سلاح الجو الإسرائيلي.. أخطاء في حرب أكتوبر وفشل جديد متوقع
غزة- عربي21- أحمد صقر05-Oct-2104:57 PM
0
شارك
بار يوسف: سلاح الجو عانى في الحرب من سوء الإدارة ومن سلسلة قرارات خاطئة
بعد
مرور نحو 50 عاما، كشف تحقيق إسرائيلي عن العديد من الأخطاء التي ارتكبها سلاح الجو
التابع لجيش الاحتلال الإسرائيلي أثناء حرب تشرين الأول/ أكتوبر 1973، مرجحة فشله في
الحرب المقبلة.
بين
"المراقب" و"الملاك"
وذكرت
صحيفة "هآرتس" في تقرير للخبير الإسرائيلي عاموس هرئيل، أنه تم نشر نحو ألف
كتاب حتى الآن عن حرب أكتوبر (يطلق عليها الاحتلال حرب يوم الغفران)، وأكثر من نصف
هذه الكتب كتبت باللغة العبرية، ومن بين "أهم تلك الكتب"، ما كتبه البروفيسور
أوري بار يوسف "المراقب الذي نام"؛ وهو الوصف الكلاسيكي لتاريخ المفاجأة
الاستخبارية في الحرب، وكتاب "الملاك"، الذي يتناول قضية الجاسوس أشرف مروان،
الذي استخدمته إسرائيل للتجسس على القيادة المصرية.
وأوضحت
أنه "في السنة والنصف الأخيرة حقق بار يوسف في القضية، التي بشكل مفاجئ حصلت على
اهتمام ضئيل من مؤرخي الحرب، وهي أداء سلاح الجو في الحرب، وتم عرض النتائج في كتاب
جديد بعنوان "حربه الخاصة: سلاح الجو في حرب يوم الغفران".
وفي
تحقيق الكاتب بار يوسف، عمل على أن "يكتشف كيف كان أداء سلاح الجو الذي استثمرت
فيه في تلك السنوات نحو نصف ميزانية الأمن، ووصل للحرب وهو محاط بهالة من حرب 1967،
وتبين أنه خلافا للتراث الفاخر لهذا السلاح، حتى تحقيق داخلي شامل لم يحدث فيه بعد
انتهاء المعركة".
وأكد
بار يوسف لـ"هآرتس" ما اكتشفه في بحثه، أن "سلاح الجو، بشكل استثنائي،
عانى في الحرب من سوء الإدارة ومن سلسلة قرارات خاطئة، فطريقة القيادة للسلاح مركزية
جدا، ومقر التحكم سيطر على كل حركة الطائرات في السماء، وفي هذه الظروف، يوجد تأثير
كبير لقائد السلاح الجنرال بني بيلد، وكان مسيطرا جدا، في حين، كانت تنقصه تجربة عملية
مقارنة مع سلفه في المنصب موتي هود".
هجمات
ونتائج محدودة
ولفت
إلى أن "بيلد، لم يوافق على سماع مواقف أخرى أو انتقاد من مرؤوسيه، وكان له تركيز
على تدمير أسلحة الجو العربية، مثلما حدث في حرب الأيام الستة، وكان من الواضح لقادة القواعد
أنه تم ارتكاب أخطاء، لكن عددا قليلا منهم تجرأوا على التحدث".
وقال
الكاتب: "النتيجة هي مفهوم عملياتي، بعد يومي قتال دفع جانبا الانشغال بمنظومات
صواريخ "أرض-جو" للعدو، وهو العائق الرئيسي أمام مشاركة السلاح في مساعدة
القوات البرية، وبدلا من ذلك، ركز هذا المفهوم على المطارات المصرية كهدف مركزي لهجمات
أسراب طائرات "الفانتوم"، وأدت الهجمات لنتائج محدودة، في حين أنه فعليا
التهديد الذي جاء من الطائرات المصرية على الجبهة الإسرائيلية كان معدوما (بسبب الحاجة
إلى اجتياز سماء سيناء)، والخطر منها على الطائرات الإسرائيلية، كان محدودا".
واقتبس
بار يوسف محادثة بين رئيس الأركان في حينه دافيد ليعيزر وبيلد وضباط في سلاح الجو في
ظهيرة 18 تشرين الأول/أكتوبر 1973؛ قال ليعازر: "اعتقدت أنه في الحرب يجب تركيز
جميع الأعمال على جهود مشتركة ونشطة، ويجب توفير الطاقة لأي شيء ثانوي، لكن هذا كان
يسير بشكل مختلف في سلاح الجو، والأساس هو الانشغال بما هو محيط بالأمر".
