قضايا وآراء

كيف تصنعنا الكتابة؟

عبد الرحمن أبو ذكري
1300x600
1300x600
كثيراً ما تصلني رسائل وتعليقات، تطلُب مني "النزول" إلى مستوى القارئ. وبقطع النظر عن غموض الطلب وسذاجته، والذي لا يُحدد "القارئ" المطلوب التدني إلى مستواه، وما إن كان المطلوب مستوى من التدني، يجعل ما أقدمه محتوى "جماهيريّاً" بالمعنى المبتذَل للكلمة، أو "صالحاً" لكل أحد؛ فإن ثمَّة إشكالات عديدة تعترِض الاستجابة لهذا الطلب.

لعل أول هذه الإشكالات وأكثرها بداهة (وموضوعيَّة!)، أنَّ ما يُقدمه أي كاتب/ مفكر يُفترَض أن يستهدِف بالأصل شريحة قُراء بعينها، تحوز خلفيَّة قيميَّة ومعرفيَّة ومنهجية مُناسبة؛ تؤهلها لإدراك أبعاد القضايا والظواهر التي يتناولها، وتستطيع بجهدها ووعيها لا التأثُّر العميق فحسب، وإنما الانتقال منه إلى الاستجابة، وصولاً إلى التأثير في الواقع؛ إذ تُفيد مما يُنتج وتتمثَّله في حركتها اليوميَّة. فإن الكتابة عند أي كاتب/ مفكر مسلم يحترم نفسه هي فعل عبادي- حركي؛ يتغيَّا توليد حركة ما في زمكان مقدور، وليست سفاهة استمنائيَّة ساكنة، أو تلذُّذاً "حُرّاً" مجرَّداً.

فإذا كان ما يُقدمه الكاتب نخبويّاً بطبعه - سواء في اختيار الموضوعات، أو في تركيبيَّة المعالجة - بما أنه يتغيَّا التأثير في الواقع المركَّب وتغييره ببطء، وذلك عن طريق البث الكثيف لعناصر نسقه الفكري في وجدان عدد قليل من المتلقين الواعين، أصحاب الفعالية؛ فإن النزول إلى مستوى "القارئ المتوسط" يصير سفاهة عبثيَّة لا طائل تحتها. إنه تصور "مساواتي" زائف خلقته الحداثة وتنميطها للثقافة والفكر والتعليم - بوصفها "سلعاً" تصلُح للإنتاج الكبير - وذلك حتى يصيروا سلعاً "جماهيريَّة" مبذولة لا عمق فيها ولا فائدة، وإنما محض شعارات برَّاقة يمكن بسهولة التربُّح من ورائها. وهذا التصور "المساواتي" الذي يعكس في حقيقته "تسوية ماديَّة"، لا مساواة حقيقيَّة؛ يُسقِطُ مفهوماً إسلاميّاً مركزيّاً هو: "المضنونُ به على غير أهله"، وذلك إذ يعتبِرُ أن كل داخلٍ إلى دولاب التعليم النظامي قادرٌ - بالضرورة - على فهم أي شيء، وإدراك كل إشكالية، والتعامُل مع كل قضية!

بيد أن هذا "المضنون به على غير أهله" يعني خصوصيَّة أكثر العلم، فيما عدا المحكمات التي لا يسع المسلم جهلها، وهي جد قليلة، وكافية لاستقامة أوليَّة للحياة الشخصية لأي مسلم، استقامة تؤدي به إلى الجنة إن شاء الله تعالى. وهو تصور واقعي ينتفي فيه الوهم المساواتي الزائف، الذي لا يتحقَّق في الواقع أبداً. إذ أن التصور الإلهي للمساواة هو أنها مساواة في إمكان الأخذ بالشيء، إن استطعت. وهذه "الاستطاعة" هي الحقيقة التي لا يواجهك "النظام الحداثي" بمدى صعوبتها وحاجتها لجهد مستمر، بل إنه يتفنَّن في إيهامك بإمكان الأخذ بكل شيء، بما أنك "قادرٌ" على اقتناء كافَّة السلع التافهة التي يبيعك إياها!

