تقنيات ألعاب الفيديو أصبحت مؤثرة من خلال قدرتها على إعادة بناء العالم الواقعي داخل عالم افتراضي- cc0
شهدت علاقة صناعة ألعاب الفيديو بالجيوش حول العالم،
تقاربا سواء من خلال التقنية التي تستخدم في تدريب الضباط، أو التكتيكات الرامية
إلى تغيير المفاهيم السائدة عنها، أو إقامة علاقات أوثق مع العسكريين السابقين.
وقال دان غولدبرغ مدير مؤسسة "Call of
Duty Endowment" الخيرية لمساعدة العسكريين السابقين
والتي تربطها صلات بالشركة المنتجة للعبة "Call of
Duty"، إن "هناك بكل تأكيد علاقة وثيقة
بين ألعاب الفيديو وبين الجنود الذين لا يزالون في الخدمة والعسكريين السابقين
الأصغر سنا".
وتلقى الأجانب الذين يفكرون في السفر للقتال في أوكرانيا
تحذيرا واضحا في وقت سابق من العام الحالي، مفاده أن الحرب "ليست لعبة
الفيديو Call of Duty".
وأفاد جو روبينسون من شركة "Improbable"
للتكنولوجيا، بأن "تقنيات ألعاب الفيديو أصبحت مؤثرة ومفيدة بشكل مذهل من
خلال قدرتها على إعادة بناء العالم الواقعي بكل تعقيداته داخل عالم افتراضي".
وأضاف: "إننا نمّكن صناع القرار من تجريب الأفكار
واختبار الاستراتيجيات والمعدات الجديدة، وندرب القوات على التعامل مع هذه البيئات
المعقدة والمتغيرة بشكل مستمر".
وتسمح برمجيات "Improbable"
بخلق سيناريوهات واقعية للحرب في الواقع الافتراضي واستكشافها إما من خلال لقطة
علوية، كما ترى في ألعاب استراتيجيات الحرب، أو من خلال منظور الراوي كما في ألعاب
مثل Counter Strike.
وأكدت شركة "Improbable"، أن تقنيتها تُستخدم من قبل
القادة العسكريين في النزاعات في مختلف أنحاء العالم في الوقت الراهن، دون تحديد
الأماكن لأسباب أمنية، وفق هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي".
وتقول الشركات التي تحقق أرباحا من ألعاب الفيديو
القتالية، إنها تجمع تبرعات لصالح المؤسسات الخيرية التي تساند أفراد الجيش
وتدعمها.
وقال دان غولدبرغ إن لعبة Call of
Duty "مستوحاة من العمل الذي يقوم به الرجال
والنساء الذين يرتدون الزي العسكري، وفكرة رد الجميل فكرة جيدة جدا".
ونظرا لأن شركة Activision Blizzard (أكتيفيجان بليزارد) التي تنشر اللعبة تحقق أرباحا طائلة من المبيعات التي تتناول
الحروب والمعارك، فإنه ليس مستغربا أن تتحمل نفقات هذا المشروع.
وأضاف غولدبرغ: "أظن أن الطريقة الأمثل والأكثر
شاعرية للعرفان بالجميل هي ضمان انتقال العسكريين للحياة المدنية بشكل سلس بعد
انتهاء خدمتهم".
وتابع: "من الواضح للغاية أن أفضل طريقة للمساعدة
في ذلك الانتقال هي التوظيف، فهو الشيء الذي يحتاج إليه الجميع. إذا كانت لديك
وظيفة، فإنه يصبح من الممكن التغلب على التحديات الأخرى مثل الأمور المتعلقة بالصحة
العقلية".
واعتبر أن ممارسة ألعاب الفيديو تعتبر إحدى الوسائل التي
يستطيع من خلالها العسكريون السابقون أن يظلوا على اتصال مع بعضهم البعض، ولذلك فقد
توطدت علاقته بهؤلاء.