بلومبيرغ: منصور بن زايد ينشط بنقل ثروات الروس للإمارات
عربي21- أحمد اليافعي01-May-2203:42 PM
1
شارك
كبار المسؤولين ورجال الأعمال الأثرياء والمدراء التنفيذيين الماليين من روسيا يتقربون بشكل متزايد إلى الشيخ منصور- جيتي
أثارت الحرب الروسية الأوكرانية الكثير من التساؤلات حول مستقبل العلاقات السياسية
بين معظم دول العالم في ظل تحوله إلى ما يشبه معسكرين متضادين؛ حيث باتت كل الدول تقيّم
علاقات الدول الأخرى من خلال ارتباطها بأحد طرفي الأزمة؛ ولهذا فإن ما يقال من أن الشيخ
منصور آل نهيان شقيق الشيخ محمد بن زايد آل نهيان الحاكم الفعلي للإمارات؛ من أنه يساعد
في إدارة العلاقات مع الروس، يمثل مظهرا من مظاهر الإجابة على هذه التساؤلات.
وفي مقال نشره موقع "بلومبرغ"، ترجمته "عربي21"، قال:
زادت الحرب من أهمية الدور الملكي لأبوظبي بالنسبة لدولة الإمارات العربية المتحدة؛
حيث إن الشيخ منصور بن زايد آل نهيان اشتهر خارج الإمارات العربية المتحدة بأنه صاحب
بطل كرة القدم الإنجليزي مانشستر سيتي. وفي الداخل، هو نائب رئيس الوزراء وعضو قوي
في العائلة المالكة.
ويوضح الموقع أن للشيخ منصور أيضا دور وراء الكواليس أصبح مهما بشكل متزايد
في الأشهر الأخيرة: المساعدة في إدارة العلاقات مع الأثرياء الروس الذين يتطلعون إلى
نقل الأموال إلى الإمارات العربية المتحدة، وفقا للعديد من الأشخاص المطلعين على ارتباطات
أبوظبي مع الروس، الذين طلبوا عدم الكشف عن هويتهم كما أن المعلومات ليست عامة.
وأشار الموقع إلى ما يقوله الكثيرون من أنه بينما كان الشيخ منصور منخرطا منذ
فترة طويلة في تنمية العلاقات الإماراتية الروسية، فقد نمت أهمية وتعقيدات هذا الموقف
منذ الغزو الروسي لأوكرانيا، حتى أنه في الوقت الذي قامت فيه الولايات المتحدة والاتحاد
الأوروبي ودول أخرى بإغراق روسيا بآلاف القيود المالية الجديدة، مما يجعلها الدولة
الأكثر تعرضا للعقوبات في العالم؛ لم تفرض الإمارات العربية المتحدة أي قيود.
وبحسب الموقع فقد قال العديد من الأشخاص غير الرسميين، إن المسؤولين في منطقة
الشرق الأوسط اتخذوا موقفا مفاده أن أبوظبي تحترم القانون الدولي ولكن ليس مطلوبا
منها اتباع الإجراءات التي تنفذها دول معينة، وأن الإمارات لها الحق في تبني سياساتها
الخاصة، لافتا إلى أن حلفاء آخرين للولايات المتحدة، بما في ذلك إسرائيل والهند، اتخذو
موقفا مماثلا.
ويبين الموقع أن هذا النهج أثار مخاوف بعض المسؤولين الغربيين القلقين من وجود
ثغرات في برامج العقوبات الخاصة بهم؛ ففي مطلع هذا الشهر، أعرب نائب وزير الخزانة الأمريكي
والي أدييمو خلال مكالمة هاتفية مع مسؤولين إماراتيين عن مخاوف واشنطن من قيام رجال
الأعمال الروس بنقل أصول إلى الإمارات العربية المتحدة، حسبما قال شخصان على علم بالمناقشات.
وأوضح المقال أن كبار المسؤولين الحكوميين ورجال الأعمال الأثرياء والمدراء
التنفيذيين الماليين من روسيا يقومون بالتقرب بشكل متزايد إلى الشيخ منصور ومكتبه للمساعدة
في إدارة العمليات الحكومية الإماراتية، كما قال العديد من الأشخاص أن الروس أصبحوا
مهتمين أكثر بالاستثمار في منطقة الشرق الأوسط منذ غزو أوكرانيا؛ حيث إن البعض يتسوق
لشراء منازل في دبي، بينما يريد البعض الآخر شراء سيارات فاخرة أو يحتاجون إلى مساعدة
في فتح حسابات مصرفية وشركات مالية، فيما قال العديد من الروس إن وزارة شؤون الرئاسة
بقيادة الشيخ منصور قدمت مساعدات أكبر منذ الغزو.
