هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
ملفات هامة ستحكم علاقة الاتحاد الأوروبي بدول المنطقة في 2022
الحل الأنسب لإنجاح عملية السلام في الشرق الأوسط هو المفاوضات المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين
سنوقع وثيقة استراتيجية في عام 2022 مع دول مجلس التعاون الخليجي
جميع الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي تلتزم بالمادة 2 من معاهدة الاتحاد
لدينا خطة طموحة لمكافحة العنصرية والتمييز والتعصب بما في ذلك على أساس الدين
أشار المتحدث الرسمي باسم الاتحاد الأوروبي لمنطقتي الشرق الأوسط وشمال
أفريقيا، لويس ميغيل بوينو، خلال حوار أجرته "عربي21" معه، إلى أن الاتحاد الأوروبي
تربطه علاقات مميزة مع دول منطقة الشرق الأوسط، وأنه كان هناك تعاون بين كلا الجانبين في العام الماضي سيتواصل خلال عام 2022.
وحول الأوضاع في الأراضي الفلسطينية المحتلة، أكد أن الحل هو المفاوضات
الثنائية المباشرة، وفتح معابر غزة وتحسين الظروف المعيشية للمواطنين الفلسطينيين
في قطاع غزة.
وفي ما يلي نص الحوار كاملا:
كيف تقيم علاقة الاتحاد الأوروبي بدول المنطقة في عام 2021؟ وما هي خطط وبرامج الاتحاد الأوروبي فيما يخص علاقاته مع دول الشرق الأوسط في 2022؟
نحن في الاتحاد الأوروبي نعتبر شمال أفريقيا والشرق الأوسط منطقة
استراتيجية، ولدينا علاقات ثنائية مميزة على جميع المستويات مع دولها، إضافة لذلك
لدينا علاقات مع المنظمات الإقليمية فيها بما في ذلك مجلس التعاون الخليجي ومنظمة
التعاون الإسلامي والاتحاد من أجل المتوسط والجامعة العربية.
وركز الاتحاد الأوروبي العام الماضي على جائحة كورونا وتداعياتها على
مجتمعات منطقة الشرق الأوسط وأوروبا، ومن خلال مساهمة الاتحاد الأوروبي في المبادرة
الدولية "كوفاكس"، تمكنا من توزيع لقاحات في بعض الدول في المنطقة وسيستمر
تركيز الاتحاد، في هذا المجال.
كذلك سيكون لعلاقة الاتحاد بدول المنطقة في عام 2022 محطات مهمة، ومنها
أولا، إنشاء وثيقة استراتيجية جديدة حول العلاقات الثنائية بين الاتحاد الأوروبي
ومنطقة الخليج، والهدف هو تطوير وتعزيز هذه العلاقات على جميع الأصعدة السياسية
وحتى الثقافية والاقتصادية من خلال الاستثمار، وغيرها من المجالات الحيوية.
ثانيا، سنفتح بعثة دبلوماسية جديدة في الدوحة لأول مرة في تاريخ الاتحاد
الأوروبي، حيث أصبحت العاصمة القطرية الآن مهمة جدا، خاصة بعد مساهمتها المهمة في
مفاوضات حركة طالبان مع واشنطن ومحاولة حل المشاكل العالقة في أفغانستان.
ثالثا، عندما نتحدث عن مستقبل سوريا والدول المجاورة التي تستضيف عددا كبيرا من اللاجئين السوريين، لا بد من الإشارة إلى مؤتمر بروكسل السادس لدعم سوريا
والمنطقة، وهو مهم جدا لهذه القضية.
بالمجمل هذه أهم المحطات الرئيسية التي ستحكم علاقتنا بدول المنطقة خلال
عام 2022، كذلك نتطلع إلى المزيد من التعاون مع جميع دول المنطقة.
