سياسة عربية

ناجية تروي لـ"عربي21" أحداث "مجزرة حماة" في الذكرى الـ40

تعرضت حماة لقصف مدفعي وصاروخي استمر لمدة 40 يوما - مجزرة حماة إنترنت
تعرضت حماة لقصف مدفعي وصاروخي استمر لمدة 40 يوما - مجزرة حماة إنترنت

ما تزال السيدة جمانة محمد خير (50 عاما)، تستذكر الأحداث التي تعرضت لها مدينتها حماة وسط سوريا، رغم مضي 40 عاما على المجزرة التي ارتكبتها قوات النظام السوري، بإشراف ما كان يعرف بـ"سرايا الدفاع"، بقيادة رفعت الأسد، شقيق حافظ الأسد رئيس سوريا حينها.

وفرضت "سرايا الدفاع" بتاريخ 02 شباط/ فبراير 1982 حصارا خانقا على أحياء مدينة حماة، بالتزامن مع تعرض المدينة لقصف مدفعي وصاروخي استمر لمدة 40 يوما، ما أسفر عن مقتل أكثر من 30 ألف شخص، في حين لا يعرف حتى الآن مصير 17 ألفا تم اعتقالهم آنذاك، وفق الشبكة السورية لحقوق الإنسان.

روت جمانة محمد خير الشاهدة على مجازر قوات النظام السوري بحق أهالي مدينة حماة لـ"عربي21" ما عاشته مع عائلتها خلال فترة حصار المدينة، عندما كانت طفلة بعمر 10 سنوات.

وقالت جمانة في حديثها لـ"عربي21" إن عائلتها استيقظت على أصوات قصف مدفعي وصاروخي استمر لمدة 3 أيام، حتى سيطرة قوات النظام "سرايا الدفاع" على كافة أحياء المدينة.

وأشارت إلى أن قوات النظام مع فرض سيطرتها على مدينة حماة، بدأت بتمشيط المنازل بحثا عن الرجال والأطفال الذكور، واقتيادهم إلى ساحات الأبنية، حيث كانت تقوم بتصفيتهم من خلال إطلاق النار المباشر على أجسادهم، وهو ما شاهدته بشكل مباشر عبر نافذة منزلها المطلة على ساحة الحي.

ولفتت إلى أن العديد من الأشخاص لم يتوفوا بشكل مباشر لكن قوات النظام منعت إسعاف الجرحى، وكانت صرخات المصابين تملأ أحياء المدينة، وسط عجز العائلات عن فعل شيء لأبنائهم وأزواجهم.

 

اقرأ أيضا: المؤبد لضابط سوري بألمانيا بتهمة جرائم الحرب.. وترحيب واسع

ونبهت إلى أن العائلات التي كانت تحاول إسعاف الجرحى كانت تتعرض لإطلاق النار من قبل "فرق الموت" التابعة "لسرايا الدفاع"، حيث كانت قوات النظام تتعمد إبقاء المصابين والجثث ليوم كامل في أحياء المدينة ليتم بعدها نقل الجثث في شاحنات إلى مكان ما يزال مجهولا حتى اليوم خارج المدينة.

وأضافت جمانة: "أقسى لحظات مجزرة حماة كانت عند اقتحام "سرايا الدفاع" منزل عائلتها، ما أسفر عن مقتل أخيها على باب المنزل، في حين تم اعتقال والدها، والذي وصلهم نبأ وفاته تحت التعذيب بعد أسبوع واحد فقط".

وتابعت: "الكثير من القصص رأيتها بعيني وما تزال حاضرة في ذاكرتي من قصف للمساجد وتدمير المنازل وحرق المحال، وتنفيذ الإعدامات، فضلا عن حالات الاغتصاب بحق النساء والفتيات".

وأكدت أن العائلات في الأحياء المحاصرة من قبل "سرايا الدفاع" بقيت قرابة شهر بدون خبز أو طعام، موضحة أن العائلات كانت تنتظر قدوم سيارات من القرى المجاورة للحصول على الطعام، والتي كانت ترمي الأكياس في الشوارع، ومن ثم يذهب الأطفال لجمع تلك الأكياس.

أجبرت عائلة جمانة على مغادرة مدينة حماة، بسبب ضغط قوات النظام وأجهزته الأمنية على والدتها، حيث عاشت العائلة رحلة نزوح استمرت نحو 6 أشهر، باتجاه مدينة إدلب وصولا إلى تركيا، حتى دخول العائلة إلى الأردن عبر العراق.

 

وعاد رفعت الأسد عم رئيس النظام السوري بشار الأسد، الخميس 7 تشرين الأول/أكتوبر 2021، إلى سوريا بعد نحو 36 عاما قضاها في المنفى.

وتأتي عودة رفعت الأسد بعد شهر فقط من تأييد محكمة الاستئناف في باريس حكما يقضي بسجنه 4 سنوات بتهم تشمل غسيل الأموال ضمن عصابة منظمة، واختلاس أموال عامة في سوريا، فضلا عن مصادرة أصول له في فرنسا بقيمة 90 مليون يورو.

 

3
التعليقات (3)
ناقد لا حاقد
الجمعة، 04-02-2022 12:42 ص
يسقط كل عائلة الإجرام و القتل و الفساد عائلة الوحش يومكم سوف يكون عسيرا عند رب العالمين ....و كل قاتل مجرم ساهم في قتل الشعب السوري .... إن الله عليم خبير بصير سميع شهيد بما فعل و يفعل المجرمون ....لعنة الله على القوم الظالمين
Jordan the hope
الأربعاء، 02-02-2022 09:40 م
كل هذه الأخبار الكارثيه والتي لا مثيل لها على وجع الارض يجب أن يتخذها درس وعظه كل من يريد التعامل مع هذا النظام الغايه في البشاعه والإرهاب ليس الآن بل قبل أربعين عام. أما المجازر الجديده فحدث ولا حرج. نصيحه لكل من يريد التقرب من هذا النظام القذر وهي لعنة الأطفال الرضع الذين قتلوا وهم في فوطهم بالأسلحة الكيماوية وهم نيام والتي أصابت البشير. احذروا ثم احذروا.
محمد غازى
الأربعاء، 02-02-2022 08:50 م
عائلة الوحش هى التى غيرت إسمها لعائلة ألأسد!!! وهى أسره علوية لا تمت للعروبة ولا للإسلام بصله! إستولت على الحكم فى سوريا، ومنذ إنقلاب زعيمها حافظ وهى تقوم بقتل وتشريد السوريين العرب ألأقحاح مسلمين ومسيحيين، والتنكيل بهم، حتى أبادت وشردت الملايين!!! سورية ألتى أطلق عليها الزعيم العربى الخالد جمال عبدالناصر، أطلق عليها لقب "قلب العروبة النابض" أصبحت اليوم مقسمة وظالمه للشعب السورى أو ما تبقى منه. ألله يمهل ولا يهمل، وقريبا جدا سيمن ألله جلت قدرته على سوريا وشعبها العربى ألأصيل بالتخلص من عائلة الوحش الحاكمة بالحديد والنار.