صحافة إسرائيلية

خبير إسرائيلي: هكذا تمهد "العشاءات السرية" لصفقات السلاح

يجلس الضباط الإسرائيليون لتناول العشاء "السري" مع ممثلي دول وضباط من دول لا تربطها بإسرائيل علاقات دبلوماسية- جيتي
يجلس الضباط الإسرائيليون لتناول العشاء "السري" مع ممثلي دول وضباط من دول لا تربطها بإسرائيل علاقات دبلوماسية- جيتي

في الوقت الذي تواصل فيه دولة الاحتلال إبرام المزيد من الصفقات العسكرية، مع العديد من الدول العربية والأجنبية، فإنها تعود عليها بمئات ملايين الدولارات، خاصة عندما يجري الحديث عن صفقات تتعلق بأسلحة متطورة وتكنولوجية حديثة.


صحيح أن هناك دائرة ضيقة في المؤسسة العسكرية الإسرائيلية تعلم بتفاصيل هذه الصفقات، سواء نظرا لحساسيتها الأمنية والعسكرية، أو لرغبة عدد من الدول بعدم الكشف عنها، لاعتبارات داخلية، لكن الحقيقة أن هذه الصفقات ينخرط فيها العشرات، إن لم يكن المئات من العناصر داخل إسرائيل وخارجها.


نير دفوري الخبير العسكري الإسرائيلي كشف في تقرير مطول نشره موقع القناة 12، وترجمته "عربي21" أن "هذه الصفقات يشرف عليها العسكريون الإسرائيليون من خلال إجرائهم اتصالات مكثفة، ويقيمون من خلالها علاقات تعاون على مستوى العالم، وفي بعض عشاءات العمل مع ممثلي تلك الدول التي تبرم الصفقات التسلحية مع إسرائيل، تطرح على الطاولة مصالح سرية لا تنشر عادة، مع العلم أن الحديث يدور أساساً عن الملحقين العسكريين في السفارات الإسرائيلية حول العالم".


وأضاف أنه "في العديد من الأحيان يجلس ضباط الجيش الإسرائيلي لتناول العشاء "السري" مع ممثلي دول وضباط من دول لا تربطها بإسرائيل علاقات دبلوماسية، ما يعني أن صفقات الأسلحة هذه بمئات الملايين من الدولارات لا تتم في لحظة واحدة، لكنها تبدأ من وراء الكواليس، ويتم نسجها طوال الوقت، من خلال الدبلوماسية العسكرية، وبعد كل هذه الجهود يتم التقاط صورة تذكارية لوزير الحرب بيني غانتس مع نظيره المغربي". 


يتحدث الإسرائيليون عن أن مثل هذه الصورة التاريخية تشكل حصيلة سنوات عديدة من الجهود السرية، ونتيجة لقرار مشترك لكشف الاتصالات السرية، والحديث عنها علانية، ولعلنا نتحدث أن صفقة الأسلحة الأخيرة مع المغرب جاءت حصيلة خمس سنوات، ومن خلالها طلب حيازة منظومة القبة الحديدية الإسرائيلية. 


في التفاصيل، ترسل إسرائيل إلى عدد محدود من الدول ضباطًا عسكريين في الرتب العليا، من أجل الحفاظ على العلاقات الأمنية، وتطويرها، وتعميق الصلة بين الجيوش، وهو ما يوضحه يوسي بينتو ملحق الجيش الإسرائيلي في اليونان، الذي يشرح كيف يبدو أمن المنطقة من وجهة نظره، فشرق البحر المتوسط ساحة إقليمية دراماتيكية للغاية، حيث المصالح الاقتصادية مرتبطة بالعسكرية، وهذا "الملعب" مهم جدًا لإسرائيل، لذلك تتركز مهمتها في تحديد المصالح الإسرائيلية المحتملة التي قد تتفاعل مع مصالح اليونان، ومعرفة كيف وماذا يتم إنتاجه من ذلك التلاقي في المصالح. 

