخص وإصابة اثنين خلال القصف، وأكد مساء السبت أن "الروس يبذلون كل جهودهم للسيطرة على سيفيرودونتسك"، حيث "تضاعفت حدّة القصف في الأيام الأخيرة".
وأضاف مستنكرا أن "المدينة تتعرض للتدمير مثلما دُمرت قبلها روبيجني وبوباسنا"، مؤكدا أن القوات الروسية دمرت جسر بافلوغراد، "الأمر الذي سيعقد بشكل كبير إجلاء المدنيين ووصول الشاحنات الإنسانية".
خطاب في دافوس
وأكّدت روسيا أنها استهدفت مخزونا كبيرا من الأسلحة التي سلّمها الغرب لأوكرانيا، وهي معلومات تعذر التأكد من صحتها حتى الآن من مصدر مستقل.
وفي إشارة أخرى على أن النزاع قد يستمر لفترة طويلة، مدد العمل بموجب الأحكام العرفية والتعبئة العامة في أوكرانيا الأحد لثلاثة أشهر، حتى 23 آب/ أغسطس.
ويستعد زيلينسكي أيضا لإلقاء خطاب عبر الفيديو في منتدى دافوس الاقتصادي في سويسرا، والذي يبدأ الاثنين بعد توقف استمر عامين بسبب جائحة كوفيد-19.
وسيكون زيلينسكي أول رئيس دولة يلقي خطابا الاثنين، وسيشارك عدد من المسؤولين السياسيين الأوكرانيين في منتدى دافوس حضوريا، بينما استُبعد الروس من المشاركة فيه.
ويُنتظر أن يستخدم هذه المنصة لحضّ العالم على تقديم المزيد من المساعدات المالية والعسكرية لكييف، وقد يستخدمها كذلك لتجديد طلب كييف للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، وهي "أولوية"، بحسب قوله.
"15 أو 20 عاما"
لكن باريس كرّرت، الأحد، أن هذه العضوية مستبعدة على المدى القصير.
وقال الوزير الفرنسي المنتدب للشؤون الأوروبية كليمان بون: "علينا أن نكون صادقين (...) إذا قلنا إن أوكرانيا ستنضم إلى الاتحاد الأوروبي في غضون ستة أشهر أو سنة أو سنتين، ستكون كذبة. هذا ليس صحيحا. قد يستغرق الأمر 15 أو 20 عاما، إنه وقت طويل جدا".
من ناحية أخرى، فإن المنظمة السياسية الأوروبية التي اقترحها الرئيس ماكرون مطلع أيار/ مايو "مكمّلة للاتحاد الأوروبي"، و"قد تقدم مشروعا سياسيا وملموسا للدول التي ليست في الاتحاد الأوروبي، والتي تريد أن تصبح أكثر قربا منا".
والسبت، كان زيلينسكي واضحا، معلنا أنّ بلاده ليست "في حاجة إلى بدائل لترشّح أوكرانيا لعضوية الاتحاد الأوروبي"، معتبرا أن أي بديل سيكون بمثابة "تسوية" مع روسيا.
اقرأ أيضا: زيلينسكي: "جحيم" بدونباس.. ومساعدة أمريكية ضخمة لكييف
من جانبه، أكد الرئيس البولندي أندريه دودا، الأحد، أمام البرلمان الأوكراني، أنه سيواصل جهوده "طالما أن أوكرانيا ليست عضوا في الاتحاد الأوروبي"، معربا عن أسفه "لأن الأصوات قد ارتفعت أخيرا في أوروبا لمطالبة أوكرانيا بقبول بعض مطالب بوتين".
وأضاف دودا: "إذا ضحّت الدول الغربية بأوكرانيا، من أجل سلامها أو مصالحها الاقتصادية أو طموحاتها السياسية أو حتى بشبر واحد من أراضيها أو بجزء من سيادتها، سيكون ذلك بمثابة ضربة كبيرة للشعب الأوكراني وللمجتمع الغربي بأسره".
وقال: "أوكرانيا وحدها تملك الحق في تقرير مستقبلها (...) لا يمكن أن تكون هناك مفاوضات أو قرارات تُتخذ من دون مشاركة أوكرانيا".
وسيناقش مشروع المنظمة السياسية الأوروبية في قمة أوروبية نهاية حزيران/ يونيو.
وعلى الصعيد الدبلوماسي أيضا، أعلن رئيس السنغال ماكي سال، الأحد، أنه سيزور روسيا وأوكرانيا في وقت قريب باسم الاتحاد الأفريقي الذي يترأسه حاليا.
يشار إلى أن الحرب في أوكرانيا مستمرة منذ 24 شباط/ فبراير الماضي، لليوم الـ86، دون حلول سياسية أو عسكرية، وسط أزمة إنسانية وصلت تداعياتها إلى العالم اقتصاديا.