إن "المادة الفكريَّة" مُتاحة لكل أحد بلا قيود، فلا هي سرية ولا باطنيَّة، بيد أنه ليس كل ذهن يصلُح لتلقيها، ولا كل روح يصحُّ لها الانطباع بها، ولا كل نفس قد تُحسن الانفعال بها.

وقد خُلق النبات والحيوان وجُعِلَ إمكان الانتفاع بهما مشاعاً لكل بني آدم، ولا أعنى حُسن رعاية الزرع أو الضرع فحسب، بل توظيف هذه المدخلات الأوليَّة في طبخة شهية، مناسبة للبيئة والفصل المناخي وطبيعة الجسم، ومعبِّرة في الوقت نفسه عن التقاليد الاجتماعية، تعبيراً أصيلاً يجعلها ليست مجرد حشوٍ للبطن؛ بل إصلاح للروح وللجسد، وتزويد لهما بزاد مُركَّب الفوائد. كثيرون هم من يستطيعون "خلط" المكونات، ووضعها فوق الموقد، لكنَّ القلَّة النادرة وحدها هي التي تستطيع الطبخ؛ أي إنتاج "نفحَةٍ مُركَّبة" يختلِط فيها المادي والمعنوي فتُقرِّب العبد المؤمن من ربه، كأنها ذكر لله من صميم الذكر وعبادة له من صميم العبادة.

وتناول العلم "المضنون به على غير أهله" مثله في ذلك مثل عمليَّة الطبخ؛ درجات وأنواع ومراتب. فكما رَكَّبت المشيئة الإلهيَّة الكون في الكتاب الكوني المنظور، فكذلك ركَّبتهُ في الكتاب المنزَّل المسطور؛ فهذا الأخير مفتوح مفهوم لكل من عرف العربية (وذلك بوصفه رسالة الله الأخيرة إلى البشريَّة)، ولو لم يكن مُسلماً. بيد أن ثمة شروط للأخذ والفهم، ولزيادة العُمق وإثراء التصور، ثم في التركيب وبناء النفس والاعتقاد، وأخيراً في توظيف المُركَّب في صياغة المجتمع. وفي هذا كله؛ تتفاوَت الملَكات والقُدرات الوَهبيَّة، قبل أن تتفاوَت الأدوات الكَسبيَّة؛ فلا توجد مساواة بالمعنى المادي الحقير للتسوية، الذي يفرضه "التعليم النظامي"؛ إذ يُوهِمُ بـ"إمكان" الأخذ بكل شيء وتمثُّله. فإنما المساواة في أصل الإمكان، وانفتاح المصدر الأوَّلي لكل "مُستطيع"، لا في كفاءة طرائق الوصول والمقدرة عليها، أو مهارات هذا السلوك، أو كيفية التعاطي مع معرفة هذا المصدر وتنزيلها على الوجود، أو معرفة مسارب النفس والمجتمع؛ لاستدخال هذه المعرفة بحكمة بصيرة.

وربما تتجلَّى المسألة بمثال "أبسط"؛ فلا أحد يستمع إلى كل أنواع الموسيقى وكل الموسيقيين، أو يُشاهد كل الأفلام وكل الممثلين بغير استثناء، أو يطرَب لكل شاعر، أو يقرأ لكل الكُتَّاب، بل ولا يخشع بكل صوت يقرأ القرآن، وهو الكتاب الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه.

