ملفات وتقارير

"هآرتس": طهران تحاول تصفية حسابها مع تل أبيب

العاصمة القبرصية نيقوسيا مليئة برجال أعمال إسرائيليين وعمال شركات "هايتيك" إسرائيلية لهم علاقة بالصادرات الأمنية
العاصمة القبرصية نيقوسيا مليئة برجال أعمال إسرائيليين وعمال شركات "هايتيك" إسرائيلية لهم علاقة بالصادرات الأمنية
سلطت صحيفة "هآرتس" العبرية الضوء على المواجهة المستمرة بين طهران وتل أبيب في ساحات مختلفة، زاعمة أن المحاولة الإيرانية لـ"تصفية" الحساب مع الاحتلال الإسرائيلي في قبرص لم تكن مفاجئة.

وقالت الصحيفة في تقرير للخبير الإسرائيلي عاموس هرئيل: "بعد بضع ساعات من الردود المتناقضة والمشوشة عرضت إسرائيل أمس، رواية رسمية منظمة أكثر لحادثة قبرص، تؤكد أن إيران تقف وراء المحاولة التي تم إحباطها مؤخرا للتعرض لإسرائيليين في جزيرة قبرص".

وأكدت أن "خلفية الحادثة أمنية، والملياردير الإسرائيلي تيدي ساغي، الذي كان يعيش بشكل جزئي في قبرص، لم يكن الهدف المخطط للعملية"، منوها أن "تراكم المعلومات، يظهر أن هذه كانت محاولة هاوية من إيران للمس بإسرائيليين شك الإيرانيون، خطأ كما يبدو، بأنهم يعملون في الشركة التي لها علاقات مع جهاز الأمن في الخارج".

ونبهت الصحيفة إلى أن "قبرص مليئة برجال أعمال إسرائيليين وعمال شركات "هايتيك" إسرائيلية، لهم علاقة بالصادرات الأمنية، خاصة في مجال السايبر"، موضحة أن "القرب النسبي من إسرائيل، مع إمكانية التمتع بالتسهيلات الضريبية، وربما تقليص جزء من رقابة وزارة الأمن على الصفقات التجارية، يجذب إلى الجزيرة شركات إسرائيلية كثيرة".

وأضافت: "على الأغلب تتم مناقشة وتوقيع صفقات مع دول لا يوجد لإسرائيل علاقات دبلوماسية رسمية معها، وحتى قبل توقيع اتفاقات التطبيع، كانت الجزيرة بؤرة الاتصال بين رجال أعمال من إسرائيل والإمارات"، مشيرة إلى أن "الأنباء الواردة من قبرص متنوعة جدا، فقبل أسبوع اعتقل في الجزيرة مواطن من أذربيجان يحمل جواز سفر روسيا، بعد اجتياز الحدود من قبرص التركية لقبرص اليونانية عبر المعبر في العاصمة "نيقوسيا"، وعثر في حوزته على مسدس مع كاتم صوت وذخيرة، وقبل اعتقاله، كانت هناك ملاحقة له من قبل الشرطة في قبرص، ويمكن التخمين بحذر، أن تحذيرا استخباريا من دولة مجاورة (يرجح أنها إسرائيل) سبق يقظة القبارصة، مثلما حدث في السابق أثناء محاولات اعتداء مشابهة على أهداف إسرائيلية تم إحباطها في أرجاء العالم".

جدير بالذكر، أن طهران نفت الاتهامات ضدها، والسفارة الإيرانية في قبرص، أكدت أن "اتهامات إسرائيل لا أساس لها من الصحة".

ورأت "هآرتس"، أن النفي الإيراني "غير مقنع، لأن إيران تورطت خلال الفترات الماضية في عشرات الأعمال ضد أهداف إسرائيلية في أرجاء العالم، وهي دائما تنفي أي علاقة لها بذلك".

وزعمت أن "الخطة ذاتها غير مفاجئة، لإيران حساب طويل مع إسرائيل تسعى إلى إغلاقه، على اغتيال عالم الذرة (محسن فخري زادة)، وتخريب المنشآت النووية، والمس بناقلات النفط ومهاجمة قواعد مليشيات شيعية في الشرق الأوسط"، مؤكدة أن "إيران مثلما حدث في السابق، تستخدم مقاولين فرعيين من جنسيات أجنبية، وأحيانا، مثلما حدث في العمليات في تايلاند والهند، هواية هؤلاء المقاولين تفشل هذه الجهود".

ولفتت إلى أن "خطط الثأر الإيرانية حثت التصرف الإسرائيلي، ويمكن تبرير جزء كبير من الخطوات الهجومية لإسرائيل في محاولتها لتأخير تقدم المشروع النووي وتقليص المساعدات الإيرانية للأعمال في المنطقة"، موضحة أن "إسرائيل في كل مناسبة تتفاخر بهذه الأعمال، لدرجة الاستفزاز المتعمد لطهران، وهذا الأمر برز فيما نشر عن مهاجمة الناقلات الإيرانية والتسريبات المستمرة لأجزاء من هذه العمليات ضد المخطط النووي".

وقدرت الصحيفة أن "سيل هذه المنشورات يجبر إيران على الرد، ومشكلة إسرائيل، أنه لا توجد أي طريقة لنشر حمايتها على كل هدف يتماهى معها ولو جزئيا في الخارج، بدءا بالسفن وحتى رجال الأعمال"، مبينة أن "هذه الثرثرة بدأت في الحقيقة في فترة بنيامين نتنياهو، ولكن وريثه نفتالي بينيت غير بعيد عنها".

وأفادت أن "خطوات إسرائيل هذه، تلتقي مع رئيس صقوري في طهران، وحكومة إبراهيم رئيسي أعلنت الأسبوع الماضي عن مناورة عسكرية كبيرة على الحدود مع أذربيجان، التي استهدفت ردع الجارة الشمالية على خلفية علاقاتها الوثيقة مع إسرائيل".

ومع إمكانية العودة لمفاوضات النووي، سيعقد هذا الأسبوع في واشنطن، لقاء استراتيجي دوري بين ممثلي الولايات المتحدة وإسرائيل، وأحد الأمور التي سيقولها الضيوف لمستضيفيهم، أن هناك حاجة ملحة لاتخاذ خطوات حازمة وعلنية ضد طهران، بدونها لا يكون للأمريكيين أي احتمالية لإملاء تنازلات على إيران في المحادثات النووية".
0
التعليقات (0)