وأورد المقال كذلك أن المسؤولين الإماراتيين يعتبرون جهود الشيخ منصور جزءا
من استراتيجية الحكومة الأوسع نطاقا لجذب الأعمال التجارية العالمية والحفاظ على العلاقات
الاستراتيجية مع الشرق والغرب، وفقا للعديد من الأشخاص هناك، وقالوا إن العلاقة بين
روسيا والإمارات وثيقة الصلة بشكل خاص بالنظر إلى تعاونهما داخل منظمة أوبك +.
وينوه الموقع إلى أن العمل المستمر للشيخ منصور يوضح التوازن الذي يحاول المسؤولون
الإماراتيون تحقيقه. فمن ناحية؛ يريدون الاستمرار في الترحيب بتدفق الأموال الروسية،
التي يأتي بعضها من كبار رجال الأعمال لكن جزءا كبيرا منها يأتي من المواطنين العاديين
الذين لا تربطهم صلات بالكرملين.
ومن ناحية أخرى؛ فإنهم حساسون تجاه الطريقة التي ينظر بها الحلفاء الغربيون
إلى ذلك، والذين عززوا العقوبات على فلاديمير بوتين وكذلك مجموعة من الأفراد والشركات
الروسية.
وينقل الموقع ما قاله عبد الخالق عبد الله، الأكاديمي الإماراتي المقيم في الإمارات
العربية المتحدة: "لدينا هذا التضارب بين أصدقائنا وحلفائنا"، مضيفًا:
"لا نريد أن نتقصّد إثارة استياء واشنطن، لكننا أيضًا لن نرضخ لهم. هناك الكثير
من الأقليات الذين لديهم استثمارات في الغرب أيضًا".
وأفاد الموقع بأن وزارة شؤون الرئاسة لم تجب على المكالمات التي تبحث عن تعليق
عن الأمر، كما امتنعت وزارة الخارجية الإماراتية عن التعليق، ولم تنجح الجهود للوصول
إلى الشيخ منصور عبر مانشستر سيتي ومكاتبه، ورفض متحدث باسم وزارة الخزانة الأمريكية
التعليق.
وذكر الموقع أيضًا أنه مع بداية هذا العام؛ قال متحدث باسم المكتب التنفيذي
لمكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب بدولة الإمارات العربية المتحدة لـ"بلومبرغ"
إن الدولة ستواصل السعي لتعاون أعمق مع الشركاء الأجانب في مراقبة التدفقات المالية
الدولية.
ويعتبر الشيخ منصور، وهو شقيق الحاكم الفعلي لدولة الإمارات العربية المتحدة
الشيخ محمد بن زايد ومستشار الأمن القومي الشيخ طحنون بن زايد، أحد أقوى أفراد العائلة
المالكة في البلاد. فقبل غزو أوكرانيا رافق محمد بن زايد في اجتماعات مختلفة مع الشركات
الروسية، وفي عام 2019 كان حاضرًا عندما التقى محمد بن زايد ببوتين في أبوظبي، فيما
يبقى محمد بن زايد هو السلطة النهائية في العلاقات الدبلوماسية رفيعة المستوى مع بوتين
وروسيا؛ بحسب الموقع.
وذكر الموقع أن الشيخ منصور هو ملياردير في حد ذاته، وهو رئيس مجلس إدارة البنك
المركزي لدولة الإمارات العربية المتحدة، كما أنه عضو في مجلس إدارة شركات أخرى بما
في ذلك شركة النفط العملاقة "أدنوك"، وصندوق الثروة السيادية في أبو ظبي
الذي يشرف على أكثر من 800 مليار دولار وفقا لبيانات جمعتها "إس دابليو إف"
الدولية، كما أنه في بلاده، هو راعي ألعاب القوى، ويدعم الأحداث الشعبية من كرة القدم
إلى سباق الخيل والجري لمسافات طويلة، ومنذ توليه السيطرة على مانشستر سيتي في عام
2008؛ عاد النادي إلى الصدارة، وفاز بعدد كبير من الألقاب وأصبح أحد أهم امتيازات كرة
القدم في العالم.
