صحافة إسرائيلية

دبلوماسي إسرائيلي يحذر من مخاطر تحسين العلاقة مع تركيا

تركيا وإسرائيل
تركيا وإسرائيل
حذر دبلوماسي وباحث إسرائيلي كبير، من إقدام "إسرائيل" على تحسين علاقاتها مع تركيا، اللاعب الإقليمي الكبير، على حساب علاقاتها الاستراتيجية، السياسية، الاقتصادية، والأمنية، مع العديد من الدول الأخرى في شرق البحر المتوسط.

وأوضح عوديد عيران، وهو باحث كبير في "معهد بحوث الأمن القومي" الإسرائيلي، في مقال بصحيفة "يديعوت أحرنوت"، أن الرئيس الإسرائيلي، إسحاق هرتسوغ، سيزور في الأسابيع القادمة 3 دول مجاورة هي: اليونان، قبرص وتركيا، سيكون مطالبا، مثل الدبلوماسية الإسرائيلية كلها، بأن يجند كل كفاءاته كي يتصرف مع الجيران الذين لديهم علاقات مشحونة ومتوترة فيما بينهم".

وأكد أن "تركيا هي لاعب إقليمي بارز، نشاطها يلمس وأحيانا يتناقض مع المصالح الإسرائيلية، وحتى 2010 اتسع التعاون الأمني بيننا، بل وأودعت إسرائيل في أيدي الأتراك الوساطة السياسية بينها وبين سوريا، وقضية "مرمرة" في 2010 وضعت حدا لهذا الفصل الغني والمشوق في العلاقات بيننا، فإلى جانب الانخفاض في صفقات السلاح، في التدريبات الجوية المشتركة وفي السياحة، شطب عن جدول الأعمال مشروع تسويق الغاز الطبيعي من إسرائيل إلى أوروبا بواسطة منظومة تسيير موجودة منذ الآن في تركيا".

ولفت عيران، وهو دبلوماسي إسرائيلي سابق، ترأس فريق التفاوض مع الفلسطينيين في 1999-2000، وعمل سابقا سفيرا إسرائيليا في الأردن والاتحاد الأوروبي، إلى أن "اليونان تعوض بقدر كبير ضياع تركيا كشريك استراتيجي، أمني واقتصادي، وكذا قبرص".

وأضاف: "في العقد الأخير، حيث توقف على نحو شبه تام الحوار على المستوى السياسي الأعلى بين بروكسل وتل أبيب، أصبحت اليونان وقبرص ضمن أمور أخرى، شريان التفافي حمانا من قرارات معادية لإسرائيل في الاتحاد الأوروبي"، كما أن حكومة اليونان صادقت لسلاح الجو الإسرائيلي أن يتدرب في مجالها الجوي، وصناعة الأمن وسعت نشاطها في الدولة".

ونوه الباحث بأن "للبعد الإقليمي للعلاقات بين اليونان وقبرص ينبغي أن يضاف منتدى الغاز لشرق البحر المتوسط، الذي أنشئ بشكل رسمي في 2020، وضم إيطاليا، مصر، الأردن، والفلسطينيين، حيث تعمل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي كمراقبين".

وبين أن "المنظمة مبنية على المصلحة لمنتجات الغاز من مصر وإسرائيل، وفي المستقبل الفلسطينيين، من أجل نقل الغاز الطبيعي الذي في حوزتهم للمستهلك الأوروبي، في ظل استخدام منشآت التسييل في مصر أو الأنبوب البحري الذي سيمدد من شواطئ البحر المتوسط إلى اليونان، ومن هناك إلى أوروبا".

وقال: "في العقود القادمة إلى أن يكف العالم عن استخدام النفط والغاز، فإن الدول التي تنتج هذه المقدرات سترغب في أن تستغل قدر الإمكان معظم المخزونات التي تحت تصرفها، دون أن تتورط في سياقات إنتاج ونقل، وجدواها الاقتصادية، الأمنية، والسياسية موضع شك".

وأكد أن "خطوط النقل عبر تركيا هي الأسلم من ناحية اقتصادية، ولكن السلوك السياسي الإشكالي لتركيا، في نظر إسرائيل ومصر، قلل الجدوى السياسية، وربما المالية أيضا، لهذا البديل"، موضحا أن "زيارة مستشار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ونائب وزير الخارجية التركي إلى تل أبيب، تدل على استعداد أنقرة لإعادة النظر في العلاقات مع إسرائيل، بعد أكثر من عقد من العلاقات العكرة".

ومع ذلك، نبه عيران إلى أن "إسرائيل من الصعب أن تنسى تصريحات رؤساء الحكم التركي ضد إسرائيل، النشاط التركي المعادي في البؤرة الدينية والسياسية الحساسة، مثل القدس، ولكن يستوجب فحص لإمكانية ترميم العلاقات".

ورأى أن "مثل هذا التحسن، إذا ما حصل، محظور أن يأتي على حساب الذخائر الاستراتيجية، السياسية، الاقتصادية والأمنية التي بنتها إسرائيل مع آخرين في شرق البحر المتوسط في أثناء سنوات الدرك الأسفل لعلاقات إسرائيل مع تركيا، وهذه الرسالة مرغوب أن ينقلها هرتسوغ إلى مضيفيه في أثينا نهاية الأسبوع".
0
التعليقات (0)