والإنسان "المتوسط" انتقائي في كل هذه الأمور بدرجة لا تُصدَّق أحياناً، ورغم التنميط الجماهيري لكُلِّ هذه "المنتجات" (ومنها قراءة القرآن للأسف!)؛ فما زال هذا الكائن "المتوسط" يبحث في هذا الفيض عن التميُّز والتفرُّد "المشبِع"، ولو كان تميُّزاً ماديّاً طبقيّاً في الأمور المعنويَّة! بل إنه حين يُمارِس "تدَنِّيه/ تديُّنه" المتوسِّط هذا في تشجيع الألعاب الرياضية، أو ممارسة اللعبة السياسية؛ لا يستطيع إلا أن يُشجع فريقاً واحداً بعينه، و"ينتخب" مرشحاً واحداً لا غير. فهو يُدقق في "خياره" تدقيقاً شديداً لأنه "يُريد" لنفسه الأفضل أو الأنسب أو الأعظم.. إلخ. فأين إذن يتحقَّق هذا "الهزل المساواتي" المقزز في مُدخلات الواقع الانتقائي، حتى تسعى نُظم التعليم والثقافة المعلَّبة إلى إقناعنا بوجوب تحقُّقه في كل شيء، وتطبيقه على كافَّة المخرجات، بل وتُريد فرضه على الكاتب المسلم وفكره وجهده في خلافته للنبوة؟!

لهذا، فإن المفكر الذي يكتب لجمهورٍ عريض هو في الغالب مرتزق تافه لا قيمة لفعله التسطيحي؛ لأنه سيشرع تدريجيّاً في تملُّق هذا الجمهور بعد وقت قصير، وتجنُّب ما يُضايقه. وكلما ازداد الجمهور كمّاً تنوَّع كيفاً؛ فيزداد تملُّق الكاتب وتسطحيته لمحتوى يُناسب جمهوراً أعرَض وشرائح "انتماءات" أوسَع، حتى يصير مجرَّد ببغاء لا ينطوي صدره على شيء. أما المفكر المؤمن فهو يكتُب لنفسه ابتداءً؛ ليكتشفها ويُعلمها ويقوِّمها، ويُقيم عليها الحجة. ولا يُبالي بعدها كم قارئ قرأ، ولا كم مُعجب هزَّ رأسه استحساناً؛ فإن استقامة نفسه وكرامة فنه وحُسن أداء رسالته الإلهيَّة، أسمى عنده من أن يبتذلهم ليجذب إليه كل أحد كالغواني!

وبسبب هذا النهج في الكتابة تتولَّد الإشكاليَّة الثانية، التي تعترِض استجابتنا لطلب "التدني" إلى مستوى القارئ المجهول! وخلاصتها أني أبذل نفسي وأعتصرها في فهم ما أتناوله وأعالجه، ولا يمكنني أن أفعل غير ذلك، وإلا صار نتاجي سطحيّاً لا قيمة له ولا أثر. وأهم قواعد القراءة أن تبذل جهداً موازياً لجهد الكاتب؛ حتى تُدرك مقاصده. إلا أن الجهد وحده ليس هو المفتاح الناجع، وإنما يُضاف إليه تلاقي الانشغالات والأسئلة، وتقاطُع محاولات الإجابة، وتشابُه القلوب والبدايات. ومن ثم، فإن ما أكتبه لا يصلح لكل قراءة، وإن كان القارئ "مؤهلاً". فلا يصلُح مثلاً للقراءة العَجول، ولا لقراءة بنصف ذهن وأنت تُلاعب طفلك، أو قراءة بنصف وعي وأنت تقاوم النعاس في فراشك، أو قراءة نافذ الصبر وأنت تنتظر طعامك، كما أنه لن يؤتي ثمرته بقراءة واحدة تُلقيه بعدها جانباً؛ فإنما كُتِبَ ليتغلغل داخلك، ويترك أثره عميقاً، ويجذبك المرَّة تلو المرة، حتى تتشرَّب ما قدَّره الله فيه من الخير بإذنه. وإذا لم تتحقَّق هذه الشروط؛ فاعلم أنه لم يُكتَب لك!