 

اقرأ أيضا: صحيفة: الموساد جنّد 10 علماء إيرانيين لتفجير منشأة نطنز


بينتو، المسؤول عن إدارة العلاقات العسكرية الإسرائيلية مع اليونان وقبرص وبلغاريا، يهتم بالتعاون العسكري معها في الجو والبحر، ويعقد الاجتماعات السرية والاستخباراتية والعملياتية التي قد تساعد احتياجاتها، ببناء تحالف بشرق البحر المتوسط، بزعم أن اليونان وقبرص لاعبان أساسيان، لأنهما يساهمان في استقرار المنطقة، وفي الوقت ذاته فإن اليونان "القوية" مصلحة إسرائيلية كذلك، والتعاون معها سيؤدي إلى الاستقرار الإقليمي، من خلال التركيز على تحدياتهما الرئيسية. 


في الوقت ذاته، يمكن الحديث عن العلاقات العسكرية السرية التي تربط إسرائيل مع الإمارات ومصر، وتتسم بأنها خاصة جدا، حيث تبرز صداقة جيدة للغاية على مستوى فائق الأهمية بين هذه الأطراف، حيث التقى قائد القوات الجوية عميكام نوركين بنظيره الإماراتي، وجلسا على انفراد، وطرحا فكرة لم يتم أخذها في الاعتبار من قبل في الغرفة الموسعة، مع العلم أن أي صفقة تتعلق ببلدان في الشرق الأوسط عادة ما يتم رفعها للحصول على موافقة رئيس الأركان. 


مع العلم أن الجيش يعمل في إبرام هذه الصفقات جنباً إلى جنب مع وزارة الخارجية، وبالتالي يقرر الجانبان ما الذي يريدانه، وأين يسعيان لتطوير العلاقات العسكرية، وكيف يجب تعميق العلاقات الأمنية القائمة مع الدول، حيث تعمل جميع الهيئات ذات العلاقة معًا، سعياً لتقوية الروابط بين الدول. 


عند النظر إلى التعاون العسكري مع أوروبا، يلاحظ الجيش الإسرائيلي اهتمام ألمانيا بالطائرات بدون طيار والاستخدامات العسكرية للإنترنت، وبذلك نشأت أوجه التعاون الرئيسية قبل وقت طويل من المناقشات في الغرف المغلقة بين تل أبيب وبرلين، فيما يرى الإيطاليون الإسرائيليين كشركاء حقيقيين بسبب عملياتهم العسكرية، رغم أن لديهم قدرات بحرية، وإمكانية هندسية غير عادية، وفي هذه الحالة يبحثان مثلا مواجهة عدو مشترك مثل تنظيم داعش في الشرق الأوسط.


وتذكر المحافل العسكرية أن العلاقات العسكرية والصفقات التسلحية التي تبرمها إسرائيل تسعى من خلفها لبناء قوة الجيوش المختلفة حول العالم، أو تنمية المصالح المشتركة، خاصة مع الدول المهتمة بالتكنولوجيا الإسرائيلية، ويعتبرونها موارد أمنية وعسكرية مهمة، وأحيانًا يستخدم التعاون العسكري لتمهيد الطريق مع البلدان التي ليس لديها تعاون سياسي، على سبيل المثال بعض البلدان الأفريقية التي تحتاج إلى أسلحة أو معرفة أو تدريبات.


على الجانب الآخر من العلاقات الأمنية العسكرية المتفرعة من صفقات التسلح تبرز التدريبات القتالية، وآخرها التمرين الدولي "العلم الأزرق"، الذي يسمح للطيران الإسرائيلي بالتحليق فوق دولة أخرى، انسجاما مع التسريبات التي تتحدث عن استعداده للعمل في "دائرة ثالثة"، ما يستدعي منها أن تطير خارج حدود الدولة، ويفضل أن يكون فوق دولة أوروبية، ويمكن الافتراض أنها ليست هولندا أو السويد، بل البلدان الأقرب لشواطئ البحر المتوسط، مثل اليونان وبلغاريا. 

 

التعليقات (0)