صحافة إسرائيلية

بعيدا عن الأضواء.. خطة إسرائيلية لطرد الفلسطينيين من الأغوار

المستوطنون في غور الأردن يديرون أجندة تستهدف دفع سكان الغور الفلسطينيين إلى الفرار من هناك- جيتي
المستوطنون في غور الأردن يديرون أجندة تستهدف دفع سكان الغور الفلسطينيين إلى الفرار من هناك- جيتي
سلط كاتب إسرائيلي الضوء على جرائم المستوطنين "وحملات العنف" المتصاعدة ضد السكان الفلسطينيين في منطقة الأغوار، مؤكدا أن هدف تلك الانتهاكات هو طرد السكان الفلسطينيين.

وأوضح ران أدليست في مقال بصحيفة "معاريف" العبرية، أنه "في الآونة الأخيرة، يتحول المزيد والمزيد من المناطق المأهولة بالسكان الفلسطينيين في شمال غور الأردن إلى مناطق عسكرية مغلقة لغرض التدريبات والمناورات بالنار الحية، بما فيها الدبابات".

وفي كانون الأول/ ديسمبر 2021 وثقت منظمة "بتسيلم" الإسرائيلية، "ممارسة الجيش الإسرائيلي الضغط بشكل كبير على الفلسطينيين، وقد كان عشرات الجنود يتجولون مسلحين بين الخيام وأكواخ العائلات الفلسطينية، يخربون حقولهم بالدبابات، وبالطبع يطلقون النار".

وأكد الكاتب أن ما صدر عن "بتسيلم" هو "أصدق بكثير من بيانات الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي"، مشيرا إلى أن "ما يصل من القصص الشخصية والعائلية الخاصة بتنكيل الجيش بالفلسطينيين، هو استثنائي، ولا سيما بسبب إنعدام الوسيلة لمعالجتها على المستوى الرسمي".

ونوه إلى أن هناك العديد من النشطاء التابعين لبضع منظمات حقوق الإنسان "يقومون بشكل شبه يومي بالدفاع عن فلسطينيين من شرور المستوطنين، في حين يغض الجيش النظر من جانبه عن ما يجري".

وبحسب المعطيات المتوفرة، فإنه يوجد في غور الأردن نحو 10 آلاف مستوطن مقابل 65 ألف فلسطيني، وكذا نحو 15 ألف تجمع صغير من الرعاة.

وذكر أدليست أن "حكومة بنيامين نتنياهو السابقة، قررت إبقاء المنطقة للجيش وللمستوطنين، أما حكومة نفتالي بينيت الحالية، فهي حكومة تحافظ على الوضع الراهن في المناطق كصيغة لمواصلة البحث في التسوية الدائمة".

ووفقا لعدد غير قليل من الشهادات، بما في ذلك اقتراح رئيس وزراء الاحتلال الأسبق، إيهود باراك في 2021 والذي نال تأييد الجيش الإسرائيلي، فإن "غور الأردن كان جزءا من المفاوضات، وكانت النية أن يُبقى منه، في إطار تسوية شاملة، حزام أمني على طول نهر الأردن، ودوريات دائمة للجيش الإسرائيلي على طريق التشويش، وجدار حساسات (استشعار) على طول نهر الأردن حتى مصبه في البحر الميت".

وقال: "يخيل لي أنهم تقاتلوا هناك على عدد محطات الإنذار، لكن عندما صعد الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب إلى الحكم، فقد بدأوا فجأة يتحدثون عن ضم الغور والمستوطنات في إطار المفاوضات المستقبلية على مصير المناطق".

وأضاف الكاتب: "المستوطنون في غور الأردن، وبعيدا عن الأضواء الإعلامية يديرون أجندة تستهدف دفع سكان الغور الفلسطينيين إلى الفرار من هناك، وليس واضحا إلى أين؟ لكن المهم أن يغادروا".

ونوه إلى أن "المسؤول عن التنفيذ، مستوطنون منفلتون في بؤر استيطانية منفلتة، يديرون برعاية مجالسهم المحلية حملات عنف خاصة ضد السكان الفلسطينيين وخاصة ضد الرعاة في المنطقة"، وقال: "خمنوا من يساعدهم؟ صحيح، كل المسؤولين المباشرين عن الغور؛ الجيش الإسرائيلي وفرقة المناطق، والإدارة المدنية، وشرطة "شاي" و"الشاباك".. وبذلك تنفذ خطوة ضغط تعسفية لأجل الدفع إلى الأمام بعملية ترحيل السكان المحليين".

ونبه أدليست إلى أن "الدائرة ضد الإرهاب اليهودي في "الشاباك" لم تعن بإرهاب المستوطنين ضد سكان الغور، وتواجدهم هناك صفر"، موضحا أن "معالجة الجيش هي لب المشكلة؛ منذ عهد التهديد العراقي، الذي سبق التهديد الإيراني، كان الغور المدماك الاستراتيجي الأهم في الجبهة الشرقية".

وفي هذه الأثناء بحسب الكاتب فإنه "غاب العراق، والوسائل التكنولوجية جعلت قدسية حيازة الغور موضوعا استعماريا أقل وتقليديا أكثر".
0
التعليقات (0)