صحافة إسرائيلية

جنرال إسرائيلي يستعرض تهديدات أمنية من جبهات مشتركة

الخشية من صناعة إيران قنبلة نووية يعد أحد أكبر التهديدات التي تواجه الاحتلال- موقع ماكو
الخشية من صناعة إيران قنبلة نووية يعد أحد أكبر التهديدات التي تواجه الاحتلال- موقع ماكو

تعيش دولة الاحتلال جملة من التهديدات الأمنية والتحديات العسكرية، من عدة جبهات مشتركة في آن واحد معاً، الأمر الذي يدفع أجهزتها الأمنية وكبار ضباطها لوضع تقديرات متشائمة حول مدى القدرة على مواجهة هذه التهديدات.


آخر هذه التقديرات صدرت عن الجنرال تامير هايمان رئيس جهاز الاستخبارات العسكرية- أمان، الذي أنهى هذه الأيام قرابة الأربعة أعوام في منصبه هذا، مشيرا إلى حجم التركيز الإسرائيلي على الخطر الإيراني، وصولا إلى المعلومات التي وفرها عناصره للجيش الإسرائيلي والموساد بإلحاق الضرر، أو تعطيل أنشطة عدد من كبار القادة الإيرانيين من فيلق القدس الذين عملوا تحت قيادة قاسم سليماني.


هايمان تحدث في حوار مطول مع القناة 12 ترجمته "عربي21"، كشف فيه أن "الأنشطة ضد إيران تهدف للحد من قدرات قواعدها في المنطقة، ولذلك تُبذل حاليًا جهود كبيرة جدًا لإعادة إيران للمفاوضات النووية، والتقدير في إسرائيل أن الأمريكيين لن يعودوا للاتفاق القديم، بل سيبحثون عن مسار جديد محسن، لأن مبادئ الاتفاقية القديمة لم تعد ذات صلة في مواجهة التقدم الذي أحرزته إيران".


وأضاف أن "التقدير المعقول أن الأمر سيستغرق عامين لوصول إيران إلى قنبلة تشغيلية إذا قرروا المضي قدمًا في برنامجهم، رغم أن العقوبات الاقتصادية قد تسهم بتراجع القدرات الإيرانية في المنطقة، وبالتالي فإن المحنة في إيران لا تزال شديدة للغاية، لأنها بدون بيع النفط، ستواجه صعوبة بالغة في ضخ الأموال في الخزائن، ولذلك سيستغرق الأمر وقتًا حتى تصبح إيران تشكل تهديدًا عسكريًا حقيقيًا، رغم أن ذلك لا ينفي أن الإيرانيين خائفون للغاية من عقوبات مجلس الأمن".


ويعيد هذا الكلام للأذهان ما تقوم به إيران ضد إسرائيل في عدة مجالات، ومنها الهجمات الإلكترونية، والعمليات المتبادلة ضد السفن، بجانب نشر منظومة دفاع جوي في لبنان وحول العالم، ولذلك تعمل الاستخبارات الإسرائيلية والموساد على إحباط هذه المحاولات، دفاعيًا وهجومياً.

 

اقرأ أيضا: اعتراف إسرائيلي جديد عن فشل القضاء على "مترو حماس" بغزة

وعند الحديث عن مواجهة محتملة مع حزب الله، يزعم هايمان أن "الثمن الذي سيدفعه الحزب في لبنان يشبه تشغيل سلاح "يوم القيامة"، وهو يدرك تداعيات ذلك، لكن الأمر سيتطلب من إسرائيل الهجوم والمناورة البرية، وإذا أرادت هزيمته، فسيتعين عليها استخدام قوة نيران هائلة، في ضوء أن عمليات نقل الأسلحة إلى لبنان وسوريا تطور مهم للغاية، ما استدعى من إسرائيل المطاردة الدؤوبة، وتعطيل طرق التهريب في البحر والبر والجو".


الجدير بالذكر أن هذه الجهود الإسرائيلية أدت إلى كبح جماح الدعم الإيراني للحزب وسوريا، وقلصت بشكل كبير من وجودهم في سوريا، وسحبوا قواعدهم إلى الشرق، في حين أن إسرائيل دأبت على مهاجمة القوات الإيرانية، وشحنات الأسلحة في الصحراء الشرقية وغرب العراق، ما قد يؤدي إلى تراجع الوجود الإيراني في سوريا، في ضوء مواصلة تحرك إسرائيل ضد إنشاء مصانع الصواريخ، والهجوم على مستودعات تخفي أسلحة متطورة تم تهريبها إلى سوريا.


في الوقت ذاته، يعبر الإسرائيليون، استكمالا لحديث الجنرال الإسرائيلي، عن ارتياحهم للتنسيق القائم مع روسيا منذ أن دخلت سوريا، لاسيما في ما يتعلق بالهجمات الإسرائيلية ضد إيران هناك، ولذلك عقدت العديد من اللقاءات مع المسؤولين العسكريين الروس لبناء آلية التنسيق هذه، وتحقيق التعاون خدمة للهدف الإسرائيلي، ولاشك أن هذا التنسيق الثنائي تم بمعرفة الولايات المتحدة".


هايمان تطرق في حديثه إلى "قدرات الجيش الهجومية ضد حماس في غزة، ويتمثل ذلك ببناء بنك أهداف تركز عليها خلايا الهجوم التي تم تطويرها في القيادة الجنوبية، وتحسين القدرة على الدقة، وجلب معلومات استخبارية دقيقة للغاية، ما أسفر عنه إلحاق الأضرار بالأصول الرئيسية لحماس، بما فيها الصواريخ والمنشآت الموجودة فوق الأرض، وهي بالغة الأهمية بالنسبة للحركة في وقت الحرب".


ويرتبط هذا الحديث بفرضيات التصعيد المرتقب بين حماس وإسرائيل، رغم أن ما تقوم به الحركة ومعها باقي الفصائل الفلسطينية يشكل إرهاقا للأعصاب الإسرائيلية، وتضطر معها أجهزة أمن الاحتلال لخوض عمليات معقدة للغاية، لاسيما عملية "حد السيف" في تشرين الثاني/ نوفمبر 2018، التي خاضت فيها حماس مع إسرائيل مواجهة استخبارية ضارية، مع المجموعة الأمنية الخاصة في مدينة خانيونس.


يعترف هايمان بأن "الاستخبارات الإسرائيلية قامت بالفعل بالعديد من العمليات الأخرى في عدة أماكن داخل غزة، سعياً لترقية قدرات العمليات الأمنية، ولذلك فإن جهاز الأمن العام- الشاباك والموساد بات لديهما إنشاء هيئات عمل مشتركة لمكافحة التحويلات المالية، وتمويل الأنشطة المعادية ضد إسرائيل في المنطقة، وإلحاق الضرر بكبار الشخصيات المنخرطة في عمليات غسيل الأموال والصيارفة والتجار، ونقل المعلومات الاستخبارية عن مسؤولين كبار من إيران وحزب الله وحماس".

التعليقات (0)