هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
مع بدء
العد التنازلي لحلول شهر رمضان المبارك، تتزايد المخاوف الإسرائيلية مما تعتبرها الزيادة
المقلقة في عدد الهجمات الفلسطينية، لا سيما بعد أحداث حي الشيخ جراح العام الماضي،
واقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى، مما يدفع الاحتلال لمحاولة إطفاء النيران قبل
أن تندلع.
وأجرت
المؤسسة العسكرية قبل أسابيع سلسلة من المناقشات حول الإجراءات التي يفترض أن تسبق
شهر رمضان ومن شأنها أن تمتص غضب الفلسطينيين، ومن بينها إفساح المجال أمامهم للصلاة
في المسجد الأقصى لأول مرة منذ اندلاع وباء كورونا، فضلا عن وضع جملة من الخطوات الميدانية
في محاولة واضحة لإخماد النيران التي قد تشتعل مع قدوم شهر رمضان، الذي يتزامن مع عيد
الفصح اليهودي، مما قد يؤدي لزيادة عدد الهجمات في الضفة الغربية والقدس.
نير
دفوري المراسل العسكري في "القناة 12"، ذكر في تقرير ترجمته "عربي21"
أن "تزامن هذه المناسبات الدينية والوطنية عند الفلسطينيين واليهود أمر ملهم لتنفيذ
المزيد من الهجمات، وإمكانية تقليدها ومحاكاتها من قبل الشبان الفلسطينيين، الذين يستلهمون
التحريض على مواقع التواصل الاجتماعي بمزيد من الإلهام والحماس، حيث يخرجون لتنفيذ
عمليات مسلحة، طعنًا ودعساً وإطلاق النار".
وأضاف
أن "هذه التقديرات الإسرائيلية المتزايدة دفعت الجيش في الأسابيع الأخيرة إلى
زيادة عدد اعتقالاته في كل ليلة ضد الفلسطينيين المطلوبين، أو أولئك الذين ينوون تنفيذ
عمليات مسلحة، سواء بسبب ورود معلومات أمنية دقيقة عنهم، أو تقديرات معينة، لا سيما
في حال ذهابهم إلى خيار العمليات الفردية، ونظرا لتوفر العديد من الأسباب والعوامل،
فإنه يمكن لألسنة اللهب أن تشتعل بشكل كبير في الأراضي المحتلة عموما، رغم أن التعاون
الأمني مع السلطة الفلسطينية مستمر بشكل جيد".
صحيح
أن الإسرائيليين يعولون على زيادة أعداد العمال الفلسطينيين للعمل داخل فلسطين المحتلة،
وقد بلغ عددهم 140 ألفا، لكن ذلك لم يحل دون توقف الاشتباكات اليومية بين الفلسطينيين
والمستوطنين، خاصة في المراعي والأراضي الزراعية وأنابيب المياه، مما قد يرفع هذه المواجهات
إلى أولوية أمنية عليا، خاصة في تصاعدها، لأنها قد تؤدي بشكل شبه يومي إلى أعمال إرهاب
يهودي، وانتقام فلسطيني.
في الوقت
ذاته، فإن ارتفاع حوادث إلقاء الحجارة على الطرقات التي يسلكها المستوطنون، وزيادة
أعداد الجرحى من الجانبين، قد يعبد الطريق أمام حلول شهر رمضان، والأوضاع في الأراضي
الفلسطينية مهيأة لاندلاع مواجهة جديدة، رغم التقدير الإسرائيلي بأن الطرفين لا يريدان
الذهاب "حتى النهاية" في هذه المواجهة، لكن كل شيء هش، ويمكن أن يكون هناك
دائمًا هجوم كبير بما يكفي ليكسر الأدوات، وفي هذه الحالة سندخل مرة أخرى في زوبعة من
المواجهة الدامية التي لا يمكن السيطرة عليها.