هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
أقرت السيدة البريطانية لورا كاسيل بقتلها الطفل ليلاند جيمس كوركيل الذي يبلغ من العمر 13 شهرا، بعد أشهر من تبنيها له.
لم تكن بداية ليلاند في الحياة سعيدة منذ ولادته، حيث نقل إلى رعاية مجلس مقاطعة كمبريا بعد يومين فقط من ولادته في 21 كانون الأول/ ديسمبر 2019، ووضع لدى عائلة أخرى بشكل مؤقت إلى حين العثور على أسرة تتبناه في نهاية المطاف، بحسب تقرير لشبكة "سي أن أن" يروي تفاصيل مقتله.
وقالت شارلوت داي، السيدة التي أوكلت إليها رعاية الطفل في الأشهر الثمانية الأولى من حياته القصيرة، إن ليلاند جيمس كان حقا "طفلا سعيدا ومرحا". وكان يستمتع بالقفز داخل كرسي اللعب، ويحب العناق والحمل.
وتبين أن الطفل مصاب بمرض تضييق في الأمعاء الدقيقة يمنع وصول الحليب والأطعمة إلى المعدة، وبعد أن خضع لعملية جراحية، استعاد صحته مجددا وبدأ بالنمو بشكل طبيعي وأصبح طفلا بصحة جيدة.
وفي آيار/ مايو عثر على عائلة مناسبة لتبني الطفل ليلاند جيمس، حيث أراد سكوت ولورا كاسل تبني الطفل بسبب عدم مقدرتهما على الإنجاب.
خضع جميع أفراد أسرة كاسل لمقابلات وزيارات وتدريبات، ونجحوا في الاختبارات من قبل الأخصائيين الاجتماعيين. وقالت داي إنها كانت سعيدة بهم عندما أتوا لزيارتها وطفلها ليلاند في تموز/ يوليو.
في الشهر التالي، انتقل الطفل للعيش مع الزوجين كاسل، وكانت ثمة آمال كبيرة في أن الطفل البالغ من العمر آنذاك ثمانية أشهر، قد وجد أسرته الدائمة. لكن لم تدم تلك الآمال طويلا.
اقرأ أيضا: أمريكية قتلت أطفالها الثلاثة "تشرح السبب" (شاهد)
"بذرة الشيطان"
وقال الزوجان إنهما عانيا كثيراً لأن ليلاند جيمس، كان يبكي كثيرا وخاصة في الليل، وإنهما لم يستطيعا بناء علاقة مع الطفل.
كانت لورا كاسل تقوم بالجزء الأكبر من دور الوالدين لأن زوجها كان يعمل ليلا في أحد المصانع.
وفي الأسابيع التي تلت وصول ليلاند جيمس، كانت ترسل رسائل متعددة تشكو من ابنهما وتقول إنها تحاول جاهدة منع نفسها من ضربه لكنها قد لا تتوانى عن فعل ذلك يوما ما.
وفي المحكمة، وصف الزوجان، الطفل بعبارات قوية، حيث ادعت لورا أن جلد مؤخرة الطفل يعادل ضربة واحدة على رجله أو يده، وأن ذلك كان بهدف تخويفه وليس إلحاق الضرر به.
واستخدمت كاسل مصطلحات مثل "بذرة الشيطان" في محاولة لإضفاء بعض الفكاهة على ما تقول.
قالا إنهما كانا ينويان تربية الطفل على طريقة آبائهما، واستخدما العقاب الجسدي على الرغم من موافقتهما على اتباع قواعد مجلس مقاطعة كمبريا الذي لا يتسامح مع العقاب البدني للأطفال.
وقالت الزوجة إنها جربت الأسلوب التربوي الذي فرضه المجلس لكنه لم يكن ناجحا دائما. وكان الأخصائيون الاجتماعيون على دراية بمشكلة الارتباط بين الأسرة والطفل.
"سقط من الأريكة"
في تشرين الثاني/ نوفمبر، أثيرت مخاوف عندما قالت كاسل إنها لا تشعر بأنها تحب ليلاند جيمس، وفي كانون الأول/ ديسمبر، لاحظوا أن الزوجين "لا يسعدان بكل ما يفعله الطفل"، ولكن لم تكن هناك مخاوف بشأن سلامة الطفل، حيث لم تظهر على جسده آثار كدمات أو علامات مشبوهة.
على الرغم من أن الأمر لم يكن سيئاً كلياً، فقد قالت العائلة إنهم استمتعوا بأيام جيدة أيضا، ولكن مع كل خطوة إلى الأمام، كان الزوجان يشعران بأنهما يعودان خطوتين إلى الوراء كما أخبرا المحلفين.
