سياسة عربية

"F15" لمصر بعد عقود.. "استمالة" حلفاء و"توازن قوى" بالمنطقة

يستوجب إتمام الصفقة موافقة الكونغرس والخارجية - شركة بوينغ على فيسبوك
يستوجب إتمام الصفقة موافقة الكونغرس والخارجية - شركة بوينغ على فيسبوك

تنوي الولايات المتحدة، بعد عقود من المباحثات مع مصر، منحها صفقة تسليح هي الثانية خلال نحو شهرين، وبعد نحو شهر من مباحثات عسكرية مشتركة جرت بالقاهرة، تزامنا مع الحرب الروسية على أوكرانيا.


وأعلن قائد القيادة المركزية الأمريكية، الجنرال كينيث ماكينزي، في 15 آذار/ مارس، أمام لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ، أن بلاده ستزود مصر بطائرات أف- 15، دون تفاصيل عن عددها، أو موعد إرسالها أو طرازها المتوقع.

ويستوجب إتمام الصفقة التي تشير تقارير غير رسمية، إلى أنها تعود لعهد الرئيس الأسبق حسني مبارك، موافقة الكونغرس الأمريكي ووزارة الخارجية.

 

صفقة تسليح أولى

وفي 26 كانون الثاني/ يناير الماضي، أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية، في بيان أن إدارة الرئيس جو بايدن "أجازت" صفقة سلاح لمصر بأكثر من ملياري دولار، تتضمن 12 طائرة نقل من طراز "سوبر هركيوليز سي سي -130" ومعدات ذات صلة بقيمة 2.2 مليار دولار، وأنظمة رادار للدفاع الجوي بنحو 355 مليون دولار.

ولم تصدر السلطات المصرية، رسميا أي تعليق بشأن الصفقة الثانية المحتملة، غير أن وسائل إعلام محلية سلطت الضوء على الإعلان الأمريكي، دون أي تعليق إضافي.


بينما تأتي الصفقة الثانية الأمريكية، وسط تنويع مصري في مقاتلاتها العسكرية، فيما ارتفعت وارداتها من الأسلحة بنسبة 136٪ ما بين 2016 و2020، مقارنة بين العام 2011 و2015، وفق تقرير دولي نشر في 16 آذار/ مارس 2021.

وامتلكت مصر في الأعوام الماضية، مقاتلات "أف-16" الأمريكية و"رافال"، و"ميراج 2000" الفرنسيتين، والروسية "ميغ-29" بجانب أحاديث إعلامية عن سعي مصري لامتلاك المقاتلات الروسية "سوخوي-35".

إزاحة السوخوي الروسية

ويأتي الإعلان الأمريكي عن تلك الصفقة لصالح مصر، بعدما عبرت واشنطن أكثر من مرة، عن رفضها إتمام القاهرة صفقة المقاتلات الروسية سوخوي 35، أحدثها رسميا في اتصال هاتفي بين وزير الخارجية الأمريكية أنتوني بلينكن مع نظيره المصري، سامح شكري، في شباط/ فبراير 2021.

وفي نيسان/ أبريل 2019، تعهد وزير الخارجية الأمريكي آنذاك، مايك بومبيو، بأن الولايات المتحدة ستفرض عقوبات على مصر حال شرائها تلك المقاتلات، (وفق قانون أقرته واشنطن في 2017).

وأشار الموقع الإلكتروني "بريكينغ ديفينس" الأمريكي المختص بالشؤون العسكرية منتصف الشهر الجاري إلى أن "نجاح صفقة بيع طائرات F-15 إلى مصر قد تكون له بعض التأثيرات الجانبية على صفقة 2018، التي أبرمتها القاهرة مع موسكو بقيمة 2 مليار دولار في مقابل الحصول على مقاتلات سوخوي".

 

اقرأ أيضا:  مع استمرار حرب أوكرانيا.. إلى أين ستصل معاناة المصريين؟

استمالة حلفاء

بخلاف تلك الصفقة الروسية المزعجة لواشنطن، أرجع مدير المركز الدولي للدراسات التنموية والاستراتيجية (كندا)، مصطفى يوسف، التوجه الأمريكي لدعم مصر بـ إف 15، إلى قوة شركات السلاح والضغط واللوبيات الداعمة في واشنطن، بحسب وكالة الأناضول.

وأشار خبير استراتيجي إلى أن الأمر برمته مرتبط بصفقة جاء توقيتها لا غير، موضحا أن تلك الشركات لديها عقود ومهام لإنجازها وليس لها علاقة بوجود حرب من عدمها، بحسب وكالة الأناضول.

وحول تزامن وقت الإعلان مع التدخل الروسي بأوكرانيا وعقوبات دولية أبرزها من واشنطن، أضاف أن "أمريكا عندما تعطي أسلحة بهذا التوقيت فهي تستميل أبرز حلفائها مصر المقربة من موسكو بلا شك، ولا تريد لها ولا لغيرها أن تعطي أي تعاطف مع روسيا".

ويرى الخبير أن "إتمام الصفقة سيرسل عدة رسائل للداخل المصري بأن النظام مدعوم أمريكيا وله دور في المنطقة وأخرى لأوروبا بأنه أيضا لا يزال حليفًا موثوقًا لوزارة الدفاع الأمريكية والإدارة الأمريكية وله دور على ما يسمى بالحرب على الإرهاب".

وبشأن ما يثار عن الملف الحقوقي المصري وعرقلة الصفقة، أضاف: "قوة شركات السلاح وكذلك اللوبيات وشركات الدعاية والعلاقات العامة لها الغلبة وستتغلب هذه المصالح على النظرة لحقوق الإنسان".

وترفض مصر عادة ربط أي مصالح لها بشؤون داخلية كالملف الحقوقي، مكررة الحديث عن دعمها للحريات والحقوق بالبلاد بمواجهة انتقادات دولية.

1
التعليقات (1)
مصري
الثلاثاء، 22-03-2022 03:11 ص
المستفيد من هذه الصفقة هو السيسي لحماية طائرته و العمولة لان السيسي وقع بالمواقة علي اكبر خطر وجودي في تاريخ مصر و مستقبلها رفض الاحتلال الانجليزي بالموافقة عليه و هو سد اثيوبيا فما فائدة الجيش الأمريكي في مصر - جيش مصر سابقا -