سياسة عربية

محاولات روسية لتطويق كييف.. وهدنة مؤقتة في مدينتين

القوات الروسية تحاول الالتفاف على مدينة خاركيف أيضا وتتقدم باتجاه زابوروجيا- جيتي
القوات الروسية تحاول الالتفاف على مدينة خاركيف أيضا وتتقدم باتجاه زابوروجيا- جيتي

تحاول القوات الروسية تطويق العاصمة الأوكرانية كييف من كافة المحاور، بعد أيام من القتال.

 

وقال الجيش الأوكراني، السبت، إن القوات الروسية بدأت بضرب طوق حول كييف، بيد أنهم يفشلون في ذلك حتى الآن.

 

وذكر الجيش أن إطلاق صافرات الإنذار منذ ساعات الصباح الأولى في كييف يأتي تمهيدا لغارات روسية كثيفة محتملة.

 

ولفت الجيش الأوكراني إلى أن القوات الروسية تحاول الالتفاف على مدينة خاركيف أيضا، وتتقدم باتجاه زابوروجيا.

 

وأعلن الجيش الأوكراني تمكنه من قتل أكثر من 10 آلاف جندي أوكراني، وتدمير 269 دبابة روسية، و945 عربة مصفحة، و105 وحدات دفاع جوي، و60 خزان وقود.

 

ونشر الجيش الأوكراني فيديو يظهر لحظة إسقاط مروحية روسية، وسط احتفاء كبير بين الجنود.

 

فيما قالت وزارة الدفاع الروسية إنها دمرت 2037 منشأة للبنية التحتية العسكرية الأوكرانية منذ بدء العملية العسكرية.

 

وأضافت الوزارة أنها دمرت مستودعا للأسلحة في غيتومير يضم منظومات صاروخية مضادة للدبابات وصواريخ جافلين. وأكدت أن القوات الروسية تشن هجوما واسع النطاق في أوكرانيا.

وتأتي هذه التطورات في وقت ذكر فيه مسؤول استخباراتي غربي، لوكالة فرانس برس، أن الروس مستعدون لقصف المدن الأوكرانية حتى الاستسلام.

 

وبالتوازي، أكدت سلطات كييف أن التعزيزات العسكرية من الدول الحليفة ستوزع على الجبهات، في حين اتهم رئيس الوزراء الأوكراني دينيس شميهال الجيش الروسي بقصف المستشفيات والمدارس.

 

هدنة مؤقتة

 

أعلنت القوات الروسية السبت وقفا لإطلاق النار في ماريوبول لإجلاء المدنيين من هذا المرفأ الاستراتيجي، الواقع في شرق أوكرانيا، في اليوم العاشر من الغزو، وغداة الصدمة التي أحدثها قصف أكبر محطة الطاقة نووية في أوروبا تقع في زابوريجيا.

 

وكان رئيس بلدية ماريوبول أعلن، السبت، أن القوات الروسية تحاصر المدينة، وتشن "هجمات بلا رحمة" عليها.

 

وكتب فاديم بويتشينكو على تطبيق تلغرام: "منذ خمسة أيام، تتعرض مدينتنا وأسرتنا التي تتألف من نصف مليون شخص لهجمات بلا رحمة"، داعيا إلى "مواصلة المقاومة".

 

وأضاف: "نبحث عن حلول للمشاكل الإنسانية وجميع السبل الممكنة لإخراج ماريوبول من الحصار"، مؤكدا أن "أولويتنا هي وقف إطلاق النار؛ حتى نتمكن من إعادة البنية التحتية الحيوية، وإقامة ممر إنساني لجلب الغذاء والدواء إلى المدينة".

 

وبعيد ذلك، أعلنت روسيا وقفا لإطلاق النار للسماح بإجلاء المدنيين من ماريوبول ومدينة ثانية في شرق أوكرانيا، وذلك بعد مشاورات بين ممثلين عن كييف وموسكو.

 

ونقلت وكالات الأنباء الروسية عن وزارة الدفاع أن "الجانب الروسي يعلن نظام إسكات" السلاح اعتبارا من الساعة السابعة بتوقيت غرينتش، و"فتح ممرات انسانية لإجلاء المدنيين من ماريوبول وفولنوفاخا".

 

وستشكل سيطرة موسكو على هذه المدينة، التي يبلغ عدد سكانها 450 ألف نسمة والواقعة على بحر آزوف، نقطة تحول مهمة في غزو أوكرانيا، فهي ستسمح بربط القوات الروسية القادمة من شبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو، بعد استيلائها على مرفأين رئيسيين في بيرديانسك وخيرسون، من جهة والقوات الانفصالية والروسية في دونباس من جهة أخرى.

 

اقرأ أيضا: أوكرانيا تستعيد مدينة قرب كييف.. وزيلينسكي غاضب من الناتو

زيلينيسكي يخاطب "الشيوخ"

 

يلقي الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، السبت، كلمة أمام مجلس الشيوخ الأمريكي عبر الفيديو.

 

وسيوجّه زيلينسكي رسالته عبر تطبيق زوم للفيديو خلال فترة النهار بتوقيت واشنطن.

 

وفي مواجهة تصاعد الصراع في أوكرانيا، دعا عدد من النواب إدارة بايدن إلى تعزيز الرد على موسكو، لا سيما من خلال تعليق الواردات الأميركية من النفط الروسي، وهي خطوة رفض البيت الأبيض حتى الآن اتخاذها.

 

وقال السناتور الجمهوري ليندسي غراهام إن على "أحدهم في روسيا" اغتيال الرئيس فلاديمير بوتين لتأدية "خدمة كبيرة" لبلاده ولباقي العالم. وعبّر زيلينسكي، الجمعة، عن أسفه للقرار "المتعمد" الذي اتخذه حلف شمال الأطلسي بعدم فرض منطقة حظر جوي في أوكرانيا في خضم الغزو الروسي لهذا البلد.