وأوضحت
الصحيفة، أنه "وقفت في الخلفية عملية اجتياز الجيش الإسرائيلي للضفة الغربية لقناة
السويس، وبعد ثلاثة أيام قتال على رأس الجسر فقدنا نحو 600 جندي، وكان من الصعب التقدم
بشكل فعال داخل الأراضي المصرية، ورئيس الأركان توقع أن يولي سلاح الجو جهودا مركزة
لضرب بطاريات صواريخ "أرض- جو" في المنطقة ليتمكن من مساعدة القوات البرية،
ولكن اليعيزر اكتشف أن بيلد اختار قصف القنطرة، في القطاع الشمالي الأبعد الذي هو أقل
أهمية، وفقدنا في هذا الهجوم 6 طائرات".
ونبه
بار يوسف إلى أن "اليعيزر لم يقم بإملاء طريقة العمل على بيلد، هو اختلف معه أحيانا،
لكنه لم يأمره، وهذا يتعلق بالديناميكية الشخصية بينهما، لكنه أيضا نتيجة ثقافة عملية
عمرها 20 عاما، حظي سلاح الجو فيها باستقلال ذاتي كامل في الجيش، أنا أشك أن السلاح
يتمتع بدرجة حرية كهذه حتى الآن".
فشل
معالجة إطلاق الصواريخ
ومن
بين الأمور "الصادمة" التي عرضها الكتاب، ما قام به بيلد، حيث "قلص
خلال بضعة أيام بشكل متعمد عدد الطائرات المستعدة للسلاح، وأيضا التقديرات حول طائرات
تعرضت للإصابة، وهي بحاجة لصيانة سريعة، هذا رغم أنه كانت لديه كما يبدو المعلومات
الحقيقية، وبعد ذلك شرح بيلد، أنه وجد استياء في أوساط هيئة الأركان، الذين خافوا من
القيام بهجوم مضاد لاجتياز القناة، وأنه أراد حثهم على العمل بسرعة قبل أن تنفد الطائرات
التي ستمكنهم من تنفيذ العملية".
ولفت
بار يوسف إلى أن عددا من الاستنتاجات الموجودة في الكتاب، هي ذات صلة بما يجري اليوم
في سلاح الجو، وقال: "هناك خوف في القيادة وفي أوساط الجمهور من المعارك البرية
ومن المصابين المرتبطين بها، وهناك ثقة بقدرة سلاح الجو على مواجهة التهديدات، والتهديد
الأكبر في الحرب القادمة، هو إطلاق الصواريخ والقذائف على الجبهة الداخلية، وبعد يوم
من الحرب، ستصاب بصورة شديدة عشرات المباني في مركز البلاد، في حين، اعتبر سلاح الجو
علاجا مدهشا لذلك".
وأشار
إلى أن الجمهور الإسرائيلي يتوقع أن يوقف سلاح الجو إطلاق الصواريخ و"هذا أمر
منطقي، لكنه سيكتشف فجوة كبيرة، وفي الحقيقة لن يكون بالإمكان معالجة كل جهاز إطلاق،
وعندها ستكون هناك خيبة أمل، وهذه نقطة يجب أن ندركها حتى عندما تقوم إسرائيل بخطوات
هجومية، يمكنها تقريب الحرب".
ومن
بين الأمور التي تثير المخاوف الإسرائيلية بحسب التحقيق، هي القدرة على اتخاذ القرارات
تحت الضغط، وهذا أمر "لم يجربه المستوى السياسي والعسكري في الوقت الحالي".
وأكد
أن "قائد دبابة في لواء الاحتياط "11" (حرب 1973) كانت له تجربة قتالية
أكبر من تجربة رئيس الأركان والجنرالات في الوقت الحالي، وهذا الأمر ينطبق على الفجوة
بين غولدا مئير (رابع رئيس وزراء للحكومة الإسرائيلية) وإسرائيل غليلي وتجربة نفتالي
بينيت (رئيس الوزراء الحالي) ومائير لبيد وزير الخارجية".
وتابع
الكاتب: "يجب عليهم اتخاذ قرارات أصعب مع تكبد إصابات، وكل ذلك سيتم في ظل هجوم
هستيري في الشبكات الاجتماعية".