أدانت المنظمة العربية لحقوق الإنسان في بريطانيا موقف دول الاتحاد الأوروبي المتخاذل من أزمة اللاجئين العالقين على الحدود بين
بولندا وبيلاروسيا منذ أسابيع بعد رفض السلطات البولندية السماح لهم بالدخول وتركهم يعانون بلا مأوى.
وأوضحت المنظمة أن أكثر من 2000 لاجئ -بينهم نساء وأطفال- مجبرون حالياً على البقاء على الحدود والإقامة في أماكن غير مناسبة للنوم أو المعيشة، يحيط بهم طقس شديد البرودة دون توفير أي مساعدات إنسانية أو طبية من السلطات أو الجهات الأممية المعنية.
ولفتت المنظمة إلى أن اللاجئين القادمين من دول مختلفة حول العالم -بينهم عرب- وقعوا ضحية التوترات السياسية التي حلت بين
بيلاروسيا وبولندا، وبناء عليه فقد رفضت بولندا السماح بمرور اللاجئين القادمين من بيلاروسيا، لترتفع أعدادهم بشكل غير مسبوق خلال الأسابيع الماضية وسط صمت دولي مخز وتجاهل أممي مشين.
واستنكرت المنظمة استخدام اللاجئين كأداة لتصفية الخلافات السياسية، موضحة أن أزمة اللاجئين لم تكن لتوجد من الأساس لولا استمرار دعم النظام الغربي للأنظمة الاستبدادية التي تمارس مختلف انواع القمع والاضطهاد ضد المواطنين الأمر الذي دفعهم إلى الفرار للنجاة بحياتهم.
وأضافت المنظمة أن أغلب هؤلاء اللاجئين فروا من الموت المحقق في اليمن الذي دمرته حرب نتجت عنها أسوأ أزمة إنسانية في العالم كما وصفتها الأمم المتحدة، أو من سوريا التي يتعرض شعبها لحرب إبادة على يد النظام السوري وداعميه الدوليين، أو العراق التي يتعرضون فيها للخطر الجسيم لأسباب تتعلق بالعرق أو الطائفة الدينية أو آرائهم السياسية.. وغيرها من الدول المنكوبة.
ودعت المنظمة الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي إلى الالتزام بقواعد القانون الدولي والعمل على حل قضية اللاجئين العالقين، وتخفيف الاختناقات الإجرائية في بلدان العبور، ومراعاة الوضع الإنساني للمئات من طالبي اللجوء.
وكان رئيس الوزراء البولندي ماتوش مورافيتسكي، قد حذّر الثلاثاء الماضي، من أن الموجة غير المسبوقة للمهاجرين الذين يحاولون دخول بلاده بطريقة غير قانونية من بيلاروسيا "تهدد أمن الاتحاد الأوروبي برمته".
وصباح الثلاثاء، أغلقت السلطات البولندية المعبر الحدودي مع بيلاروسيا في كوجنيتسا، لوقف تسلل اللاجئين.
ويتّهم الاتحاد الأوروبي الرئيس البيلاروسي بتنسيق وصول هذه الموجة من المهاجرين واللاجئين إلى الجانب الشرقي من التكتل، وذلك ردّاً على العقوبات الأوروبية التي فرضت على بلاده بعد "القمع الوحشي" الذي مارسه نظامه بحق المعارضة.
وتصاعدت التطورات الاثنين الماضي، عقب نشر مقاطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي تظهر صفا من الناس، بينهم نساء وأطفال، يسيرون في اتجاه الحدود البولندية مع بيلاروسيا.