المزيد من الزيارات
وأضاف الموقع: احتل الروس المرتبة الرابعة بين قاصدي السياحة إلى دبي في الشهرين
الأولين من عام 2022 بحوالي 137000، أي أكثر من ضعف العام السابق وإن كان أقل من مستويات
ما قبل الجائحة، وفقًا لحكومة دبي.
وشدد الموقع على أنه حتى مع تأجيل الإمارات العربية المتحدة لفرض عقوبات على
روسيا؛ فقد سعى بعض الإماراتيين، بمن فيهم خلدون المبارك الرئيس التنفيذي لصندوق الثروة
السيادية وشركة مبادلة للاستثمار، ويوسف العتيبة سفير الإمارات العربية المتحدة في
واشنطن، إلى طمأنة الولايات المتحدة والمملكة المتحدة والمسؤولين الأوروبيين؛ ففي مؤتمر
مالي في دبي الشهر الماضي؛ قال المبارك إن شركة "مبادلة"، التي لها انكشاف
كبير في الولايات المتحدة، ستتجنب الاستثمار في روسيا في الوقت الحالي، ليصبح أول رئيس
لصندوق ثروة في الشرق الأوسط يقدم تعليقات عامة على الحرب، وكانت الخطوة تجارية بحتة
ولا ينبغي اعتبارها قرارا سياسيا، بحسب شخص مطلع على الأمر.
وأشار إلى ما قالته "مبادلة"، التي يشغل فيها الشيخ منصور منصب نائب
رئيس مجلس الإدارة، في بيان عبر البريد الإلكتروني إنها أوقفت مؤقتا أي استثمار إضافي
في روسيا "نظرا للوضع"، لكنها لم تقدم مزيدا من التفاصيل، ومع ذلك؛ رحب المسؤولون
الغربيون بالتعليقات الواردة من "مبادلة"، معتبرين أنها دليل على قلق الإمارات
من عقوبات ثانوية على أي شخص يتعامل مع كيانات روسية خاضعة للعقوبات، وفقا لبعض الأشخاص.
وبحسب كيرستن فونتروز؛ كبيرة المدراء لشؤون الخليج في مجلس الأمن القومي بالبيت
الأبيض خلال إدارة ترامب؛ فإنه "لدى الحكومة الأمريكية مراقبون ماليون غير شرعيين
في حالة تأهب قصوى، وقد أبلغت الإمارات أنهم يراقبون عن كثب، ولا يريدون القبض على
أي شخص آخر لمنع ذلك".
ورأى الموقع أن الإمارات العربية المتحدة ستستفيد من موقفها الأكثر ترحيبا تجاه
الأموال الروسية؛ لكنها خضعت للتدقيق في الماضي بحثًا عن التدفقات الداخلة المرتبطة
بأفراد تفرض عليهم دول أخرى عقوبات، حيث تتعرض الحكومة لضغوط متزايدة منذ أن وضعت مجموعة
العمل المالي ومقرها باريس، وهي هيئة عالمية لمكافحة غسيل الأموال، الإمارات في آذار/
مارس على "القائمة الرمادية" لعدم مراقبة الأموال الواردة إلى البلاد بشكل
صارم.
ولفت الموقع إلى أن العلاقات توترت بين الإمارات العربية المتحدة والولايات
المتحدة مؤخرا؛ حيث تريد الإمارات والسعودية من الولايات المتحدة أن تفعل المزيد لمواجهة
الهجمات الصاروخية من مقاتلي الحوثي في اليمن، وفي غضون ذلك؛ رفض البلدان الخليجيان
حتى الآن طلبات واشنطن لزيادة إنتاج النفط وخفض الأسعار، فيما قالت جودي فيتوري، الأستاذة
في جامعة جورج تاون والتي تدرس العلاقة بين التدفقات المالية والأمن القومي للولايات
المتحدة، إن الخلافات حول سياسة العقوبات ستظل موضوعا شائكا، مضيفة: "إذا قام
العالم بمزيد من الإجراءات الصارمة ضد التدفقات الروسية غير المشروعة وكان ذلك أساس
هذه الاقتصادات، فقد تضطر الولايات المتحدة إلى قبول أنه سيكون لديها نفوذ أقل في هذه
العلاقات الدبلوماسية للمضي قدما".
1
شارك
التعليقات (1)
ابو حلموس
الإثنين، 02-05-202210:08 ص
ليسوا الوحيدون ولكنهم الأفضل فى تبييض الأموال.. صناعة رائجة ومعين لا ينضَب مادام ابليس فى الوجود !!!