اقرأ أيضا: دعوة لإيقاف سياسة هدم منازل الفلسطينيين.. وقلق أوروبي
أعلنتم في 2021 أنكم ما زلتم ضد الاستيطان وضد الانتهاكات الإسرائيلية ضد الفلسطينيين في الأراضي المحتلة عام 1967، هل ستلتزمون بنفس الموقف في 2022، كذلك في حال استمرت الانتهاكات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة ماذا سيكون موقفكم في 2022 بمعنى هل سنرى مواقف عملية أكثر، أم فقط سنرى بيانات إدانة وشجب؟
المفاوضات المباشرة بين طرفي الصراع الفلسطينيين والإسرائيليين، هي الطريقة الوحيدة لإنجاح عملية السلام في الشرق الأوسط.
وفي هذا الصدد يعمل الاتحاد الأوروبي بدوره على هذه القضية، خاصة من خلال العمل والنشاط الذي يقوم به المبعوث الخاص بالاتحاد الأوروبي للشرق الأوسط السفير سفين كوبمانز، الذي يتعامل ويتواصل ويتحاور مع جميع الأطراف سواء الإقليمية أو الدولية من أجل السلام والاستقرار في المنطقة.
أيضا بالنظر إلى ما حدث العام الماضي خاصة في غزة، لا بد من التذكير بالموقف الثابت والراسخ للاتحاد الأوروبي، وهو السعي لإيجاد حلول مستدامة لمشكلة غزة، لذلك يجب فتح معابر القطاع وتحسين الظروف المعيشية للفلسطينيين سكان القطاع بشكل دائم، وبنفس الوقت يجب معالجة المخاوف الأمنية المشروعة من قبل الإسرائيليين.
والهدف النهائي الذي نطمح إليه، هو توفير البيئة المناسبة للطرفين من أجل
استئناف المفاوضات، وذلك من خلال إحياء اللجنة الرباعية والتي يُعد الاتحاد
الأوروبي أحد أطرافها، وذلك من أجل إيجاد هذه الحلول الدائمة لهذا الصراع القديم.
هل سيكون هناك خطط لدى الاتحاد الأوروبي في عام 2022، لفرض عقوبات على بعض دول المنطقة التي تنتهك حقوق الإنسان ولديها معتقلون سياسيون؟
هل نتحدث عن حقوق الإنسان؟! نعم نتحدث عنها من خلال اجتماعات وحوارات
مختلفة رفيعة المستوى مع مسؤولين كبار في هذه الدول، كذلك لنا دور مهم في هذه القضية من خلال العمل
النشيط الذي يقوم به المبعوث الخاص للاتحاد الأوروبي لحقوق الإنسان السيد إيمون
غيلمور.
اقرأ أيضا: إدانة أوروبية للعنف بالسودان وحظر تصدير معدات أمنية
ما تأثير تسلم فرنسا رئاسة الاتحاد الأوروبي على المسلمين، خاصة في ظل ما يتهمها به مسلمو أوروبا بأنها تنتهك حقوقهم ومن هذه الانتهاكات غلق المساجد؟ وهل سيؤثر تسلم فرنسا رئاسة الاتحاد على وضع مسلمي أوروبا بشكل عام وعلى تعامل مؤسسات الاتحاد معهم؟
جميع دول الاتحاد الأوروبي ملتزمة بالمادة 2 من معاهدة الاتحاد الأوروبي، والتي تنص على أن "الاتحاد تأسس على قيم احترام كرامة الإنسان والحرية والديمقراطية والمساواة وسيادة القانون واحترام حقوق الإنسان، بما في ذلك حقوق الأشخاص المنتمين إلى الأقليات، وتشترك الدول الأعضاء في مجتمع تسوده التعددية وعدم التمييز والتسامح والعدالة والتضامن والمساواة بين المرأة والرجل".
ويجب التذكير بأننا في الاتحاد الأوروبي، لدينا تشريعات قوية معمول بها
فيما يخص مكافحة الكراهية والعنصرية، كما أن القرار الإطاري لعام 2008 بشأن مكافحة
العنصرية وكره الأجانب وخطاب الكراهية وجرائم الكراهية على أسس عنصرية وكراهية
الأجانب يجرم كل هذه الأفعال، بما في ذلك الكراهية والعنصرية على أساس الدين.
