صحافة إسرائيلية

تقدير: الوضع الداخلي يرجح تكرار اغتيال جديد بذكرى رابين

ذكرى اغتيال رابين هذا العام تمر وسط كم لا يمكن إخفاؤه من التحريض السائد في الثقافة السياسية الإسرائيلية ضد الآخر- جيتي
ذكرى اغتيال رابين هذا العام تمر وسط كم لا يمكن إخفاؤه من التحريض السائد في الثقافة السياسية الإسرائيلية ضد الآخر- جيتي

تشهد الساحة السياسية الإسرائيلية في الأيام الأخيرة، إحياء الذكرى السنوية السادسة والعشرين لاغتيال رئيس الوزراء الراحل إسحاق رابين، في مثل هذه الأيام من عام 1995.

 

وتصاعدت المزيد والمزيد من الأصوات الإسرائيلية التي تقر بأن هذه الذكرى رغم مرور أكثر من ربع قرن عليها، لكنها ما زالت تضرب في العصب الحزبي الإسرائيلي. 


وصحيح أن الإسرائيليين استطاعوا أخيرا أن يجدوا لهم عزاء في إحياء هذه الذكرى، وفي هذا العام بالذات، من خلال التخلص من وجود بنيامين نتنياهو في السلطة، وعزله نهائيا من موقع رئاسة الحكومة، لكن ذلك لا يعني طي صفحة الاغتيال، مرة واحدة وإلى الأبد، لأن نتنياهو كان جزءًا مهمًا من التحريض ضد رابين، حين كان رئيسًا للمعارضة في ذلك الوقت، ويعتبر مسؤولاً عما حدث في معسكره اليميني. 


ناعوم موسكوفيتش الكاتب الإسرائيلي ذكر في موقع زمن إسرائيل أن "مشاركة نتنياهو في حفل التأبين السنوي لاغتيال رابين، لا يعفيه من المسؤولية عن جزء من التحريض عليه، وفي المستقبل ستتضح الحقيقة، لأن المزيد من أشعة الضوء ستضيء هذه القاعدة المظلمة، وتكشف عن السلوك الأناني وغير الأخلاقي الذي ينتهجه نتنياهو". 


وأشار في مقال ترجمته "عربي21" إلى أن "ذكرى اغتيال رابين هذا العام تمر وسط كم لا يمكن إخفاؤه من التحريض السائد في الثقافة السياسية والخطاب العام في الوسط السياسي الإسرائيلي، مع العلم أن نتنياهو لم يمنع فقط استمرار التحريض ضد رابين، لكنه أغمض عينيه عن صور رابين وهو يرتدي الكوفية الفلسطينية، وأغلق أذنيه أمام نداءات وصفه بـ"الخائن"، التي لا تزال تسمع حتى يومنا هذا، بل إنه يواصل التحريض ضد جماهير بأكملها، بما في ذلك اليسار والوسط".


يمكن الإشارة في هذه الذكرى السنوية لاغتيال رابين أن الإسرائيليين لم يتعلموا الدرس بعد من هذا الحدث الجلل بالنسبة لهم، بدليل انتشار ذات الأجواء التحريضية التي سبقت اغتياله، ومنها تحذير نتنياهو شخصيا من الحافلات التي يسافر فيها فلسطينيو 48 بشكل جماعي، ما يعني تحريضا سافرا وخطيرا على القتل، ثم وصفه للمتظاهرين ضده بأنهم ينشرون الأوبئة، وبالتالي لا بد من استخدام العنف ضدهم، ما يعني أن الإسرائيليين لم يتعلموا شيئًا بعد مرور 26 عاما.


في المقابل، فإن استمرار نداءات المتظاهرين في المظاهرات اليمينية لنظرائهم في اليسار بأنهم "خونة"، فإن ذلك يعني أن الإسرائيليين لم يستخلصوا الدروس والعبر، بل إن الوضع بينهم ربما يتدهور في بعض النواحي إلى ما لا تحمد عقباه، وإذا استمر نتنياهو في تزعم المعارضة، ولا توجد كتلة حرجة كافية لإخراجه من المسرح السياسي، فلا داعي لانتظار ما هو إيجابي، لأن التوقع أن يكون الواقع سلبيا للغاية. 

 

اقرأ أيضا: ذكرى اغتيال رابين تتحول لسجالات ومناوشات بين الإسرائيليين


يتخوف الإسرائيليون في ذكرى اغتيال رابين من امتلاك اليمينيين لمختلف وسائل التكنولوجيا الحديثة، لأنه يمكنها من الوصول إلى جمهور أكبر، وتحريض أكثر جدية ضد خصومهم من النشطاء اليساريين والوسط، والحل لمنع أي تدهور أمني للوضع الإسرائيلي الداخلي يكمن في محاولة الإسرائيليين العثور على سلوك سياسي يمنع التحريض ضد الشخصيات العامة، ويسعى لحماية خطاب تعددي يقبل الاختلاف بين مختلف الإسرائيليين، وهو حل ما زال بعيد المنال!

 

التعليقات (0)