ملفات وتقارير

لاجئون عرب من ذوي الكفاءات يروون معاناتهم في هولندا

يوجد في مخيمات اللجوء الكثير من اللاجئين ذوي الكفاءات المهنية العالية من أطباء ومهندسين ومبرمجين وعلماء- الأناضول
يوجد في مخيمات اللجوء الكثير من اللاجئين ذوي الكفاءات المهنية العالية من أطباء ومهندسين ومبرمجين وعلماء- الأناضول

أعرب العديد من اللاجئين العرب في هولندا عن شعورهم بالمعاناة، مؤكدين أنهم بعد نجاتهم من نير الأوضاع السياسية المضطربة في بلادهم، فهم يعانون الآن من العمر المهدر في الانتظار.


"عربي21" التقت عددا من أولئك اللاجئين الذين لا يزالون ينتظرون البت في طلبات لجوئهم، في مخيمات اللجوء بهولندا مع أسرهم وأطفالهم.


ونزح خلال الأعوام العشرة الماضية، الملايين من العرب، بسبب الاضطراب الواسع الذي اجتاح الدول العربية، عقب الثورات المضادة للربيع العربي، ما خلف مشاعر مضطربة كثيرة في نفوس أولئك الفارين بأرواحهم، تضاربت بين الحنين والاشتياق لبلادهم وعائلاتهم، وسنوات طفولتهم وشبابهم، وأصدقائهم، وبين شعور الخوف من المستقبل في بلاد غريبة اللهجة والثقافة والعادات عنهم.


ويوجد في مخيمات اللجوء الكثير من اللاجئين ذوي الكفاءات المهنية العالية، من أطباء ومهندسين ومبرمجين وعلماء وغيرهم، وبعضهم وصل إلى هولندا، بعد رحلة صعبة، لكن ماذا عن الحال بعد الوصول؟


مشاكل اندماج اللاجئين الحاصلين على الإقامة في الدخول لسوق العمل في تزايد، والإعلام الهولندي تناولها بضع مرات، لكن في هذا التقرير تحاور "عربي21" عددا من اللاجئين الذين لم يحصلوا على قرار الإقامة بعد، والذين يتعرضون لمشاكل عدة منذ وصولهم إلى هولندا.


المحامي السوري "ع. ص" وصل إلى هولندا منذ عامين مع زوجته وخمسة أطفال، ولا يزال في مخيمات اللجوء وينتظر إتمام إجراءاته، ويقول لـ"عربي21": "كنت محاميا في بلادي، وحولي هنا الكثير من المهندسين والأطباء وأساتذة الجامعات، ونحن نحب أن نعمل في مجال اختصاصنا، لكن الواقع أنه لا يتم الاستفادة من هذه الإمكانيات طوال فترة انتظارنا في الكامبات والتي تزيد على العام وتصل إلى أربعة أعوام في بعض الحالات التي قابلتها".

 

اقرأ أيضا: هولندا تتوقف عن التجسس على اللاجئين "لانتهاكها الخصوصية"


وتحدث عن التعلم والاندماج في المجتمع فقال: "إهدار الوقت والكفاءة هو أكبر عائق نواجهه كلاجئين، فلماذا لا يتم استخدام وقتنا في هذه المرحلة وتعليمنا اللغة؟ لماذا لا يتم توفير هذا التعليم داخل الكامبات إلا لأصحاب الجنسيات ذوي الفرص العالية في الحصول على الإقامة مثلما يقول لنا أفراد الـ coa (إدارة كامب اللجوء)؟".


وتابع: "القانون الهولندي للأسف يمنعنا من العمل في مجالاتنا حتى أخذ قرار الإقامة، وبعدها يتم إهدار عامين لتعلم اللغة ثم عدة أعوام تتراوح من عامين إلى خمسة أعوام لمعادلة الشهادات الخاصة بنا كي نبدأ العمل بعدها في مجال اختصاصنا".


وأردف قائلا: "تخيل معي في حالتي كمحام، أنا قضيت عامين حتى الآن في كامب اللجوء ولم أحصل على قرار الإقامة بعد - ولم يتم تعليمي اللغة خلالها - بفرض أنني أخذت قرار الإقامة الآن، فلا يزال أمامي عامان للغة وثلاثة أعوام لمعادلة الشهادة الحقوقية، أي أنني سأقضي سبع سنوات من وقت دخولي إلى هولندا حتى أستطيع البدء في العمل مجددا في مهنتي".


