صحافة إسرائيلية

اتهامات لحكومة بينيت بإلغاء "الإرث السياسي" لنتنياهو

أول سياسة اتخذتها الحكومة الحالية تمثلت بتدمير التحالف الذي أقامه نتنياهو مع رابطة دول فيشيغراد- الأناضول
أول سياسة اتخذتها الحكومة الحالية تمثلت بتدمير التحالف الذي أقامه نتنياهو مع رابطة دول فيشيغراد- الأناضول

اتهمت كاتبة إسرائيلية "حكومة نفتالي بينيت بأنها تعمل على إلغاء الإرث السياسي الذي تركه بنيامين نتنياهو، سواء ما تعلق بالتساهل أمام إيران، أو لقاء وزير الحرب بيني غانتس مع أبو مازن، أو التوترات مع عدد من الدول الأوروبية، على خلفية الأزمة مع بولندا".


وأضافت ليمور ساميميان- دريش في مقالها بصحيفة إسرائيل اليوم، ترجمته "عربي21" أن "إعلان روسيا أن أنظمتها الدفاعية ستعترض الصواريخ التي أطلقت على سوريا في الهجوم المنسوب إلى إسرائيل، يشير إلى تراجع أمني سياسي جديد في الحكومة الحالية، مع العلم أن ذلك لا ينبع فقط من تراجعها العشوائي، ولكن من القيادة النشطة لسياسة تقودها بعكس إرث نتنياهو".


وأوضحت أن "هناك سلسلة من هذه الخطوات أولها "حذف" القرارات القائمة منذ عهد نتنياهو، رغم أننا أمام حكومة إسرائيلية قدمت نفسها بأنها تحوز 10 درجات إلى اليمين، مع رئيس وزراء قدم نفسه على أنه استمرار لسياسة نتنياهو، لكن مع مرور الوقت اتضح أنها ليست كذلك".


وأشارت إلى أن "أول سياسة اتخذتها الحكومة الحالية تمثلت بتدمير التحالف الذي أقامه نتنياهو مع رابطة دول فيشيغراد، المكونة من بولندا والمجر والتشيك وسلوفاكيا، وهي البلدان التي عمل نتنياهو بجد لخلق بديل للعداء التلقائي لبعض دول الاتحاد الأوروبي فيما يتعلق بالسياسة تجاه الفلسطينيين، والاتفاق مع إيران، بدليل أننا رأينا نائب وزير خارجية الاتحاد الأوروبي في حفل تنصيب رئيس إيران الجديد". 


وأكدت أن "الأمر لم يتوقف عند هذا الحد، بل إن وزير الخارجية يائير لابيد لم يتردد في الإعلان أن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب روج للاتفاقيات الإبراهيمية للتطبيع من أجل تجنب التقدم السياسي مع الفلسطينيين، أما وزيرة الطاقة كارين الهرار فقد أعلنت أنها لا ترى أي فائدة للطاقة في الاتفاقية التي وقعتها الحكومة السابقة مع الإمارات العربية المتحدة بشأن نقل النفط".


وأشارت إلى أن "خطابا إسرائيليا عاما رائجا في الآونة الأخيرة مفاده أن اتفاقيات التطبيع الأخيرة تعتبر ثانوية بالنسبة للعلاقات مع دول الجوار مثل الأردن ومصر والسلطة الفلسطينية، وليس من قبيل المصادفة أن زيارة بينيت للأردن، والتي تضمنت التخلي عن الماء، وإعلان دعمهم للفلسطينيين، قد قدمت على أنها إنجاز حكومي إسرائيلي".


وزعمت أنه "إذا كانت الاتفاقيات الإبراهيمية للتطبيع رمزت إلى نهاية حقبة "الفلسطينيين أولاً"، وفهم أهمية التحالف الإسرائيلي مع الدول العربية "المعتدلة" ضد إيران، فقد تلاشى كل هذا بفعل سياسة الحكومة الحالية، واليوم، وبمباركة هذه الحكومة ذاتها، وبعد أكثر من عقد من الزمن، عادت الحكومة الإسرائيلية إلى رام الله، والتقى غانتس مع أبو مازن، تمهيدا لعقد تلك المؤتمرات الجديدة القديمة، ولكن مع خروج دول الخليج، والاكتفاء بدخول مصر والأردن والسلطة الفلسطينية".


وختمت بالقول إن "السياسة الإسرائيلية الحالية تجاه إيران هي الأكثر إثارة للقلق، فقد تم استبدال "نظرية الضغط" التي طبقها نتنياهو بـ"نظرية التسهيلات"، وبعد أن وعدت إسرائيل الإدارة الأمريكية بسياسة "عدم المفاجآت" تجاه إيران، فإن السياسة الإيرانية تتواصل في المنطقة، أمام صمت مطبق من بينيت، ورغم المضي قدما في الاتفاقية النووية الناشئة، فيبدو أن إسرائيل تلتزم الصمت، مما يؤكد أن انتهاج سياسة معاكسة لإرث نتنياهو بهذا الوقت القصير دليل على الرغبة بتدميره كلياً".

التعليقات (0)