لدينا أيضًا قوانين متقدمة لعدم التمييز (توجيه المساواة بين الأعراق
وتوجيهات المساواة في العمل)، وقوانين لحماية ضحايا الجرائم، بما في ذلك جرائم
الكراهية، كما أن المفوضية الأوروبية تعمل على تعديل المعاهدة لتوسيع قائمة
الاتحاد الأوروبي للجرائم بحيث تشمل جميع أشكال جرائم الكراهية وخطاب الكراهية.
كذلك اعتمدت المفوضية خطة عمل مبتكرة وطموحة لمكافحة العنصرية سيتم تطبيقها
خلال الفترة 2022- 2025، والتي تتضمن التركيز على الكراهية ضد المسلمين كشكل من
أشكال العنصرية، وتشجع العمل على وجه الخصوص لمعالجة الأشكال الهيكلية للعنصرية
ومعالجة التحيزات الواعية وغير الواعية التي تساهم في التعصب والكراهية والتمييز، ولذلك
نعتقد بأن هذا العمل مهم للغاية عندما نتحدث عن الكراهية ضد المسلمين والمسلمات.
ومنذ خمس سنوات تم استحداث منصب جديد، وهو منسق الاتحاد الأوروبي لمكافحة
الكراهية ضد المسلمين والمسلمات، وهو يعمل بنشاط مع المنظمات غير الحكومية داخل الاتحاد
الأوروبي وأيضا مع الدول الأعضاء.
وهناك مشاريع مختلفة في بعض الدول الأعضاء تركز على بناء قدرات داخل المجتمعات الأوروبية والمنظمات المدنية وأيضا القضاء والمؤسسات المختلفة، بما في ذلك الصحفيون عند تغطية أخبار متعلقة بالإسلام والمسلمين والمسلمات، وهذا عمل مهم جدا ونركز عليه منذ أكثر من خمس سنوات من خلال هذا المنصب الجديد في المفوضية الأوروبية.
اقرأ أيضا: MEE: لهذه الأسباب خسر ماكرون تأثيره في شمال أفريقيا
في ظل اعتراض بعض دول الاتحاد الأوروبي على الهجرة غير الشرعية، ماذا سيقدم الاتحاد لدعم الدول التي يهاجر أبناؤها هجرة غير شرعية إلى أوروبا؟
لنكن واضحين الهجرة ليست جريمة وهي ظاهرة طبيعية، ولكن يجب إدارة هذه الظاهرة بشكل صحيح، وهنا لا بد من الإشارة إلى أمرين، أولا، قدمت المفوضية الأوروبية منذ سنة مبادرة جديدة وهي وثيقة الهجرة واللجوء، وهناك نقاش حولها الآن داخل مجلس الاتحاد الأوروبي، هدفها الأساسي فتح مسارات قانونية إضافية للذين يريدون المغادرة والعمل والدراسة في دول الاتحاد الأوروبي.
ثانيا، يجب مكافحة الهجرة غير النظامية، وذلك بتنسيق قوي مع شركائنا في المنطقة ومع المنظمات الدولية المعنية بهذه القضية، ولكن للأسف هناك مافيات إذا صح التعبير، تستغل الناس لأغراض مختلفة، كذلك هناك دول تستغل الهجرة لأهداف سياسية، مثلما حدث في بيلاروسيا، وهذا أمر مرفوض، لذلك سنواصل جهودنا لمكافحة هذه الظاهرة أيضا بالتنسيق مع شركائنا في المنطقة.
بالتالي، يجب أيضا معالجة الأسباب الجذرية في البلدان الأصلية وخاصة في أفريقيا، وذلك عبر عمل مشاريع مختلفة تهدف إلى تقديم فرص عمل للشباب وتطوير وبناء قدرات إدارات هذه الدول، لمعالجة هذه الظاهرة بالشكل المناسب، وسنواصل هذه السنة جهودنا في هذا المجال بتنسيق قوي مع شركائنا الإقليميين.
اقرأ أيضا: الاتحاد الأوروبي: عقوبات جديدة بحق مسؤولين في بيلاروسيا