وناقشوا مسألة إنهاء عملية التبني، لكن الزوجين قالا إنهما بصراحة لا يستطيعان تسليم الطفل وإن أفراد أسرتيهما وقعوا في حب الطفل حقا.
كانت لا تزال ترد بعض الرسائل من لورا كاسل إلى زوجها تشكو فيها عن عدم قدرتها على التأقلم وتنتقد الحالة المزاجية للطفل، وكان يرد هو الآخر بعبارات مماثلة قائلا إن زوجته لم تكن سيئة وأن الصبي هو من كان يخرب الأشياء.
في السادس من كانون الثاني/ يناير، عاد كاسل إلى المنزل بعد الساعة 6 وخلد إلى النوم، ولم تمض ساعتان على نومه، حتى أيقظته زوجته وبين راحتيها جثة الطفل.
قالت إنه سقط من الأريكة، ففقد وعيه وتباطأ تنفسه وبدأت أطرافه ترتجف.
كررت نفس القصة للمسعفين الذين هرعوا إلى منزلهما والأطباء في مستشفى فورنس العام ثم مستشفى ألدر هاي للأطفال حيث تم نقل ليلاند جيمس للعناية المستعجلة، لكن لم يصدق روايتها أحد.
"قاتلة طفل"
أظهرت الصور الشعاعية إصابات شديدة في دماغه، وتورما ونزيفا، وتم إعلان وفاة الطفل البالغ من العمر 13 شهراً في حوالي الساعة الثالثة في السابع من كانون الثاني/ يناير.
كررت لورا كاسل ادعاء سقوط الطفل من الأريكة للشرطة، ولكن بحلول ذلك الوقت، كشفت أكاذيبها على ضوء ما توصل إليه خبراء علم الأمراض الذين فحصوا جثة ليلاند جيمس.
اقرأ أيضا: مشهد صادم لهندية تجازف بحياة ابنها من أجل ثوب (فيديو)
أظهر جسده الصغير علامات عديدة لما يسمى بمتلازمة "الطفل المهزوز" (وهي أن يقوم أحد الوالدين عند بكاء الطفل دون توقف بهزه بشدة لمعاقبته وتهدئته، الأمر الذي يسبب ارتجاج الدماغ، أو حينما يُضرب الطفل على رأسه حتى لو كان ذلك باستخدام أداة غير مؤذية، كالوسادة مثلا).
وكان هناك نزيف كبير في دماغه وعينيه، وضرر في عموده الفقري وأثر جلد على رقبته. ونظرا لعمره وحجمه، فمن غير المحتمل أن يتسبب الهز وحده في حدوث تلك الإصابات، فمن المحتمل أن يكون ذلك نتيجة اصطدام الرأس بقطعة أثاث على سبيل المثال.
في اليوم المقرر لبدء محاكمتها، اعترفت لورا كاسل بالقتل دون قصد، قائلة إنها تريد "العدالة" لابنها الصغير. وقالت إنها هزت ليلاند لمنعه من البكاء، وإنها تعبت من صراخه وضوضائه، وضرب رأسه بذراع الأريكة.
وقال الادعاء إن ما حدث كان أكثر فظاعة، فقد سمع الجيران صوت ارتطام قوي دون سماع صراخ رضيع.
وأضاف أن لورا كاسل فقدت أعصابها عندما بصق الطفل قطعة البسكويت من فمه، فحملته وضربت رأسه بقوة بقطعة أثاث.
واعترفت لورا كاسل بقتله لكنها أنكرت أنها كانت تنوي التسبب بإلحاق أي ضرر جسيم به أو قتله.
اختلفت هيئة المحلفين ووجدتها مذنبة بارتكاب جريمة قتل وتهمة تعنيف واحدة بحق ليلاند، لكنها وجدت أنها غير مذنبة بتهمتين أخريين متعلقتين بمعاملة الأطفال بقسوة ووحشية.
ووجدت المحكمة أن زوجها بريء من تهمة التسبب في موته أو السماح بذلك وبريء من تهمتين متعلقتين بالمعاملة القاسية للأطفال.
وكان لدى الأخصائيين الاجتماعيين بعض المخاوف بشأن استمرار تبني الطفل من قبل أسرة كاسل، وكان من المقرر إجراء مراجعة في أوائل يناير، لكن ليلاند جيمس قُتل قبل حلول ذلك اليوم.