حذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، الجمعة، من أن
"العالم يسير على طريق كارثي مع ارتفاع الحرارة 2.7 درجة".
وقال في بيان أصدره المتحدث باسمه ستيفان دوجاريك، إن "العالم سيدفع
ثمنا مأساويا في حال لم تنجح الجهود الرامية إلى التصدي للتغير
المناخي".
وأضاف غوتيريش، في البيان: "هذا يخالف الوعد الذي تم قطعه قبل ست
سنوات لتحقيق هدف 1.5 درجة مئوية (قدر الانخفاض) المنصوص عليه في اتفاقية باريس،
وسوف ندرك حجم الفشل في تحقيق هذا الهدف من خلال الخسائر الفادحة في الأرواح وسبل
العيش".
و"باريس للمناخ" أول اتفاق دولي شامل حول حماية المناخ، تم
التوصل إليه في كانون الأول/ ديسمبر 2015 بالعاصمة الفرنسية، بعد مفاوضات مطولة
بين ممثلين عن 195 دولة، وتُلزم المعاهدة الدول الموقعة باحتواء معدل الاحتباس
الحراري.
وأوضح الأمين العام أن "العلم يخبرنا بأننا بحاجة إلى خفض الانبعاثات
الحرارية 45 في المئة عام 2030، للوصول إلى حياد الكربون بحلول منتصف القرن، وهناك
زيادة بنسبة 16 بالمئة في الانبعاثات ستحدث عام 2030 مقارنة بمستويات 2010".
وأكد أن "دول مجموعة العشرين تمثل 80 بالمئة من الانبعاثات العالمية،
وهناك حاجة لأن تقود هذه الدول أكثر من أي وقت مضى، وسوف تحدد القرارات التي
تتخذها دول المجموعة ما إذا كان الوعد الذي قطعته في باريس سيتم الوفاء به أم
لا".
ويتألف تكتل مجموعة العشرين من بلدان: تركيا والمملكة المتحدة والولايات
المتحدة والسعودية والأرجنتين وفرنسا وألمانيا والهند وإندونيسيا وإيطاليا.
ويضم اليابان والمكسيك وروسيا وجنوب أفريقيا وكوريا الجنوبية وأستراليا
والبرازيل وكندا والصين، ثم الاتحاد الأوروبي المكمل لمجموعة العشرين، وصندوق
النقد والبنك الدوليين.
وحث الأمين العام "جميع الدول على تقديم مساهمات وطنية أكثر طموحًا
تساعد في وضع العالم على مسار 1.5 درجة".
دول جنوب الاتحاد
الأوروبي تؤكد التزامها
كرر قادة تسع
دول من جنوب الاتحاد الأوروبي الجمعة في أثينا تأكيد "التزامهم الحازم"
بتطبيق اتفاقية باريس 2015 الهادفة إلى الحد من
الاحترار المناخي العالمي عند
1.5 درجة مئوية فيما حذرت الأمم المتحدة من أن العالم يتجه نحو احترار
"كارثي" يبلغ +2.7 درجة.
وقال القادة
التسعة في بيان مشترك خلال قمة أثينا: "الآن أكثر من أي وقت مضى، من الضروري
معالجة أزمة المناخ والبيئة التي تتفاقم".
وذكر رئيس
الوزراء اليوناني كرياكوس ميتسوتاكيس الذي ترأس القمة أن "الحرائق المدمرة
هذا الصيف التي شهدتها اليونان وإيطاليا وقبرص، لم توفر أي دولة في المتوسط فيما
شهد شمال أوروبا فيضانات مدمرة".
وقال: "في
حين أن الخطر المترتب على هذه الأزمة مشترك بيننا جميعا، فدفاعاتنا يجب أن تكون
مشتركة أيضا".
بمبادرة من أثينا،
وقع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيسا وزراء إيطاليا ماريو دراغي وإسبانيا
بيدرو سانشيز، مع نظرائهم من قبرص ومالطا وسلوفينيا وكرواتيا والبرتغال، إعلانا
"من أجل بلوغ نتيجة طموحة خلال مؤتمر المناخ" المقرر في أسكتلندا في
تشرين الثاني/ نوفمبر.
