هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
يستمر الباحثون في عالم التكنولوجيا في العمل على تطويرات تقنية قد تغير
كثيرا شكل الحياة، في عام 2022، رغم العراقيل
التي تسبب بها فيروس كورونا حول العالم.
وذكرت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية أن "معرض
الإلكترونيات "سي آي أس" الذي أقيم في لاس فيغاس، بولاية نيفادا
الأمريكية، قدم لمحة ممتازة عن التكنولوجيا التي ستشكل صورة العام الجديد، رغم
انسحاب مشاركين كبار، مثل إنتل وميتا (فيسبوك) وأمازون، بسبب تحديات انتشار فيروس
كورونا.
— CES (@CES) January 3, 2022
وتنقل الصحيفة، عن كارولينا ميلانيسي، محللة التكنولوجيا
في شركة الأبحاث "كرياتيف ستراتيجيز" قولها إن التطورات التكنولوجية الكبيرة مثل الـ"ميتا فيرس"
والمركبات ذاتية القيادة دفعت الشركات لمحاولة دفع التطور مرحلة أبعد".
سباق الـ"ميتا"
وأثارت شركة ميتا،
التي تمتلك "فيسبوك"، الضجة بإعلان عالمها "ميتا فيرس" وهي مساحة
مشتركة نظرية حيث يمكن للناس قضاء الوقت، والتجول، وحتى البيع والشراء في الواقع الافتراضي.
وتقول الصحيفة إن العام 2022 سيشهد سباقا في مجال الواقع
الافتراضي، حيث تتصارع شركات التكنولوجيا الكبيرة -على ما يبدو- من أجل حصص في سوق ناشئة
واعدة.
ونقلت الصحيفة عن الرئيس لشركة صناعة برمجيات الواقع الافتراضي
رالف إيلنبيرجير، أن شركات غوغل ومايكروسوفت وأبل عرضت فعلا سماعات الرأس
الخاصة بها وأنظمة التشغيل المتوافقة مع ميتا فيرس، وما يعادلها لأجهزة
الكمبيوتر والهواتف الذكية.
كما أن شركات أصغر تعمل على برامج وتقنيات ضمن بيئة
العالم الافتراضي، بحسب الصحيفة.
وفيما يدفع الوباء مزيدا من الشركات لتحويل موظفيها إلى
العمل من المنزل، فإن الواقع الافتراضي يبدو حلا ممتازا لخلق بيئة العمل من أي
غرفة في المنزل، لكنْ هناك "طريق طويل على الأرجح يجب قطعه قبل أن يكون هذا
ممكنا" بحسب الصحيفة.
المنزل العبقري
توفر التكنولوجيا حلولا للمنازل الذكية، من
المصابيح التي يمكن برمجتها بحسب الوقت من اليوم، أو بحسب الموجودين في المنزل،
وأيضا يمكن أن يجد المتسوقون حزمة كاملة من الحلول، من الثلاجات التي ترسل إشعارات
بنقصان الفواكه مثلا أو الحليب، إلى منظمات الحرارة التي تتحكم بها من الهاتف
النقال.
ويكمن التحدي في جمع كل هذه الأجهزة ببرنامج واحد يمكن
المستخدم مثلا من برمجة كل هذه الأجهزة لخدمة احتياجاته في وقت واحد.
وتقول الصحيفة الأمريكية، إنه لتحقيق ذلك تعاونت شركات كبرى مثل آبل وأمازون وغوغل وسامسونغ، لتطوير معيار جديد
للمنازل الذكية يسمى "ماتر"، يهدف إلى
التأكد من أن الأدوات المنزلية التي تشتريها في المستقبل قابلة للعمل جميعا بشكل
جيد مع بعضها البعض، بغض النظر عمن صنعها أو المساعد الافتراضي الذي يشغلها.
وتسهم هذه الجهود بتخفيض التحدي الذي يأتي من اضطرار
المستخدم لشراء جهاز من مصنّع معين، قد يكون لا يفضله، لمجرد أنه يتوافق مع
المساعد الذكي في المنزل، مثل أليكسا من أمازون أو سيري من آبل.
