متحدث أوروبي لـ"عربي21": روسيا ستواجه عزلة غير مسبوقة

لا زالت ردود الأفعال الدولية على الغزو الروسي لأوكرانيا تتوالى، حيث أدان الاتحاد الأوروبي الغزو، وحذر من أن نظام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سيواجه "عزلة غير مسبوقة" بعد تدخله العسكري في أوكرانيا.

انتهاك صارخ

من جهته قال المتحدث الرسمي باسم الاتحاد الأوروبي لمنطقتي الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، لويس ميغيل بوينو، حول موقف الاتحاد الأوروبي من الغزو، إن "العدوان العسكري الروسي غير المسبوق وغير المبرر على أوكرانيا - وهي دولة مستقلة ذات سيادة -، هو انتهاك صارخ للقانون الدولي والمبادئ الأساسية التي يقوم عليها النظام الدولي القائم على القواعد ويقوّض الأمن والاستقرار على مستوى أوروبا والعالم".

وتابع بوينو خلال حديثه لـ"عربي21": "إننا ندين بشدة هذا الهجوم الهمجي، والحجج المثيرة للسخرية لتبريره، ونحن في الاتحاد الأوروبي بالتعاون مع شركائنا عبر الأطلسي والشركاء ذوي التفكير المماثل، بذلنا جهودًا غير مسبوقة للتوصل إلى حل دبلوماسي للأزمة الأمنية التي سببتها روسيا، والتي لم ترد بالمثل على هذه الجهود، وبدلاً من ذلك اختارت بشكل أحادي التصعيد الخطير والمتعمد".

وأكد أن الاتحاد الأوروبي "طالب الرئيس بوتين بوقف العمليات العسكرية الروسية على الفور ودون قيد أو شرط، وسحب جميع القوات والمعدات العسكرية من كامل أراضي أوكرانيا".

لافتا إلى أن "روسيا تتحمل المسؤولية الكاملة عن هذا العمل العدواني وكل الدمار والخسائر في الأرواح التي ستسببه"، وفق قوله.

وأضاف: "ستتحمل روسيا المسؤولية عن أفعالها، كما ندعو كذلك المجتمع الدولي إلى مطالبة روسيا بوقف فوري لهذا العدوان الذي يعرض السلم والأمن الدوليين للخطر على نطاق عالمي".


وعلى الصعيد الإنساني، قال بوينو: "إننا نشعر بالأسف لفقدان الأرواح وللمعاناة الإنسانية، كما نؤكد أن الاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء فيه على استعداد لتقديم الاستجابة الإنسانية الطارئة على وجه السرعة، كذلك ندعو روسيا والتشكيلات العسكرية المسلحة المدعومة منها إلى احترام القانون الدولي الإنساني، ونؤكد وقوفنا بثبات إلى جانب أوكرانيا وشعبها اللذين يواجهان هذه الأزمة التي لا مثيل لها، كما سيقدم الاتحاد الأوروبي المزيد من الدعم السياسي والمالي والإنساني".

وأضاف: "نكرر دعمنا والتزامنا الراسخين باستقلال أوكرانيا وسيادتها وسلامة أراضيها داخل حدودها المعترف بها دوليًا، كما نجدد التأكيد على التزامنا بتعزيز الرابط السياسي والتكامل الاقتصادي لأوكرانيا مع الاتحاد الأوروبي، ونحن نقف إلى جانب شعب أوكرانيا ومؤسساتها وممثليها المنتخبين ديمقراطيًا".

وحول أمكانية إرسال الاتحاد الأوروبي لقوات أو معدات عسكرية إلى أوكرانيا قال بوينو: "الاتحاد الأوروبي ليس تحالف عسكري، ومسألة الدعم العسكري تدخل ضمن اختصاص الدولة نفسها، بمعنى الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي كلا على حده".

 

وأكمل: "إننا نعلم أن ملايين الروس لا يريدون الحرب، والرئيس بوتين يحاول إعادة عقارب الساعة إلى الوراء لزمن الإمبراطورية الروسية، لكن بفعله هذا، فإنه يعرض مستقبل الشعب الروسي للخطر، ولذلك ندعو روسيا إلى وقف العنف على الفور وسحب قواتها من الأراضي الأوكرانية".

وأضاف: "كما أود أن أؤكد أننا لن ندع الرئيس بوتين يهدم البنية الأمنية التي منحت أوروبا السلام والاستقرار على مدى عقود عديدة، ولن نسمح باستبدال حكم القانون بسيادة القوة والقسوة، ولهذا على روسيا ألا تستهين بتصميم وقوة ديمقراطياتنا".

وأردف: "لقد أثبت التاريخ أن المجتمعات والتحالفات المبنية على الثقة والحرية قادرة على الصمود وناجحة، وهذا بالضبط ما يخشاه المستبدون. إن الاتحاد الأوروبي يقف مع أوكرانيا وشعبها، وسنواصل دعمهم، أوكرانيا ستنتصر".

 

اقرأ أيضا: تنديد دولي واسع بغزو أوكرانيا..وحزمة عقوبات جديدة ضد موسكو

عقوبات إضافية

وكانت صحيفة نيويورك تايمز قد نقلت عن مسؤول أوروبي، قوله إن 4 دول أوروبية بينها ألمانيا ترى من الأفضل عدم فرض عقوبات على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الآن، ما يدفع للتساؤل عن احتمالية فرض الاتحاد الأوروبي لعقوبات عليه؟

رد قال المتحدث الرسمي باسم الاتحاد الأوروبي، لويس ميغيل بوينو، على هذا التساؤل بالقول: "علينا أن ننتظر نتيجة القمة الأوروبية التي ستبدأ هذا المساء".

 

وأضاف: "أوضح الاتحاد الأوروبي منذ البداية، وعلى أعلى مستوى سياسي، أن أي عدوان عسكري آخر ضد أوكرانيا ستكون له عواقب وخيمة وتكاليف باهظة".

وأضاف: "في وقت لاحق من اليوم، سوف نقدم إلى القادة الأوروبيين حزمة من العقوبات الشاملة والموجهة، للموافقة عليها، من خلال هذه الحزمة، سنستهدف القطاعات الاستراتيجية للاقتصاد الروسي من خلال منع وصولهم إلى التقنيات والأسواق التي تعتبر أساسية بالنسبة لروسيا".

وأوضح أن الاتحاد الأوروبي "سيضعف القاعدة الاقتصادية لروسيا وقدرتها على التحديث، بالإضافة إلى ذلك، سنجمد الأصول الروسية في الاتحاد الأوروبي ونوقف وصول البنوك الروسية إلى الأسواق المالية الأوروبية، وكما هو الحال مع الحزمة الأولى من العقوبات، نحن في تحالف وثيق مع شركائنا وحلفائنا الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وكندا، وكذلك، على سبيل المثال، اليابان وأستراليا".

وأكد أن "هذه العقوبات تهدف إلى إلحاق خسائر فادحة بمصالح الكرملين وقدرته على تمويل الحرب".

وختم حديثه بالقول: "يجب ألا يساور روسيا شك في أن الاتحاد الأوروبي سيبقى متحدًا بحزم بينما يتخذ الخطوات التالية بالتنسيق الوثيق مع الشركاء".

 

اقرأ أيضا: NYT: ثمن الحرب سيكون مؤلما للغرب وأوكرانيا وباهظا لروسيا