وقال: "تأخر الإجراءات من إدارة الهجرة، يشعرنا بعدم الأمان ويخيفنا من المستقبل المجهول، هل سيتم قبولنا أم لا؟ هل سنستطيع إنشاء مستقبل آمن لنا ولأطفالنا أم لا؟ مشاعرنا ممزوجة بين الإحباط والفشل والغضب، حياتك متوقفة تماما.. كل ذلك يؤثر على نفسيتك".


محاولات عدة حاولها اللاجئون مع النظام الإداري الهولندي للحصول على حقوقهم الأساسية في التعليم، من ذلك ما تحدث عنه المحامي المصري "ح. س" مع زوجته وثلاثة أطفال، قائلا: "قدمنا طلبات عدة لإدارة الكامبات لتوفير فصول دراسية لنا لتعلم اللغة أو حتى منحنا فصولا تمهيدية لأساسيات اللغة، أو حتى إعطائنا كتب اللغة لندرسها نحن بأنفسنا".


وتابع: "لأن الكثيرين منا ذوي التعليم العالي يتقنون اللغة الإنجليزية وسيكون بمقدرتنا تعليم أنفسنا فإننا فقط بحاجة للأساسيات، لكنهم أجابونا بأن تلك الكتب وأي فصول دراسية غير متوفرة إلا للجنسيات التي تحظى بفرص عالية في قبول لجوئها".


وتساءل: "كيف يتم حرماننا من التعليم بسبب جنسياتنا؟ ولماذا يتم تصنيف الأشخاص في قرارات القبول على حسب الجنسية؟ كيف لإدارة كامب اللجوء أن تحدد من الذي يتم تعليمه أو لا بناء على الجنسية؟ للأسف هناك الكثير من الأخطاء والتمييز والعنصرية في البروتوكول المتبع مع اللاجئين".


أما المبرمج المصري "ع. ش" فيصف الحياة في "الكامبات" بأنها تدمر الروح، قائلا: "بعد عام و4 أشهر أصبحنا لا نستطيع الابتسام مرة أخرى، نحن تحت ضغط نفسي هائل لأننا نرى أفراد COA وهم يتعاملون معنا بلا مبالاة وبكره، وكأنهم يأتون لأداء وظيفة يومية ثم يعودون إلى منازلهم، دون إبداء أي تعاطف معنا أو تفاعل وكأننا أرقام في الملفات الموجودة أمامهم، وكأننا لسنا بشرا لدينا مشاعر وآلام ومعاناة.. خلال الفترة التي قضيناها هنا لدينا الكثير من المواقف التي حدثت لنا مع إدارة الكامبات والتي دمرتنا نفسيًا وأثرت علينا".


وفي السياق ذاته، أكد أندرو فان آيس، مدير منظمة "Stichting Global Talent Pool"، أن الخطأ في منظومة الاندماج الحالية، حيث إنه لا تتم متابعة اندماج اللاجئ (تعلم اللغة ودخول سوق العمل) لسنوات عديدة".


وأضاف فان آيس أنه "يتم عرض وظائف غير مناسبة عليهم، وظائف موجودة في سوق العمل لكنها لا تتناسب مع خلفية اللاجئ التعليمية".


وتحدثت تقارير إعلامية في هولندا عن أن هناك نقصا كبيرا في الأيدي العاملة، إلا أن نسبة اللاجئين العاملين لا تتجاوز الـ30%، أغلبهم يعملون في مهن مستواها أقل من مستواهم التعليمي، لكن على الرغم من ذلك فإنه يتم البدء بمرحلة الاندماج بعد الحصول على الإقامة، وهو ما يستغرق سنوات عديدة تصل إلى سبع سنوات في بعض الحالات، دون تعلم لغة أو مهنة أو معادلة الشهادة التعليمية.

التعليقات (1)
احمد
الأربعاء، 15-12-2021 11:41 ص
ههههههه وبعد إضاءة عدة سنوات ويكبر الأطفال في هولندا أو أي بلد غربي آخر ،يضيع كذلك هؤلاء الأطفال منهم من يلحدون ومنهم من يصبحوا مثل يين شواذ هنا يكتشف اللاجئ أن كل شيئ ضاع وأن الوقت فات في استرجاع الأطفال والهروب بالدين لأن أوروبا أصبحت تمارس الديكتاتورية الفكرية على المسلمين وفرض الكفر والإلحاد والشذوذ عليهم ومن يعترض فهو متشدد إرهابي ويسحب منه أطفاله وتطلق منه زوجته يا خسارة الدنيا والآخرة يا لاجئين .كان الأحسن البقاء في بلدانكم والجهاد في سبيل الله ولكم إحدى الحسنيين كما وعدكم ربكم .