صحافة إسرائيلية

"هآرتس": الميدان بالقدس والضفة يغلي والتنسيق مع السلطة مستمر

هارئيل: ازدياد العمليات مؤخرا يعكس ضعف السلطة الفلسطينية- جيتي
هارئيل: ازدياد العمليات مؤخرا يعكس ضعف السلطة الفلسطينية- جيتي
أكدت صحيفة "هآرتس" العبرية، أن الميدان في الضفة الغربية ومدينة القدس المحتلتين يغلي، منوهة إلى أن التنسيق الأمني مع أجهزة السلطة الفلسطينية عاد كما كان سابقا.

وأوضحت الصحيفة في تقرير للخبير الإسرائيلي عاموس هرئيل، أنه "بعد بدء موجة عمليات الأفراد في الضفة الغربية والقدس في خريف 2015، قام الجيش الإسرائيلي بملء شوارع الضفة بآلاف الكاميرات، إضافة لوسائل جمع معلومات وقدرات سريعة لصهر المعلومات الواردة من مصادر مختلفة، وتقديم مسح مكثف للشبكات الاجتماعية، التي يستخدمها الجمهور الفلسطيني".

وأكدت أن "دمج كل هذه الوسائل حسّن كثيرا من قدرة إسرائيل على حل لغز العمليات، وليس بالصدفة أنه بعد كل عملية يتم نشر دعوات في الشبكات الفلسطينية لتدمير الكاميرات في المنطقة بهدف تصعيب عملية المطاردة".

ونوه إلى أنه "في الحالات التي لا توفر فيها الرقابة الاستخبارية المبكرة والموارد البشرية (عملاء) أي تحذير مسبق ومفصل، يتم اتخاذ جميع التدابير التكنولوجية بعد الحادثة، وهذا ما حدث خلال اعتقال المشتبه بهم في تنفيذ عملية "حومش" التي قتل فيها مستوطن إسرائيلي مساء الخميس الماضي من قرية "سيلة الحارثية"، وكذا عملية اعتقال أسرى سجن "جلبوع" الستة".

ولفت إلى أن استدعاء ثلاث كتائب نظامية من الجيش الإسرائيلي إلى الضفة الغربية فور تنفيذ العملية إضافة لوحدات خاصة، عمل على "تحسين الحماية على الشوارع، وأيضا للمساعدة في استعادة الشعور بالأمان في أوساط المستوطنين، في ظل زيادة عدد عمليات إطلاق النار ورشق الحجارة وإلقاء الزجاجات الحارقة".

ورغم تمكن الاحتلال من اعتقال منفذي عملية "حومش" بحسب الصحيفة، إلا أن "الضفة الغربية والقدس ما زالتا تغليان، فمنفذو العمليات يأتون من خلفيات مختلفة، ومعظمهم من الشباب، يعملون على مسؤوليتهم، وهم تقريبا لا يشركون أحدا في خططهم، ويذهبون لتنفيذ العملية؛ إما طعن أو دهس".

وأما الخطر الثاني وفق "هآرتس"، "فيكمن في خلايا منظمة أكثر، التي على الأغلب تتلقى التوجيهات والتمويل من الخارج، من قيادة حماس والجهاد في غزة والخارج"، منوهة إلى أن "احتمالية التدمير التي يمكن أن نتعرض لها من هذه الخلايا أكبر لأنها مزودة على الأغلب بسلاح تقني أو مواد متفجرة، واجتازت تدريبا قصيرا قبل الخروج لتنفيذ العملية".

وأكد أن "حماس تصب الزيت على النار..، وازدياد العمليات مؤخرا يعكس ضعف السلطة الفلسطينية، والتنسيق الأمني بين الجيش الإسرائيلي و"الشاباك" وبين أجهزة السلطة تحسّن في الواقع، وهو الآن مثلما كان في السابق، لكن سيطرتها على الأرض قليلة".

ورجح هارئيل أن "تتفاقم ظاهرة حمل السلاح في جنين بشكل خاص، طالما أن رئيس السلطة محمود عباس، يتقدم في السن والمعركة على وراثته تشتعل أكثر".

وفي خلفية كل ما سبق، يستمر عنف وجرائم المستوطنين بحق أبناء الشعب الفلسطيني في الضفة والقدس، وتفيد إحصائيات جهاز أمن الاحتلال، "بزيادة في عدد الاعتداءات العنيفة ضد الفلسطينيين من قبل اليهود في الضفة".

ونبهت الصحيفة إلى أن هناك "حملة إعلامية عدائية من قبل اليمين الإسرائيلي، هدفها واضح، بأن يتم إخراج أي نقاش حول عنف وجرائم الإسرائيليين (ضد الفلسطينيين) من الخطاب الشرعي وردع وسائل الإعلام العبرية عن الانشغال به وكشفه".

وبينت أنه "تم إقصاء أي نقاش حول وجود المدرسة الدينية في مستوطنة "حومش" التي تم إخلاؤها ضمن خطة الانفصال في 2005، وحسب القانون، لا يوجد أي تصريح للاستيطان فيها، ومع ذلك، منذ سنوات تعمل في المكان مدرسة دينية تضم عشرات الطلاب، والحكومة والجيش يغضون النظر".

وذكرت أن "رؤساء مجلس "يشع" الاستيطاني، يريدون الآن استغلال عملية "حومش" من أجل تنفيذ استيطان جديد دائم في موازاة بناء سريع جدا لبؤرة استيطانية في منطقة الخليل".

جدير بالذكر، أن رئيس حكومة الاحتلال اليميني، نفتالي بينيت، اعتبر أن "المستوطنين هم بشكل عام السور الواقي للجمهور الإسرائيلي في المناطق"، وردت "هآرتس" على أقوال بينيت بقولها: "عمليا، الواقع عكس ذلك، فالجيش الإسرائيلي يستمر في نشر طبقة حماية واسعة تشمل البؤر الاستيطانية (حتى تلك غير المعترف بها رسميا من قبل حكومة الاحتلال)".

وأكدت "هآرتس" أن "الظروف في الضفة غير هادئة، عدة عوامل كثيرة يمكن أن تؤدي إلى إعادة الاشتعال على نطاق واسع منها؛ ضعف السلطة، وتحريض حماس، وخيبة أمل الجمهور الفلسطيني، إلى جانب استمرار تعزيز الاحتلال (والاستيطان)، الذي يرتبط دائما بالمواجهات، وفي هذه الأثناء ما ينقص هو أساس آخر في هذه التركيبة من أجل أن تؤدي إلى اشتعال أسوأ، الذي ربما يظهر في حادثة عنيفة أخرى يمكن أن تقع في الحرم (المسجد الأقصى)، الذي يرتفع مستوى التوتر حوله".
0
التعليقات (0)