هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
تناولت الصحف الفرنسية، الصادرة الاثنين، قراءة نتائج الدور الأول من الانتخابات الرئاسية، التي أجريت الأحد، ووضعت إيمانويل ماكرون وجها لوجه مع زعيمة اليمين المتطرف مارين لوبان في الدور الثاني، في تكرار لسيناريو انتخابات 2017 التي حسمها الرئيس الحالي.
وتحدثت الصحف الفرنسية عن أهمية الدور الثاني للبلاد، متحدثة عن "المبارزة الجديدة" أو "المواجهة" المرتقبة في الدورة الثانية بين ماكرون و لوبان.
مسؤولية تاريخية
وقالت صحيفة "لوموند" إن الدور الثاني سيكون مسؤولية تاريخية للفرنسيين في ظل وصول اليمين المتطرف للمرة الثالثة خلال عشرين عاما إلى الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية.
وأشارت الصحيفة إلى أنه "منذ بداية القرن الجاري، فقد وصل الحزب الذي تقوده عائلة لوبان إلى نهائيات الاقتراع الرئيسي لديمقراطيتنا، مثله مثل مرشحي اليمين الكلاسيكي، ومتفوقا على أحزاب اليسار التي وصلت مرتين إلى الدور الثاني في آخر 20 سنة".
وأضافت: "في كل مرة كانت الدرجة التراكمية لممثلي اليمين المتطرف أعلى: من 19 بالمئة في 2002، ارتفعت إلى 26 بالمئة في 2017 ثم إلى 32 بالمئة اليوم، إذا أضفنا الأصوات التي حصل عليها إريك زمور، ونيكولاس دوبون آيجنان".
وتابعت: "لذلك فهو تكرار لا ينبغي الاستهانة به. بين مارين لوبان وإيمانويل ماكرون، ستكون معارضة الجولة الثانية مماثلة لتلك التي كانت موجودة قبل خمس سنوات، مع عدم وجود شيء آخر للقيام به".
وكتب مدير الصحيفة جيروم فينوغليو: "إن هذا التكرار وتفاقم الخطر يجب أن ينبهنا مرة أخرى إلى حالة الانهيار التي يعيشها نظامنا الرئاسي. وبالنسبة إلى لوموند، فإنه لا يمكن أن يعاني هذا الرفض لليمين المتطرف من أي غموض، إن تذكرنا أن التجمع الوطني كان يتعارض تماما مع قيمنا في ما يتعلق بالمصلحة الوطنية".
وأردف: "إن انتخاب مارين لوبان رئيسة للجمهورية سيشكل هجوما على سيادة القانون، وتراجعا في مراعاة كارثة المناخ، ومراجعة لتحالفاتنا الخارجية في أسوأ الأوقات، حيث إن الحرب الوحشية التي فرضها فلاديمير بوتين على أوكرانيا يكشف عن الطبيعة الحقيقية لمرشحة رئاسية كانت راضية تماما عن الرئيس الروسي. منطقيا، فإن الطريقة الفعالة الوحيدة للعمل من أجل هزيمتها هي الدعوة للتصويت لفائدة إيمانويل ماكرون".
صعوبة إقناع اليسار
في المقابل، أشارت صحيفة "لوفيغارو" إلى صعوبة إقناع الناخبين اليساريين باختيار ماكرون في الدور الثاني، رغم الدعوة التي أطلقها صاحب المركز الثالث في الجولة الأولى جان لوك ميلنشون، بقطع الطريق أمام لوبان.
وقالت الصحيفة: "يُظهر تحليل نتائج الجولة الأولى بوضوح الجناح اليميني في تصويت ماكرون، بينما لعب "التصويت المفيد" دورا مؤثرا في المدن الكبرى بالنسبة إلى ميلنشون".
