هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
أعلن الوزير السوداني السابق ونائب رئيس حركة "الإصلاح الآن"، حسن عثمان رزق، أن "التحالف الإسلامي العريض"، الذي تم تدشينه قبل أيام، سيخوض أي انتخابات "حرة ونزيهة".
ولفت رزق، في مقابلة خاصة مع "عربي21"، إلى أن "التيار الإسلامي العريض" سيكون له مرشح (لم يسمّه) في الانتخابات الرئاسية المقبلة، كاشفا أن بعض الجهات الأخرى بدأت بالانضمام بالفعل لتحالفهم، فضلا عن أنهم على تواصل مع قوى أخرى.
واستنكر القيادي الإسلامي البارز هجوم شخصيات على كيانهم الجديد، قائلا: "معظم الهجوم انصب على اتهامات باطلة لنا بأننا واجهة للمؤتمر الوطني، ونحن لا صلة لنا به".
وفي 18 نيسان/ أبريل الجاري، وقعت 10 فصائل إسلامية في العاصمة السودانية الخرطوم، ميثاق تأسيس ما يسمى بـ"التيار الإسلامي العريض"، لتحقيق الاندماج التنظيمي بينها.
والفصائل العشرة هي، "جماعة الإخوان المسلمين - التنظيم العالمي"، و"جماعة الإخوان المسلمين - السودان"، و"منبر السلام العادل"، و"الحركة الإسلامية السودانية"، و"حزب دولة القانون والتنمية"، و"حركة المستقبل للإصلاح والتنمية"، و"حركة الإصلاح الآن"، و"حزب العدالة القومي"، و"مبادرة وحدة الصف الإسلامي".
بالإضافة إلى وجود تيار النهضة بصفة مراقب داخل "التيار الإسلامي العريض"، وبمباركة الداعية السوداني المعروف عبد الحي يوسف.
وفي ما يلي نص المقابلة الخاصة مع "عربي21":
خلال الأيام الماضية وقعت 10 فصائل إسلامية في السودان، من بينها حركة "الإصلاح الآن"، ميثاق تأسيس "التيار الإسلامي العريض".. فما الذي دفعكم لاتخاذ هذه الخطوة؟ وما الذي تهدف إليه؟
أصلا نحن كنّا حركة واحدة ثم تفرقت بنا السبل، نتيجة لتباين بعض الآراء وبعض المواقف، والحمد لله زالت معظم أو كل تلك الأسباب وظهرت تحديات جديدة استهدفتنا جميعا، واستهدفت ديننا ووطننا وهويتنا وتقاليدنا ووحدتنا.
ولذلك، تنادينا لنعيد اللحمة لحركتنا مع ملاحظة أنه لا يوجد بيننا خلاف في الأصول، ولا في التوجه، ومعظم الخلافات التي بيننا خلافات فرعية قابلة للعلاج، خاصة أن وحدة العمل الإسلامي فريضة شرعية وضرورة مُلحة من أجل استعادة ثقة المسلمين في أنفسهم والحركة الإسلامية في أبنائها، والدفاع عن الدين في وجه الكيد العالمي والمحلي.
كيف تابعتم هجوم البعض عليكم عقب الإعلان عن خطوة الاندماج؟
معظم الهجوم انصب على اتهامات باطلة لنا بأننا واجهة للمؤتمر الوطني، ونحن لا صلة لنا به. والمؤتمر الوطني حزب سياسي معروف يضم إسلاميين وغير إسلاميين، بل به عدد من غير المسلمين، ونحن مجموعة كيانات إسلامية بينها مشتركات كثر، وبيننا كيان واحد له صلة بالمؤتمر الوطني ولم يحدث في يوم من الأيام أن حدثنا عن المؤتمر الوطني أو طلب منا الانضمام أو الانصياع إليه.
اقرأ أيضا: مجلس السيادة السوداني يسعى لتشكيل حاضنة مدنية.. هل ينجح؟
لكن ما مدى تماسك هذا الكيان الجديد؟ وهل قد يشهد خلافات بين أعضائه مستقبلا؟
كما قلت، كنّا من قبل كيانا واحدا، ونجتمع على أصول وأهداف واحدة وتباين الآراء لن يفرق بيننا، وقد اتفقنا على ضرورة ترسيخ فقه الاختلاف، بحيث نتفق على إدارة الخلاف دون أن يؤدي ذلك إلى شرخ في التنظيم أو انشقاق، وذلك وفق الضوابط الشرعية المعروفة، وما هو متفق عليه.
ونحن نسعى لانتهاج أسلوب المراجعات لتقديم تجربة إسلامية مستقبلية، تعدل العوج وتصحح الخطأ وتخطط للمستقبل وتساعد على التوحد لا التفرق والتمزق ولا بد من عرض هذه المراجعات على أجهزة الشورى حتى تكون معتمدة.
هل تتوقع انضمام أحزاب أو فصائل أخرى لـ"التيار الإسلامي العريض" قبل موعد الانتخابات؟ وهل أنتم على تواصل مع قوى أخرى في هذا الصدد؟
نعم، ولقد بدأت بعض الجهات بالانضمام بالفعل، ولنا تواصل مع غيرها.
