سياسة عربية

تشكيلة "الرئاسي" اليمني.. تعكس تقاسما بين الشمال والجنوب

مجلس القيادة الجديد يترأسه رشاد العليمي- تويتر
مجلس القيادة الجديد يترأسه رشاد العليمي- تويتر

قال كاتب ومحلل سياسي يمني، إن المجلس الرئاسي الجديد، الذي أُعلن عن تشكيله الخميس، يعد تركيبة سلطوية تعكس تقاسما واضحا بين الشمال والجنوب، مشددا على أن إنهاء سيطرة الحوثي عسكريا سيكون اختبارا فاصلا للسلطة الجديدة وداعميها.

وأضاف ياسين التميمي في حديث خاص لـ"عربي21" أن المجلس الجديد تضمن تمثيلا لبعض المكونات السياسية الوازنة، ومنها المؤتمر الشعبي العام الذي يهيمن على هذا المجلس، وكذلك التجمع اليمني للإصلاح الذي انصبت جهود التحالف على تحييده والقضاء على نفوذه السياسي.


وشدد على أن "هناك تمثيلا لقوى الأمر الواقع التي تشكلت خارج الشرعية خلال سنوات الحرب الماضية، ومنها القوات المشتركة في الساحل الغربي ومكتبها السياسي الذي يرأسه نجل الرئيس الأسبق العميد طارق صالح، والذي أصبح عضوا في مجلس الرئاسة، والمجلس الانتقالي الذي أصبح رئيسه عيدروس الزُّبيدي عضوا في المجلس أيضا".

 

اقرأ أيضا: رئيس اليمن يشكل مجلسا رئاسيا ويفوضه بصلاحياته ويعفي نائبه

ورأى التميمي أن "هذا المجلس وطبقا لصيغة الإعلان الدستوري وبيان التأييد السعودي يبدو كما لو كان وفدا تفاوضيا موحد القوى مع جماعة الحوثي.


وحذر من أن "الخطورة تكمن في التعامل مع هذا المجلس على هذا النحو لأن من شأن ذلك أن يُبقى موقع الرئاسة مسلوبا وعديم التأثير، وهو أمر مستبعد لأن السعودية صاحبة المصلحة الأولى في هذا التغيير، وليس أمامها من خيار أو ذرائع لإبقاء الوضع على ما هو عليه والشلل على حاله في السلطة الشرعية مقابل تنامي نفوذ الحوثيين وصلابة موقفهم ورسوخ سلطتهم المنبوذة شعبياً".


في المقابل يعتقد التميمي أن "الخطوات السعودية الداعمة للمجلس مبشرة على المستويين السياسي والاقتصادي، وإذا ما انعقد مجلس النواب في عدن وأدى المجلس الجديد القسم في العاصمة المؤقتة؛ فسيكون ذلك مؤشرا على بداية مرحلة جديدة في تاريخ الصراع الدائر في اليمن". 


وبالنسبة لموقف الحوثيين من المشاورات مع السلطة الجديدة، قال المحلل السياسي إن الجسم الجديد "لا ولن يشكل مفاجأة فهم ضد أي حوار مع الشريك الوطني، ولهذا لن يكون هناك بد من الحسم العسكري وهو ما سيشكل اختبارا فاصلا للسلطة الجديدة وداعميها".

 

في حين يقول كبير المحللين اليمنيين في شركة الأبحاث "نافانتي غروب" الأمريكية، محمّد الباشا، وفق ما نقلته "فرانس برس"، إن "الأعضاء الثمانية لديهم خلفية عسكرية وأمنية. وقام معظمهم بخوض قتال مباشر مع الحوثيين".


لكن الخلفيات السياسية غير المتجانسة قد تشكل عائقا أمام عمل المجلس. وتقول الباحثة في جامعة أكسفورد اليزابيث كيندال: "لا شك بأنه سيكون من الصعب على هذا المجلس العمل معا، نظرا لخلفياتهم المختلفة. ولكن إذا أراد اليمن التماسك معا كدولة موحدة، فلا بديل لهيئة حكم تتقاسم السلطة بين جماعات سياسية مختلفة وحتى متضاربة في بعض الأحيان".


وبحسب المحلّل في مجموعة الأزمات الدولية، بيتر سالزبري للوكالة ذاتها، فإن هذا "التحول هو الأكثر تأثيراً في الإجراءات الداخلية في التكتل المعادي للحوثيين منذ بداية الحرب"، ولكنه أشار إلى أن تطبيق بنود هذا الاتفاق سيكون "معقداً".

 

"أداوت إماراتية وسعودية"

 

في حين قال عمر الرداد الخبير في الأمن الاستراتيجي لفرانس برس: "قناعتي أن صيغة المجلس هي توفيقية بين أدوات إماراتية وسعودية خاصة في ظل الضعف الحاد الذي شاب شرعية الرئيس هادي". 

 

ونقل الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي كامل صلاحياته وصلاحيات نائبه المقال، الفريق علي محسن الأحمر، إلى مجلس قيادة رئاسي يقوده مستشاره ونائب رئيس الوزراء وزير الداخلية الأسبق اللواء رشاد العليمي.


اقرأ أيضا: من هو رئيس المجلس الرئاسي اليمني الجديد؟ (بروفايل)

وبموجب المرسوم الرئاسي، فإن مجلس القيادة الرئاسي الذي يضم ثمانية أعضاء، سيتولى استكمال تنفيذ مهام المرحلة الانتقالية، ويفوض بكامل صلاحيات الرئيس هادي وفق الدستور والمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية.

وجاء في بيان تلاه وزير الإعلام والثقافة والسياحة معمر الارياني، فجر الخميس، أنه تم تشكيل مجلس رئاسي من ثمانية أعضاء برئاسة رشاد العليمي، وعضوية كل من: "سلطان علي العرادة، طارق محمد صالح، عبد الرحمن أبو زرعة، عثمان حسين مجلي، عيدروس قاسم الزبيدي، فرج سالمين البحسني، عبدالله العليمي باوزير".

 

ومنذ أكثر من سبع سنوات، يشهد اليمن حربا مستمرة بين القوات الموالية للحكومة الشرعية مدعومة بتحالف عسكري عربي تقوده الجارة السعودية، وبين الحوثيين المدعومين من إيران والمسيطرين على محافظات، بينها العاصمة صنعاء منذ أيلول/ سبتمبر 2014.

وحتى نهاية 2021، أودت الحرب بحياة 377 ألف شخص، وكبدت اقتصاد اليمن خسائر بـ126 مليار دولار، وفق الأمم المتحدة، بينما بات معظم سكان البلاد، البالغ عددهم نحو 30 مليون نسمة، يعتمدون على المساعدات، في إحدى أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم.

التعليقات (0)