ثم تتولَّد الإشكاليَّة الثالثة، بوصفها "تغذية راجعة" لعمليَّة بذل الكاتب نفسه، واستنزاف قواها في فهم ومعالجة الإشكاليَّات التي يتناولها بالكتابة. فإذا كنت أعتصِرُ نفسي في ما أعمل، لأعلمها وأقيم عليها الحُجَّة؛ فهذا يعني أنني أعيد صياغتها وبناءها بهذا العمل، إذا نظرنا للأمر من زاوية مُقابِلَة. فإن كل ما تبذله من نفسك بصدق حار، يعود عليها كأنه "تغذية راجعة"؛ ليُزكيها ويُصلح من شأنها بإذن الله. لهذا، فربما كانت هذه الإشكاليَّة هي أهم عائق - على الإطلاق - يحول دون الاستجابة لأي تُرهات برانية بغير تمحيص. فإن أي عمل تعمله لا يصدر من الجواني إلى البراني فحسب، وإنما ينعكس أثره البراني مرَّة أخرى على عالمك الجواني؛ ليُعيد صياغتك، أي أنك تبني نفسك بما تفعله، أيّاً كان. وهذا هو ما يجعل العمل المجسِّد لاعتقاد القلب، والمعبِّر عن انعقاد النفس عليه؛ عملاً شاقّاً مُنهكاً شديد الإنهاك، وإن كان عظيم الأثر في النفس والمجتمع.

فكيف يتسنَّى لك بناء نفسك وترقيتها بشيء سطحي سفيه لا كبَد فيه؟! بل وكيف يتسنَّى لك هذا البناء إذا كنت مشغولاً ابتداء بالاستجابة لرغبات الآخرين في التدهور والانحدار إلى مستوى "متوسط"؟! بل كيف يُقدِمُ الكاتب المسلم على ذلك أصلاً، وهو مُكلَّفٌ بترقية الوجود كله، والأخذ بيد الخلق ليترقوا معه؟!

ألا فاعلم أن الشيخ لن يصير شيخاً لكل أحد، وإنما يكفيه أن مُريداً واحداً صادق القلب - على الأقل - سيترقىَّ على يديه، وهذا جُل ما يبغيان من خيري الدنيا والآخرة.

* * *

إننا حين نُجاهد أنفسنا فإنما ندفعها دفعاً إلى الترقي، إذ نُكابدها في الكبائر قبل الصغائر، لا لأن تجنُّب الأولى هو قاعدة الإيمان فحسب، بل لأن هذه النفس المراوِغَة ستُخادعك، وتسوق لك شيئاً أيسَرَ لـ"تُكابده"؛ فتنشغل به "هرباً" من مشقة أمر عظيم يُفترض بك تعلُّم حمل نفسك عليه، أو مكابدته. وكلَّما أحرزت "نجاحاً" في الشيء الجديد "الصغير"؛ تضخَّم في روعك أكثر، وتضخَّم جهدك في عينك، حتى يتوارى العظيم "المهمَل" في نفسك ويضمَحل، كأنه يُعاقبك؛ فتعظُم نفسك في عينك بالسفاسِف، كأنها تُعاقبك على إهمال العظائم، رغم الأولوية المطلَقة للعظائم في مكابداتك.

إن كل شيء تنتصر له نفسك، في نفسك وعليها؛ ينمو ويتمكَّن حتى يصير طبعاً وعادة، وكل شيء ينهزِم فيها يخفُت ويتوارى. وإن استسلامك لهذه الغواية - وهو ما يفعله أكثرنا قطعاً- يُعيد صياغة نفسك بما تنشغل به من السفاسِف وتفاهات الأمور، ويُعيد صياغة أولوياتك، أو لنكون أكثر دقة؛ يقلب أولوياتك رأساً على عقب، ويقلِب منطقك ويُفسده، ويشوه فطرتك. وهذا يجعل "دينك" نقيضاً لـ"الدين الحق"، أو مسجد ضرار جواني؛ فأنت بهذا تبني في نفسك مسجد ضرار!