لماذا قاطع حزب المؤتمر الشعبي "التحالف الإسلامي العريض"؟
حزب المؤتمر الشعبي حزب عريق وحر في خياراته، ونحن أحرار في خياراتنا وإرادتنا، ومرحبا بكل من يريد التوحد معنا.
متى سيصل "التيار الإسلامي العريض" إلى مرحلة الاندماج الكامل بين مكوناته؟
سيحدث ذلك بعد تقييم، وتقويم مرحلتي التنسيق الشامل والتوحيد الجزئي؛ إذ سيتم الاتفاق على طريقة الاندماج الكامل بعد كتابة ميثاق ودستور متفق عليه، وتكوين أجهزة متفق عليها تتولى مهمة البناء القاعدي، وتشرف على البناء الهيكلي الجديد وتنصيب القيادات العليا وفق خطة مرسومة وموسومة ومتفق عليها.
ومن نقاط القوة التي تسرّع بمسألة الوحدة أن القواعد موحدة، والاصطفاف جاهز، والوسائل الحديثة سهّلت الاندماج، وسيكون هنالك استيعاب كبير للشباب وللمرأة، ولإخواننا الذين توقفوا لسبب أو لآخر، ولا زالوا على العهد، وسيتم ضمهم واستيعابهم والاستفادة منهم.
وإذا صدقت النوايا، ووضح التجرد، وابتغي وجه الله تعالى أولا وأخيرا؛ فإن هذا المشروع سيرى النور إن شاء الله كأقوى ما يكون، وبأسرع ما يمكن.
ما موقف "التيار الإسلامي العريض" من خوض الانتخابات المقبلة؟ وهل وضعتم تصورا واضحا لتلك الانتخابات؟
من المؤكد أننا سنخوض أي انتخابات حرة ونزيهة. وتصور الانتخابات يجب أن تشارك فيه كل الأحزاب وكيانات المجتمع.
وفق تقديركم، ما هي النسبة التي قد يحصل عليها تحالفكم في الانتخابات البرلمانية المقبلة؟
نسبة ما سيحصل عليه التيار إذا قامت انتخابات حرة ونزيهة علمها عند الله، ولكننا نحسب أنه سيكون الأوفر حظا لاكتساح أي انتخابات قادمة إذا خاضوها موحدين.
هل سيكون لـ "التيار الإسلامي العريض" مرشح في الانتخابات الرئاسية المقبلة؟
بالطبع سيكون للتيار مرشح للرئاسة.
هل التيار الإسلامي يمثل غطاءً وحليفا خفيا للعسكريين كما يقول البعض؟
ما بيننا وبين القوات المسلحة والشرطة وبقية الأجهزة الأمنية عدة مبادئ نحن نلتزم بها، وهي أن تكون هذه الأجهزة مهنية ومحايدة وقومية.
ولذلك، نؤيد تقوية هذه الأجهزة وتسليحها وتدريبها حتى تؤدي واجبها في استتباب الأمن والاستقرار والحفاظ على وحدة البلاد وسلامة أراضيها، ومنع الاختراقات الأمنية الخارجية، ولكننا نرفض تدخل هذه الأجهزة في السلطات العدلية والتشريعية والعلاقات الدولية الأمر الذي لا يعنيها وحدها مثل التطبيع مع العدو الصهيوني، ومثل اعتناق ما تسمى بالديانة الإبراهيمية، ومثل التوقيع على الاتفاقات التي تتعارض مع الشريعة الإسلامية أو الارتماء في أحضان المحاور الدولية، وكل ما شابه ذلك.
البعض يرى أن عمليات الإفراج عن قادة النظام السابق تشير إلى تماهي وتوافق القيادة العسكرية مع الإسلاميين.. ما صحة ذلك؟
خطوة الإفراج عن الإسلاميين قامت به العدالة بعد أن استردت بعض عافيتها، ولقد تعرض إخواننا لظلم شديد ومكثوا في السجن لبضع سنين وخرجوا بعد أن صبروا وصابروا واحتقروا السجن حتى عاد من ضيق رحابا.
ما هي الجهات التي تقف خلف محاولات استهداف التيار الإسلامي في السودان؟
التيار الإسلامي مُستهدف من دول الاستكبار العالمي ومن أذنابهم ومن أذناب أذنابهم، والمدافعة قائمة بيننا وبينهم إلى قيام الساعة. ولينصرن الله مَن ينصره إن الله لقوي عزيز.
مرت نحو 6 أشهر على اندلاع الأزمة السياسية بين مكونات الحكم في السودان وظلت تراوح مكانها.. فكيف تنظرون لما وصلت إليه الأوضاع في السودان اليوم؟
العسكر هم مَن سلّم البلاد لليساريين والعلمانيين (قحت) الذين أذاقوا البلاد والعباد الويل والثبور وعظائم الأمور وأصبحت المعيشة في عهدهم ضنكا، وهم يحاولون ببعض هذه الإجراءات التكفير عن ذنوبهم. أما الإسلاميون فقد تعودوا على العمل في حالات العسر واليسر ومع أعلى حالات الضغط العالي والابتلاءات.