تعليق العضوية مستمر

 

قال الاتحاد الأوروبي إنه انضم إلى أعضاء مجلس دول بحر البلطيق في تعليق عضويتي روسيا وروسيا البيضاء في المجلس.

وأضاف، اليوم السبت، أن "هذا القرار يأتي في إطار رد الاتحاد الأوروبي والشركاء من ذوي التفكير المماثل على غزو روسيا لأوكرانيا، وضلوع روسيا البيضاء في هذا العدوان غير المبرر".

وتابع: "يتفق الاتحاد الأوروبي مع الأعضاء الآخرين في مجلس دول بحر البلطيق (الدنمرك وإستونيا وفنلندا وألمانيا وأيسلندا ولاتفيا وليتوانيا والنرويج وبولندا والسويد)، على أن يظل تعليق عضويتي روسيا وروسيا البيضاء ساريا لحين إمكانية استئناف التعاون على أساس احترام المبادئ الأساسية للقانون الدولي".

 

زيلينيسكي غاضب من "الناتو"

 

زيلينسكي غاضب من الناتو

أكد الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي، السبت، أن حلف الناتو يرفض عمدا فرض "حظر طيران فوق أوكرانيا".

وقال زيلينسكي: "وافق الناتو عمدا على قرار عدم إغلاق الأجواء فوق أوكرانيا. نعتقد أن دول الناتو نفسها اخترعت رواية، مفادها أن إغلاق الأجواء فوق أوكرانيا سيؤدي إلى عدوان روسي مباشر ضد الناتو".

وأضاف: "نعتقد أن قمة الناتو اليوم - قمة ضعيفة، قمة مشوشة، قمة تظهر أنه ليس الجميع يعتبر النضال من أجل حرية أوروبا هو الهدف الأول".

وسبق أن رفض الناتو وكذلك أمريكا إغلاق المجال الجوي فوق أوكرانيا، باعتبارها خطوة قد تؤدي إلى حرب مباشرة مع روسيا.

وعقد حلف الناتو، الجمعة، اجتماعا طارئا لمناقشة الوضع في أوكرانيا، على خلفية استمرار العملية العسكرية الروسية، التي انطلقت في 24 شباط/ فبراير الماضي.

 

وضع أوروبي صعب

 

رغم فرض عقوبات غير مسبوقة وتقديم دعم هائل لأوكرانيا، لم ينجح الغربيون في وقف الغزو الروسي لهذا البلد، بل يتوقعون "الأسوأ".

 

غير أن خياراتهم لتشديد الضغط على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تبدو معقدة.

 

توعدت دول مجموعة السبع الجمعة بفرض "عقوبات صارمة جديدة" على روسيا، وتعهد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن بـ"إبقاء الضغط" إلى أن "تنتهي الحرب".

 

غير أن هامش المناورة أمام الغربيين ضيق.

 

حذر الأمريكيون قبل بدء الغزو بأنهم سيفرضون تدابير تكون "في أعلى السلم منذ البداية"، وهذا ما فعلوه؛ فقد فرضوا مع حلفائهم الأوروبيين عقوبات غير مسبوقة على النظام المالي الروسي، وعلى الأثرياء المقربين من الكرملين، كما حظروا صادرات التكنولوجيا الحيوية، وفرضوا حصارا جويا على روسيا.

 

وأقصيت روسيا من المسابقات الرياضية الكبرى، وانسحبت عشرات الشركات من البلد.

 

وقال السفير الأمريكي السابق في كييف وليام تايلور لوكالة فرانس برس: "أنا من الذين كانوا يعتقدون" أن التهديد بالعقوبات "سيكفي لردع الرئيس بوتين" عن شن هجومه العسكري، "لكن هذا لم يكن الحال".

 

وأضاف: "لست واثقا بالتالي أن المزيد من العقوبات سيقنعه بالانسحاب".

 

اقرأ أيضاروسيا تحجب فيسبوك وتويتر.. و"السبع" تتوعد بعقوبات صارمة

 

جلسة طارئة لمجلس الأمن

 

يجتمع مجلس الأمن الدولي بشكل طارئ مجددا، الاثنين، للبحث في الأزمة الإنسانية التي تسبب بها الغزو الروسي لأوكرانيا، بناء على طلب الولايات المتحدة وألبانيا.


وتلي هذه الجلسة العامة الاثنين، مشاورات مغلقة بين أعضاء مجلس الأمن الـ15 بناء على طلب المكسيك وفرنسا لمناقشة مشروع قرار محتمل، حسبما قال دبلوماسي لوكالة فرانس برس.


تم اقتراح هذه المشاورات من جانب المكسيك وفرنسا اللتين تقفان وراء مشروع قرار يدعو إلى إنهاء الأعمال العدائية في أوكرانيا وتدفق المساعدات الإنسانية بدون عوائق وإلى توفير حماية للمدنيين.


لكن دبلوماسيا آخر قال إن مشروع القرار هذا واجه عقبات، خصوصا من جانب الولايات المتحدة التي حذرت من أنها لن تدعم مشروعا كهذا ما لم ينص صراحة على أن روسيا هي من تسببت في الأزمة الإنسانية.


وقالت مصادر دبلوماسية عدة إن فرنسا قررت في ضوء الانتقادات الأميركية وكذلك الأوروبية، أن لا تدفع باتجاه إجراء تصويت على النص بالسرعة نفسها التي كانت تطالب بها سابقا.

 

التعليقات (0)