صحافة إسرائيلية

الكشف عن انخراط إسرائيلي في التحضير لمعركة خلافة عباس

يشاي: تل أبيب تقدر أن معركة القيادة في السلطة الفلسطينية ستتحول إلى فوضى عنيفة بين المتنافسين- جيتي
يشاي: تل أبيب تقدر أن معركة القيادة في السلطة الفلسطينية ستتحول إلى فوضى عنيفة بين المتنافسين- جيتي
رغم التوترات الأمنية المحيطة بدولة الاحتلال على الجبهات الخارجية؛ في لبنان وسوريا وإيران وروسيا وأوكرانيا، فإن الوضع الأمني الفلسطيني يبقى هو الأساس، لأنه يحدث بين ظهراني الإسرائيليين، وتأثيراته المباشرة سوف تنعكس على أمنهم اليومي، ما يمنحه اهتماما متقدما على سواه من المخاوف الأمنية، سواء في قطاع غزة أو الضفة الغربية أو فلسطينيي48.

تقدر المؤسسة العسكرية الإسرائيلية أن ما تسميه "معركة الخلافة" في اليوم التالي لأبي مازن قد تتحول إلى فوضى عنيفة وهجمات مسلحة، ولذلك فإن الاحتلال يعمل على تعزيز مكانة السلطة الفلسطينية، وفي الوقت ذاته تأمل في تشكيل القيادة الفلسطينية المستقبلية دون أن تكون "بصماتها مكشوفة".

الخبير العسكري رون بن يشاي ذكر في مقال بصحيفة "يديعوت أحرونوت"، ترجمته "عربي21" أنه "بينما احتلت القضايا الاقتصادية والجنائية مركز الصدارة خلال الأيام الأخيرة، فإن أحداثا وتطورات مهمة للغاية وقعت في الأراضي الفلسطينية، أهمها الجهد الاستراتيجي الذي تقوم به حماس لبناء نفسها كعامل سياسي مهيمن في الشارع الفلسطيني في الضفة الغربية وفي الشتات الفلسطيني، رغم أنه ليس لديها حاليا موطئ قدم في منظمة التحرير التي تجمع كل الفصائل القديمة، لكن الضعف الذي تمر به السلطة وقواتها الأمنية يزيد قوة مواقع حماس بالضفة الغربية، ويتسبب في زيادة الهجمات الشعبية ضد إسرائيل والمستوطنين".

وأضاف أن "إسرائيل تراقب ذلك وسط تقديراتها بأن معركة القيادة في السلطة الفلسطينية ستتحول إلى فوضى عنيفة بين المتنافسين الفلسطينيين، وقد يمتد ذلك إلى موجة عمليات مسلحة ضد إسرائيل، وتعطل حياة المستوطنين اليهود، وسيحبط أخيرًا أي فرصة للتوصل لتسوية سياسية للصراع الإسرائيلي الفلسطيني".

وأكد أن "الأوساط الأمنية الإسرائيلية تقدر أن هناك سيناريوهات أقل سوءًا لما سيحدث في اليوم التالي لأبي مازن، لكن كبار المسؤولين في الحكومة الإسرائيلية، بمساعدة جهاز الشاباك والاستخبارات العسكرية، توصلوا إلى أن سيناريو الكابوس المذكور أعلاه بات معقولا".

لم يعد سراً أن حكومة الاحتلال تتحضر لليوم التالي لأبي مازن من خلال قناتين: أولاهما تعزيز السلطة الفلسطينية من خلال خطوات مشتركة مع قيادتها لتحسين الوضع الاقتصادي ونوعية الحياة للفلسطينيين، على أمل زيادة الدعم الشعبي لأبي مازن وحكومته، وكبح العناصر الراديكالية التي ستحاول الاستيلاء على القيادة، والمطالبة بانتقال منظم للسلطة من قادة فتح فقط، وتعمل إسرائيل على تسخير بايدن والحكومات الأوروبية لهذا الجهد، سعياً لترسيخ أقدام محمود عباس كزعيم وحيد للشعب الفلسطيني، من خلال ترؤسه للمنظمة والسلطة وفتح.

وقد بات واضحا أن حكومة الاحتلال وأوساطها الأمنية تفكر بمجموعة قيادية فلسطينية يتشارك أعضاؤها دون صعوبة في الأدوار التي يشغلها أبو مازن حاليًا، كل هذا لفترة انتقالية، تحضيرا للسباق على المواقع العليا، رغم أن دعم إسرائيل الصريح لأي منهم سيحولهم إلى "مجذومين" سياسيين في الشارع الفلسطيني، رغم أن الحكومة الإسرائيلية لا تخفي ارتياحها من ثمار التنسيق الأمني القائم في الضفة الغربية مع السلطة الفلسطينية.

في الوقت ذاته، ورغم التعيينات الأخيرة التي شهدها المجلس المركزي الفلسطيني تحضيرا لخلافة أبي مازن، فإن المحافل الأمنية الإسرائيلية تقدر أن الصراع على الوراثة لم ينته بعد، فلا تزال الفوضى الفلسطينية قائمة، لأن عددا من قادة فتح الخاسرين من هذه التعيينات مستعدون لفعل أي شيء خدمة لمصالحهم الذاتية، حيث ما زالوا يملكون مجموعات مسلحة.
2
التعليقات (2)
محمد غازى
الإثنين، 14-02-2022 10:45 م
قالوا فى ألأمثال، ألجنازة حامية، وألميت كلب!!! هذا يوم ينفق عباس. أما عن خلافته، فإنها ستكون بين إثنين لا ثالث لهما، وهما حسين الشيخ وماجد فرج. ألأول مفضل على الثانى عند إسرائيل، لأنه زائر يومى هناك وخصوصا لأماكن اللهو والدعارة، ونقل آخر ألأخبار لهم. على كل، شعبنا فى الضفة يعرف السلطة جيدا، وطالب العالم كله بعدم نعتها بالسلطة الفلسطينية، لأنها لا تمت لفلسطين وأهلها ببصلة!!!!
سالم
الإثنين، 14-02-2022 10:37 ص
هذا معلوم فعندما جاء رئيسا لمصر بانتخاب شعبي امرت اسرائيل الجيش بخطفه و قتله و جعلت خنزيرها السيسي في مصر رئيسا نحن نعلم ان اسرائيل هي التي تضع الرؤساء العرب بواسطة المافيا التابعة لها و التي تسمى زعما بالجيوش و ذلك للحفاظ على اسرائيل و الحفاظ على القيمة الصفرية للدول العربية