هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
حذرت جهات إسرائيلية في الساعات الأخيرة من عدم الاستجابة إلى مطالب الأردن في ما يتعلق بالمسجد الأقصى، عقب التوتر الذي نشب مؤخرا بين عمان ودولة الاحتلال بسبب أحداث المسجد الأقصى، وإدانة المملكة لاستفزازات المستوطنين وجيش الاحتلال ضد المصلين.
وقالت هذه الجهات؛ إن الأردن ودائرة الأوقاف التابعة له، ليس لهما سيطرة على مئات الآلاف من الشباب الذين يصلون في المسجد الأقصى"، في ما كشف مصدر فلسطيني أن دولة الاحتلال رفضت الموافقة على تعيين حراس أوقاف جدد طلبتهم الأردن.
هذا التطور العاجل أورده مراسلا صحيفة إسرائيل اليوم، أريئيل كهانا ودانا بن شمعون في تقرير ترجمته "عربي21"، جاء فيه أن "مسؤولا بارزا في المنظومة الأمنية الإسرائيلية حذر من أن الحكومة الإسرائيلية مطالبة بالدخول في محادثات واسعة النطاق مع المملكة الأردنية حول ما يحدث في المسجد الأقصى، رغم أن المفاوضات مع المملكة بشأن الوضع في المسجد الأقصى ستؤدي حتما إلى الفشل".
وأضاف هذا المسؤول الذي أخفى هويته، وكان على اتصال بالأردن منذ سنوات، أن "المنظمات الإسلامية التي تعمل في المسجد الأقصى خارجة عن سيطرة الأردن ودائرة أوقافه التابعة له، في حين أن هناك مطالب أردنية في الحرم القدسي لن تتمكن إسرائيل من تلبيتها، وعندما يحدث ذلك، سيتم تقديم العائلة المالكة في الداخل الأردني بأنها غير قادرة على تحقيق الإنجازات في أقدس المقدسات، وهذا ما يمكن أن يفاقم الوضع، بما يتعارض مع مصالح إسرائيل والأردن معا".
اقرأ أيضا: الأردن يضغط لإعادة الوضع القائم بـ"الأقصى" لما قبل عام 2000
ويجري الأردن ودولة الاحتلال اتصالات وزيارات مكثفة، فقد زاره وزير الأمن الداخلي عومر بار ليف، سرا، لبحث تعزيز دائرة الأوقاف في الأقصى، فيما اتصل رئيس الحكومة نفتالي بينيت بملك الأردن عبد الله الثاني، وناقشا إيجاد تهدئة شاملة، أما الأخير، فقد التقى برئيس الاحتلال يتسحاق هرتسوغ، وكذلك التقى مع بيني غانتس وزير الحرب، للحفاظ على الهدوء في القدس خلال رمضان، فيما استدعت عمان السفير الإسرائيلي لديها احتجاجا على التصعيد في الأقصى.
في الوقت ذاته، كشف النقاب أن رئيس القائمة العربية الموحدة منصور عباس، زار الأردن سرا في الأيام الأخيرة، وبحث أوضاع المسجد الأقصى، واستمع لمطالب الأردن بتسليمه جميع الصلاحيات اللازمة داخل الحرم، بما في ذلك خفض كبير في عدد المستوطنين اليهود الذين يقتحمونه، لكن وزارة الخارجية ورئاسة الوزراء تحاولان إبداء اللامبالاة بالمطالب الأردنية، بزعم أنه لم يتم تحديد موعد محادثات حتى الآن لبحثها.
في غضون ذلك، قال مصدر فلسطيني إن الأردن عين مؤخرا عشرات من حراس الوقف الجدد بسبب النقص في أعدادهم، لكن دولة الاحتلال ما زالت ترفض دخولهم إلى المسجد الأقصى، وهناك طلب إسرائيلي بالحصول على أسمائهم لإجراء فحوصات أمنية، لكن الوقف الأردني رفض ذلك، فيما تسعى الولايات المتحدة للتنسيق مع الأردن والسلطة الفلسطينية وإسرائيل لتخفيف التوتر، في ظل ما يعتقده الملك عبد الله الثاني من أن مكانته في المسجد الأقصى جزء من شرعيته كحاكم للمملكة، وأن استقرار نظامه يعتمد على استمرار الوصاية عليه.