صحافة دولية

موقع: حان الوقت للأوروبيين لدفن الأساطير القديمة عن اللاجئين

تتمثل إحدى طرق تجنب التدهور أو الركود في النمو السكاني في فتح الأبواب أمام الهجرة القانونية- جيتي
تتمثل إحدى طرق تجنب التدهور أو الركود في النمو السكاني في فتح الأبواب أمام الهجرة القانونية- جيتي
نشر موقع "ميدل إيست مونيتور" تقريرا تحدث فيه عن الأفكار المغلوطة المتداولة حول اللاجئين في القارة العجوز.

وقال الموقع في تقريره الذي ترجمته "عربي21"، إن الفيضانات العظيمة التي دمرت مؤخرًا أجزاء من ألمانيا وبلجيكا وهولندا تتجاوز كونها مجرد تحذير بشأن مخاطر تغير المناخ لتكشف عن بعض الحقائق حول الاتجاهات السياسية والاجتماعية في أوروبا.

في ألمانيا، كانت صور "المساعدين السوريين المتطوعين" وهم غارقون في الوحل وينظفون الأنقاض بمثابة تذكير بإنسانية اللاجئين وإثباتًا لسياسة الباب المفتوح للمستشارة أنغيلا ميركل.

خلال صيف 2015، أزالت ميركل حاجزًا قانونيًا من الاتحاد الأوروبي تحدده قواعد دبلن والذي يفرض على اللاجئين السوريين وغيرهم من اللاجئين طلب اللجوء في بلد وصولهم الأول. من الواضح أن القواعد لم تتناسب مع أهدافه، لأنه وفي حال وقع تطبيقها بحذافيرها، ستستقبل دول مثل تركيا واليونان والمجر عددًا كبيرا من اللاجئين.

ذكر الموقع أنه في مواجهة الانتقادات المتزايدة في الداخل والخارج، طمأنت ميركل الشعب الألماني، وبحلول نهاية 2015، تقدم 476649 شخصًا بطلبات لجوء في ألمانيا، أغلبهم من السوريين. اليوم، تم دمج أكثر من 700 ألف سوري في عدد سكان ألمانيا البالغ 82 مليون نسمة.

تحت قيادة ميركل، استجابت ألمانيا للتحذيرات التي أطلقها برنامج الأمم المتحدة الإنمائي. حسب هذه التحذيرات، إذا سادت سياسات الهجرة الصفرية، فإن معظم البلدان المتقدمة، باستثناء أيرلندا ونيوزيلندا، لن تشهد نموًا في عدد السكان في سن العمل لديها بحدود 2025. لذلك، تتمثل إحدى طرق تجنب التدهور أو الركود في النمو السكاني في فتح الأبواب أمام الهجرة القانونية.

في سنة 2020، لم تتجاوز أعمار أكثر من ثلاثة أرباع (78.7 بالمئة) من طالبي اللجوء لأول مرة في الاتحاد الأوروبي 35 عامًا، في حين أن ما يقرب من ثلث المتقدمين لأول مرة (31.0 بالمئة) كانوا قصرا تقل أعمارهم عن 18 عامًا.

أشار الموقع إلى أنه على الرغم من أن الأعداد القياسية للاجئين في الاتحاد الأوروبي خلال عامي 2015 و2016 قد تراجعت بحلول نهاية 2017 و2018، إلا أن 14 بالمئة فقط من اللاجئين في العالم تستضيفهم الدول المتقدمة. وباستثناء ألمانيا، فإن الدول التي تستضيف أكبر عدد من اللاجئين هي تركيا وكولومبيا وباكستان وأوغندا.

إن الادعاء بأن وضع اللاجئين في ألمانيا جيد ليس سوى مغالطة، ولا علاقة له بالواقع. كان هناك ضغط من المتطرفين اليمينيين البيض المتعصبين للإسلاموفوبيا. ومع ذلك، لا بد من القول إن بصيرة أنغيلا ميركل وتعاطفها الإنساني مكناها من إدراك أن اللاجئين الكُثر الذين تدفقوا إلى بلدها في 2015 لم يكونوا مهاجرين لأسباب اقتصادية يسعون إلى استغلال الدولة الألمانية. في الواقع، كان العديد منهم من المهنيين المؤهلين تأهيلا عاليا وذوي المهارات كما اضطر آخرون إلى التخلي عن تعليمهم العالي بحثا عن السلامة والأمن.

انتقد معتصم الخنيفس، وهو سوري حاصل على درجة الماجستير في التخطيط الحضري في برلين، النهج العام للمسؤولين الألمان تجاه اللاجئين ووصفه بأنه "أحادي الجانب". كما يشعر الكثيرون بأنهم مبرمجون ولا يُسمح لهم باستخدام مبادرتهم وتطوير قدراتهم الخاصة.

بشكل عام، ما زال السوريون، على غرار اللاجئين الآخرين، ممتنين للأمان والدعم المالي والتعليم وفرص العمل التي توفرها ألمانيا. قد يختلفون حول الأساليب، لكنهم يعترفون بالجهود التي تبذلها السلطات الألمانية لإدماجهم في المجتمع.

بالنسبة للحكومات الأوروبية التي أقامت أسوارًا من الأسلاك الشائكة ونشرت الكلاب لإبعاد اللاجئين، فإن صور الفيضانات في ألمانيا وبلجيكا وهولندا، والحرائق في تركيا واليونان مؤخرًا، يجب أن تكون بمثابة ناقوس خطر. لهذا السبب حان الوقت لدفن الأساطير القديمة عن اللاجئين.

1
التعليقات (1)
اسامه شرف
الثلاثاء، 10-08-2021 09:03 م
قوه ياغالي