وإذا كان المسلم - في العموم - مأمورا مُتعبَّدا بألا يُمارس/ يعمل/ ينشغل إلا بما يُريد له ربه أن يكونه، فإن الكاتب/ المفكر/ الداعية المسلم أحرى الناس بالتزام ذلك - بوصفه رائداً لأهله وقدوة - وإلا فوجئ بنفسه وقد صار شيئاً آخر غير ما يسعى إليه؛ فإنما نبني دوائرنا العصبيَّة السلوكيَّة - التي تشكل ذواتنا - بما نقول ونفعل. ولهذا مثلاً فإن التفاعُل المستمر والحميم للكاتب/ المفكر مع جُل قرائه، خصوصاً في زمان تيسَّر فيه ذلك بوسائل شتى؛ أمر شديد الخطورة، إذ يُفضي إلى ابتذال مقولاته وتسطيحها، وتقلُّص تأثيرها لحساب التفاعُل مع شخصه، مما يحرفه عن وجهته ببطء. إذ لا يلزمه هذا التفاعُل إلا مع أفراد معدودين من "أقرانه"، إن شاء اختبار مقولاته قبل إطلاقها في المجال العام.

إنك حين تحمِل نفسك على المشاق في العلم والعمل، وتعوِّدها المكابدة في التلقي والتمثُّل؛ فإنما تكتُب أجرك وتُعين ثمرة جهدك، بحول الله تعالى وقوته وحده. فما من شيء في هذا العالم بغير ثمن - عاجلاً أو آجلاً - إذ لكل شيء ثمن مقدور وأجر معلوم، خيراً كان أو شرّاً، صغيراً كان أم كبيراً. مقابِل محتوم لا مفر منه، وما من أحد يسعه الفرار من أداء ثمن تقتضيه حركته في الوجود. بيد أن توقيت الأداء غيبٌ مقدور في العلم الإلهي، ومن ظنَّ في نفسه مقدرة على "النجاة" من أداء الثمن بعد "التلاعُب" بنسيج الوجود، وحرف مساره؛ فليعلَم أن ارتداد هذا النسيج إلى أصله مسألة توقيت فحسب. قد لا يرتد في وجهك ساعتها، بيد أنه سيحدث إن عاجلاً أو آجلاً. فلا تُحاول التلاعُب بنسيج الوجود، وإن لم تكن قادراً على الترقي بشيخك أو مع كاتبك، فلا تجذبه معك إلى أسفل كسلاً وقعوداً؛ فإن هذا الكيد سيرتد عليك عنيفاً طال العمر أم قصُر!

twitter.com/abouzekryEG
facebook.com/aAbouzekry
التعليقات (1)
المهندس/ أحمد نورين دينق
الأحد، 31-10-2021 04:52 ص
فقر و ثراء المعرفة الإنسانية:(ليس العبرة في الكم من معارفنا و لكن التميز و التفرد في الكيف ).. كل منا يكتنز معلومات مختلفة عن الآخر و لو كان هذا الآخر توأمه في الولادة ! هذه بصمة خاصة لكل من دخل حقل الوجود من جنس الإنس..لكي يصل أحدنا مرحلة أن يكون كاتبا يكون قد عبر العديد من وديان الصعاب في التلقي في حياته .. و بقدر حجم موهبة أحدنا في مجال الأدب و الفكر يكون التأثير..فقد يتأهل أحدنا بعشر موهوب أو بربع موهوب أو بموهبة مكتملة الأركان.. و كذا القراء فهم يتفاوتون في فهم الرسائل المبثوثة في الكتابات بحسب حجم موهبتهم الأدبية أو الفكرية.. فمن العبث مطالبة القارئ للكأتب بالنزول أو العكس , لأن الجميع محكوم بقانون الوزن الطبيعي للموهبة و الإبداع .