هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
قال كاتب إسرائيلي إن "الشكوى الإسرائيلية من "السلام البارد" مع مصر والأردن في السنوات الأخيرة محقة، رغم أن العلاقات معهما حاسمة بالنسبة لإسرائيل، والثلاثة يعتمدون على شراكة مصالح استراتيجية وأمنية واقتصادية، ونجوا من عقود من التحديات، لكن هذا الشعور بالشراكة لا يتغلغل في المجتمعين المصري والأردني، بل على العكس، فإن مشاعر مناهضة التطبيع تجد تعبيرا أكبر".
وأضاف روعي كيبريك مدير الأبحاث
في المعهد الإسرائيلي للسياسة الخارجية- ميتافيم، بمقاله على موقع زمن إسرائيل، ترجمته
"عربي21"، أن "حالة العلاقات مع المغرب تبدو الصورة مختلفة، فقد استمرت
العلاقات المدنية حتى عندما قطعت العلاقات السياسية".
وأوضح أنه "عندما تجددت
هذه العلاقات مع المغرب نشأت العديد من الفرص الإسرائيلية، أولها تعزيز الاتصال الثنائي
على المستويات الاقتصادية والتجارية والأمنية والاستخباراتية، وثانيها إيجاد فرص إسرائيلية
للعمل مع المغرب في حوض البحر المتوسط، وتعزيز المصالح المشتركة مع أوروبا".
وأشار إلى أن "الفرص الثالثة
تشمل استخدام المغرب لتعزيز الحوار بين إسرائيل والفلسطينيين، ورابعها مساعدة المغرب
لإسرائيل في فتح الباب أمام أفريقيا، ومع ذلك فإن أكبر مساهمة لإسرائيل بتعزيز العلاقات
مع المغرب هي إمكانية أن تقدم نفسها للمنطقة بأنها نموذجًا آخر للعلاقة مع دولة ومجتمع
إسلاميين، خاصة على صعيد العلاقات المدنية والثقافية، وهي فرصة خارج المجال السياسي،
بل ضمن مجال العلاقات الإنسانية".
وأكد أنه "على صعيد تجديد
العلاقات الدبلوماسية المغربية مع إسرائيل، فإن مجالات العلاقات مع المغرب غير سياسية
إلى حد كبير، ولا تعتمد على تصور مشترك للتهديد الإيراني، رغم أنه مهم في العلاقات
مع الدول العربية الأخرى، وليس بين الرباط وتل أبيب صفقات أسلحة كبيرة تحرك العجلات
بينهما، رغم أن المؤسسة العسكرية والدفاعية هي من تحدد مسار التطبيع في السنوات الأخيرة".
اقرأ أيضا: ترحيب أمريكي بزيارة لابيد إلى المغرب.. وتنديد فلسطيني
ولفت إلى أن "التطبيع المغربي
الإسرائيلي يكمن في مجالات الثقافة والهوية في قلب علاقاتهما الحميمية، مع العلم أنه
حتى قبل تجديد العلاقات مع المغرب بقيت العلاقات بين الإسرائيليين والمغاربة قائمة،
لأن هناك أقل بقليل من مليون يهودي من أصل مغربي يعيشون في إسرائيل، وهي ثاني أكبر
جالية مغربية في العالم خارج المغرب بعد فرنسا، ويزور كثير من السياح الإسرائيليين
المغرب".
وأكد أن "فنانين وأوركسترا
إسرائيليين نظموا حفلات، وعزفوا في مهرجانات في المغرب، وتم إنتاج أفلام إسرائيلية
مغربية بشكل مشترك، كما روج المغرب للاعتراف بالثقافة اليهودية كجزء من تراث البلاد،
وأظهر استعدادًا للمشاركة في إحياء ذكرى المحرقة "الهولوكوست"، وبالتالي
تشكل هذه الروابط أساسًا متينًا لبناء نموذج لعلاقة أخرى بين إسرائيل والدول الإسلامية،
بعد أن أصبحت هناك علاقات رسمية".
وأوضح أنه "يجب زيادة الوفد
الدبلوماسي إلى الرباط، واستغلال إقامة السفارة لإنشاء بنية تحتية توافقية للتعاون
الثنائي، والعمل معًا كل في مجاله الخاص، وعلى وزارة الخارجية الإسرائيلية بناء وتقديم
قصة العلاقات المدنية والثقافية مع المغرب، باعتبارها القصة الرئيسية للعلاقات معها،
وكنموذج لقصة محتملة للعلاقات بين اليهود والمسلمين في الشرق الأوسط".
وأضاف أن "يائير لابيد
وزير الخارجية يواجه مهمة لبناء البنية التحتية الرسمية والتنظيمية التي ستسمح للإسرائيليين
والمغاربة بتشكيل أفضل العلاقات المدنية والثقافية والاقتصادية، لأن تقديم نموذج ثقافي
مدني للعلاقات بين إسرائيل والبيئة الإسلامية قد يغير الواقع، ليس فقط في سياق العلاقات
بين إسرائيل والمغرب، بل على صعيد العلاقات المدنية الإيجابية والدافئة بين اليهود
والمسلمين في المنطقة".
وزعم أن "هذه محاولة قد
تؤدي لتغيير في التصورات بين الإسرائيليين تجاه المسلمين داخل الدولة وفي المنطقة،
وهو ما اتضح عقب إقامة العلاقات مع الإمارات العربية المتحدة، ويمكن للعلاقات المدنية
الدافئة مع المغاربة أن تساهم في العلاقة بين اليهود أنفسهم، مع الدول العربية والشعوب
من الثقافات الأخرى، وتساعد المجتمع الإسرائيلي على بناء قصة داخلية جديدة بين مختلف
أجزائه".