وأوضحت أنه "سيكون 21.9 بالمئة من الناخبين الذين اختاروا ميلنشون في الدور الأول ضد اليمينية المتطرفة لوبان. ومع ذلك، فإن الناخبين اليساريين أبعد ما يكون عن تصويت ماكرون مما كان عليه في عام 2017، حيث أصبح الأخير يمينيا إلى حد كبير، وستكون الموازنة صعبة أمام ماكرون الذي يسعى إلى استعادة اليسار دون خسارة اليمين".
الأمر مختلف
وقالت صحيفة "لوبوان" إن الوضع في الدور الثاني سيكون مختلفا عن انتخابات 2017، رغم تواجد نفس المرشحين في الجولة الثانية، وهما ماكرون ولوبان.
وأشارت: "يخرج كل منهما من الجولة الأولى معززا: الرئيس المنتهية ولايته، بعد خمس سنوات من وصوله إلى الإليزيه وفترة ولاية مدتها خمس سنوات، حسن نتيجته بمقدار 4 نقاط، ومارين لوبان إذا كانت متأخرة بنحو 4 نقاط عن ماكرون، فقد تقدمت أيضا مقارنة بالانتخابات الرئاسية السابقة. ستجرى المناظرة بينهما وقد ظل جميع الفرنسيين يقولون إنهم لا يريدون أي شيء في العالم، وللمفارقة، فإن الفرنسيين أنفسهم هم من قرروا ذلك".
وتابعت: "ومع ذلك، لا شيء سيكون مثل عام 2017، أولا، لأن قسما كاملا من العالم السياسي انهار مساء الأحد. تقلصت أصوات الحزب الاشتراكي إلى 2 بالمئة، والجمهوريين إلى أقل من 5 بالمئة، والأحزاب التي تقاسمت السلطة بالتناوب منذ بدايات الجمهورية الخامسة اختفت من الخريطة السياسية، وسحقت في نقاش رئاسي لم يستطعوا مجاراته".
أما صحيفة "ميديابارت"، فقالت إن "هذا هو السيناريو الذي خطط له إيمانويل ماكرون بصبر طوال فترة ولايته التي استمرت خمس سنوات، والذي تحقق أخيرا، الأحد 10 أبريل، بالنسب التي كان يأمل فيها".
واعتبرت الصحيفة أن ماكرون قاد "حملة تخدير" أوصلته إلى الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية، متقدما بحوالي 5 نقاط على مرشحة التجمع الوطني مارين لوبان.
وأشارت الصحيفة إلى أن ماكرون يتحمل مسؤولية صعود اليمين المتطرف في فرنسا من خلال خطته التي اعتمدها منذ عام 2017، تاريخ وصوله إلى قصر الإليزيه.
وأكدت أن الرئيس المنتهية ولايته، يريد حشر اليمين المتطرف في زاوية في الدور الثاني، وتجميع قوى اليسار من حوله، حيث إنه أشار في خطابه أمام أنصاره مساء الأحد إلى التحالف السياسي الذي يجب تكوينه للفوز على لوبان.
ماكرون مرشح كبار السن
من ناحية أخرى، أشار استطلاع رأي، أجرته وكالة "إيلابي" بالشراكة مع وسائل إعلام محلية، إلى أن إيمانويل ماكرون استفاد من أصوات الأشخاص الذين تزيد أعمارهم على الـ65 عاما، بنسبة 41 بالمئة.
اقرأ أيضا: ماكرون ولوبان يتصدران انتخابات فرنسا.. هذا موعد المناظرة
في المقابل، اختار الشباب المرشح اليساري وزعيم حركة "فرنسا الأبية" جان لوك ميلنشون، الذي احتل المركز الثالث في الاقتراع بنسبة 21.2 بالمئة من الأصوات، خلف ماكرون ولوبان.
أما المرشحة اليمينية لوبان، التي تأتي في المرتبة الثانية على المستوى الوطني، فهي المرشحة المفضلة لمن هم بين 35 و64 عاما حيث إنها حصلت على 29 بالمئة من أصواتهم.