هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
أثار ترشح رئيس البرلمان الليبي، عقيلة صالح، لرئاسة ليبيا بعد يوم واحد من ترشح اللواء، خليفة حفتر، كثيرا من التكهنات والتساؤلات حول دلالة الخطوة، وما إذا كانت تؤكد وجود خلافات بين الطرفين وتأثيرها على التصويت.
وأعلن صالح ترشحه لرئاسة البلاد، وأنه سيقدم أوراقه رسميا خلال يومين من الإعلان، مؤكدا حرصه على مدنية الدولة، وتفعيل المصالحة الوطنية، والسلم الأهلي، والحفاظ على وحدة ليبيا، وعدم تهميش أي فئة أو منطقة.
وجاء ترشح رئيس البرلمان الليبي بعد يوم واحد من ترشح حفتر ليطرح تساؤلات عن تأثير ذلك على الكتلة التصويتية في شرق البلاد، وهل يؤثر عقيلة على فرص حفتر والأصوات الانتخابية له؟
"حفتر الأقوى"
من جهته، قال عضو مجلس الدولة الليبي، عادل كرموس، إن "عقيلة وحفتر وجهان لعملة واحدة، وبالتالي فإن ترشح أي منهما لن يكون إلا بتخطيط مدروس، والسؤال من الشخصية الأقوى والقادر على إدارة هذه اللعبة والفوز منها بنتائج ترضي اللاعب الأكبر، وهو الدول الداعمة لهما".
وتوقع في تصريحات لـ"عربي21" أن "حفتر هو الشخصية المطلوبة، وأن عقيلة مجرد "كومبارس" يتم ايهامه بأنه الشخص القادر على قيادة البلاد، والحقيقة غير ذلك؛ لأن من يملك القوة هو من يستطيع القيادة، وبالطبع الجيش في المنطقة الشرقية ولاؤه لحفتر، وليس لعقيلة أو الوطن"، وفق قوله.
وتابع: "أي مترشح في المنطقة الشرقية إما أن ينسحب لصالح حفتر في مرحلة ما، أو أن يبقى وينجح. أما في غرب البلاد، فإن باب التنافس مفتوح على مصراعيه، وهذا يشتت الأصوات، ويخرج الجميع في الجولة الأولى، بينما يبقى حفتر ومنافس آخر، أو ربما يحقق حفتر بالتزوير النجاح من الجولة الأولى، وهذا أقرب سيناريو للواقع"، كما توقع.
"انسحاب أم عناد"
في حين قال الضابط من الشرق الليبي، عقيد سعيد الفارسي، إن "ترشح عقيلة صالح للرئاسة سيكون بشكل مؤقت، وفي حالة استبعاد حفتر سيكون صالح هو مرشح "برقة" في الرئاسة. أما في حالة قبول ترشح حفتر نهائيا، فسوف ينسحب عقيلة لصالحه".
اقرأ أيضا: برلماني ليبي: ترشح عقيلة صالح يؤكد استبعاد المفوضية لحفتر
واستدرك في تصريح لـ"عربي21" قائلا: "لكن في حالة عناد عقيلة واستمراره كمنافس لحفتر في المنطقة الشرقية، سيضعف جدا حظوظ وفرص حفتر في التصويت، وأعتقد أنه ستكون هناك مفاجآت في عملية التصويت بالنسبة لشرق البلاد، ولا أستبعد تصويت عدد منهم لسيف الإسلام القذافي"، وفق تقديراته.
ورأت الناشطة الليبية، فريال امسيك، أن "ترشح عقلية جاء بعد أيام من ترشح حفتر، ليكون بديله في حال تم استبعاد الأخير من قبل النائب العام".
وأضافت: "وأتوقع انسحاب عقلية إذا ما نجا حفتر من الاستبعاد، وهما حليفان ويتظاهران بالخصومة لكسب معركة الوصول للسلطة التي بدأاها معا، ومن الواضح أنهما سينهيانها معا"، كما قالت لـ"عربي21".
"عقيلة الأقرب"
الصحفي الليبي موسى تيهو ساي، رأى أن "خلاف عقيلة وحفتر قديم، لكن الجديد فيه هو تمسك كل منهما بمشروعات مختلفة، وكل منهما يرى الآخر عبئا عليه وعلى حظوظ فوزه، لكن بطبيعة الحال يجمعهما حب التفرد بالقرار وتبدل المواقف".
وأشار في حديث لـ"عربي21" إلى أن "عقيلة صالح يتفوق على حفتر بإمكانية عقد تحالفات مع الغرب الليبي، وهو أمر بعيد المنال بالنسبة لحفتر. وبخصوص التنافس الانتخابي، فإن الطرفين حظوظهما ضعيفة أمام آخرين، خصوصا بعد إعلان سيف ترشحه ودعم روسيا له، التي كانت أكبر داعمي حفتر"، بحسب رأيه.