السيارات الكهربائية
وحتى قبل بداية العام، كان الاتجاه نحو مزيد من السيارات
الكهربائية واضحا، فيما تمكنت بعض الشركات مثل "فورد" من طرح نماذج
لشاحنات كهربائية متوسطة الحجم، وتمكنت شركات أخرى من طرح شاحنات كبيرة تعمل على
الكهرباء، رغم أنها لم تدخل خط البيع بعد.
ويعتقد أن العام 2022 سيحمل حلولا وخيارات كبيرة ومتنوعة
لتلاقي كل الأذواق والاحتياجات، ولن تكون السيارة الكهربائية، بحسب الصحيفة
"خيارا يحتوي فقط على سيارة سيدان من أربعة أبواب" ولكن ربما أيضا سيارات
رياضية، وسيارات عائلية بسبعة مقاعد، وسيارات للطرق الوعرة أيضا.
تحدي الرقائق التكنولوجية
وأدى النقص الكبير في تجهيز الرقائق الإلكترونية إلى
تغيير الطريقة التي تقوم بها شركات صناعة السيارات بإنتاج سيارات جديدة، كما أنه أدى
إلى ارتفاع أسعار أجهزة التلفزيون وجعل المنتجات عالية الطلب، مثل بلاي ستيشن 5 من
سوني شبه مستحيلة الشراء.
وتقول الصحيفة إنه، ولسوء الحظ، "كل الدلائل تشير
إلى أننا ما زلنا لم نخرج من الغابة".
ونقلت الصحيفة عن محللين تقنيين قولهم إن آثار النقص لن
تبدأ في التلاشي على الأرجح حتى النصف الثاني من عام 2022، في أفضل سيناريو، لكن
من الممكن أن الصناعات التي تعاني من النقص في الوقت الحالي لن تتعافى تماما حتى
أوائل عام 2023.
وفي غضون ذلك، أعلنت شركات إنتل وسامسونغ وشركة تايوان
لتصنيع أشباه الموصلات عن خطط لبناء مصانع رقائق في الولايات المتحدة، ما سيؤدي
تدريجيا إلى الاستقرار في سوق البلاد.
وطيلة أعوام، كان مشترو أجهزة آبل ينتظرون لأوقات طويلة في حال تعطلت أجهزتهم، أو قبولهم ببدائل من الغيار
غير المعتمدة والمقلدة.
لكن الشركة ستقوم بطرح برنامج إصلاح الخدمة الذاتية في
أوائل عام 2022، وستسمح هذه الخطوة للهواة المتحمسين بالوصول إلى قطع الغيار
والخرائط ودليل الإصلاح للعمل iPhone وMac الخاصة بهم.
وأعلنت العملاقة مايكروسوفت عن خطط
لزيادة الخيارات المتاحة للمستهلكين لإصلاح أجهزتهم بحلول نهاية عام 2022، بينما تقوم Dell بتجربة التصميم "الدائري"،
بتصاميم تجعل من السهل إصلاح الجهاز أو ترقية مواصفاته.
بيانات من الجسم
بدأ الأطباء بالفعل باستخدام البيانات البيومترية التي توفرها أجهزة الهاتف النقال وساعات الرياضة لمنع وتشخيص وعلاج المشاكل الصحية.
ومع المزيد من الأجهزة الصحية القابلة للارتداء، فقد أصبح
بالإمكان قياس أداء القلب والرئتين وجودة النوم والسعرات الحرارية وحتى كمية التعرق،
في المنزل.
وسيمكن استخدام خاتم أو سوار لمعرفة الكثير
عن حالة الدورة الدموية والقلب وضغط الدم على مدار اليوم، وتوفر هذه الأجهزة
بيانات ممتازة، كانت في السابق تحتاج للدخول إلى المستشفى من أجل تجميعها.
كما أنه سيمكن، بحسب الصحيفة، ربط هذه البيانات بعيادات الأطباء
الخاصين بكل شخص، من أجل منحهم صورة متكاملة عن أداء مرضاهم العضوي في كل دقيقة من
اليوم ولفترات مستمرة.