لكن قبل ستة
أسابيع على مؤتمر المناخ "كوب 26"، حذر الأمين العام للأمم المتحدة
أنطونيو غوتيريش من أن الإخفاق في خفض الانبعاثات العالمية يضع العالم على مسار
"كارثي" سيؤدي إلى ارتفاع الحرارة بمقدار 2,7 درجة مئوية. وشدد على أن
"الفشل في تحقيق هذا الهدف سيقاس بعدد الوفيات وسبل العيش المدمرة"،
داعيا كل الحكومات إلى اقتراح التزامات أكثر طموحا.
في بيانهم
المشترك، أكد القادة مجددا "التزامهم ببلوغ حيادية الكربون المناخي بحلول
العام 2050" في أوروبا.
الحل الوحيد
اعتبر رئيس
المجلس الأوروبي شارل ميشال الذي حضر إلى أثينا أيضا أن هذا هو "الحل
الوحيد".
وقالت رئيسة
المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين، في أثينا لشبكة "إيه بي أس":
"نرى جميعا أن التغير المناخي يؤثر بثقل على منطقة المتوسط، وعلينا أن نجد
حلولا".
من جهته قال
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون: "لقد تعهدنا بتعزيز الآلية الأوروبية للدفاع
المدني" مشيدا بـ"التضامن الأوروبي" في مسألة حرائق الغابات.
وبعد أن أكدت
الدول التسع المتوسطية على "الهشاشة العالية" للمتوسط في مواجهة
التغيرات المناخية، فقد عبرت عن قلقها إزاء "الآثار الاقتصادية" ودعت
شركاءها الدوليين "خصوصا هؤلاء من مجموعة العشرين إلى المصادقة على اتفاقية
باريس".
ووعد القادة
الأوروبيون التسعة أيضا بتعزيز تعاونهم عبر الحدود، من أجل حماية التعددية وزيادة
الاستثمارات التي تتيح إدارة أفضل للحرائق في المتوسط والتفكير في نموذج جديد
للسياحة المستدامة وتعزيز الآلية الأوروبية للدفاع المدني، بهدف مكافحة الحرائق
المتعددة كما حصل هذا الصيف.
وشهدت اليونان
حرائق غابات هائلة اجتاحت أكثر من مئة ألف هكتار خلال الصيف. إلا أن موجات القيظ
تسببت في حرائق واسعة النطاق أيضا في إسبانيا وإيطاليا وكرواتيا وفرنسا وقبرص، وهي
من بين الدول المشاركة في قمة الجمعة.
وقد دعت
اتفاقية باريس حول التغير المناخ الموقعة عام 2015 خلال مؤتمر المناخ "كوب
21"، إلى حصر الاحترار في العالم بأقل من درجتين مئويتين فوق المستوى ما قبل
الصناعي والأفضل عند 1.5 درجة مئوية.
وأعيد تسمية
هذه القمة المعروفة باسم "ميد 7" (فرنسا واليونان وإيطاليا وإسبانيا
وقبرص ومالطا والبرتغال) "الاتحاد الأوروبي ميد" بعد انضمام كرواتيا
وسلوفينيا إليه.
وكان الرئيس
الفرنسي إيمانويل ماكرون ونظراؤه في الدول المتوسطية في الاتحاد الأوروبي حثوا
تركيا خلال قمة العام الماضي في كورسيكا على وقف سياسة "المواجهة" في
شرق المتوسط.
وأشاد الرئيس
ماكرون بأنه منذ ذلك الحين "لاحظ تراجعا فعليا للتصعيد في شرق المتوسط".
وقال: "لا
نزال متيقظين إزاء الأوضاع الجيوسياسية المتوسطية" متطرقا إلى وضع لبنان
وتونس ومعلنا عن قمة حول ليبيا في 12 تشرين الثاني/ نوفمبر، لكن بدون إعطاء توضيحات
أخرى.
ويسعى الاتحاد
الأوروبي أيضا إلى الحد من تدفق محتمل للاجئين مصدره أفغانستان يمكن أن يكون
مماثلا لأزمة المهاجرين التي شهدها العام 2015، بسبب الحرب في سوريا. ووصل يومها أكثر من مليون لاجئ إلى الاتحاد الأوروبي وخصوصا إلى اليونان وإيطاليا.
وجاء في بيان
مشترك أنه "علينا أن نمنع استغلال المعاناة الإنسانية لأغراض سياسية والتوصل إلى
تفاهم على كيفية إدارة المحاولات المتعمدة للعبور غير القانوني" للمهاجرين.