سياسة عربية

تخوفات من فشل ميقاتي بتأليف حكومة جديدة في لبنان

اعتبر ميقاتي قبل يومين أن "الصمت أبلغ من الكلام" مفضلا عدم الخوض في التفاصيل- صفحته عبر فيسبوك
اعتبر ميقاتي قبل يومين أن "الصمت أبلغ من الكلام" مفضلا عدم الخوض في التفاصيل- صفحته عبر فيسبوك

 يتخوف الشارع اللبناني من فشل الرئيس المكلف نجيب ميقاتي، في تأليف حكومة جديدة، برغم تلميحه قبل يومين إلى قرب نجاحه في المهمة.

 

وقال موقع "النشرة" اللبناني إن هناك تخوفات من فشل ميقاتي في تأليف الحكومة، وذلك لوجود خلاف مع الفريق الرئاسي.

 

وبحسب الموقع فإن هناك شخصيات سنية أخرى سيقع عليها الاختيار في حال فشل نجيب ميقاتي بتأليف الحكومة.

 

إلا أن تحليلات أخرى تحذر من اندلاع أزمة جديدة وغير مسبوقة في حال فشل ميقاتي في التأليف، إذ إن لبنان دون حكومة منذ آب/ أغسطس الماضي.

 

اقرأ أيضا: مفتي لبنان: نحن محاصرون والسلطة الحاكمة تتحمل المسؤولية

 

حلقة مفرغة

 

تقول صحيفة "الجمهورية" إن "عدم وضع ميقاتي سقفا زمنيا لتأليف الحكومة ليغلِّب المنحى التفاؤلي على التشاؤمي، يأتي في ظل مشكلة حقيقية، هي أن التأليف ما زال يدور في الحلقة المفرغة نفسها".

 

وتتابع: "لا ميقاتي قادر على التنازل عن سقف وزارة الداخلية حيال نادي رؤساء الحكومات السابقين وبيئته التي باتت تنظر إلى هذه الحقيبة كمعيار لعدم التنازل أمام رئيس الجمهورية، ولا الأخير في وارد التراجع عن انتزاع هذه الحقيبة، ما يعني أنّ كل البحث في الحقائب الأخرى بلا جدوى في حال لم يتمّ التوصّل إلى حلّ هذه العقدة".

وتضيف: "هناك من يسأل مثلاً ماذا لو وافق الرئيس المكلّف على أن تكون وزارة الداخلية من حصة رئيس الجمهورية، هل تنتهي العقد عند هذا الحدّ وتتألف الحكومة فوراً، أم ستبرز عقد أخرى تعيد التفاوض إلى المربّع الأول وتُظهر ميقاتي أمام شارعه بأنه تنازَلَ وساوَمَ ولم يلتزم بالسقف الذي كان قد وضعه الرئيس سعد الحريري؟".

وتجيب الصحيفة بأنه "يصعب الجزم بأنّ عقدة وزارة الداخلية هي العقدة الأخيرة في مسار التأليف، وذلك تأسيساً على العقد الأخرى التي تمسّك بها رئيس الجمهورية مع الحريري، وفي طليعتها حصته المسيحية وتسمية الوزيرين المسيحيين من خارج هذه الحصة، ناهيك عن مطلب الثلث المعطِّل المضمر وإسقاط الأسماء على الحقائب. ولكن قبل الوصول إلى الأسماء، ماذا عن المداورة التي يتمسّك بها عون مقابل طرح ميقاتي إبقاء القديم على قدمه؟ فهل نجح ميقاتي في إقناع عون بالتخلي عن المداورة؟".

وتتابع: "لا يبدو حتى اللحظة أنّ عون تراجَع عن المداورة التي تتجاوز قدرة ميقاتي على حلها، وكان صريحاً مع عون، وفق ما سُرِّب، بدعوته إلى حلّ هذه العقدة مع الثنائي الشيعي، خصوصاً أنّ رئيس الجمهورية يدرك أنّ هذه العقدة ليست عند ميقاتي ولا يمكنه حلها".

 

بضعة أيام

 

بحسب موقع "ليبانون ديبايت"، فإنه من المتوقع أن يتم تأليف الحكومة في غضون بضعة أيام، وتحديدا منتصف آب/ أغسطس الجاري.

 

وتستدرك بأن "الرئيس نجيب ميقاتي يضع نصب عينيه موعد 20 آب/ أغسطس الجاري، ليقرّر على إثره مستقبله في التكليف. في آخر لقاء جمعه ورئيس الحكومة السابق سعد الحريري في دارة الأخير ببيت الوسط، جرى التأكيد على جملة ثوابت أساسية، من بينها تثبيت ما جاء في اتفاق بين رؤساء الحكومات السابقين، أُبرم حين قبل بتسمية ميقاتي"، و بقاء الاعتذار خياراً للمواجهة. بهذا المعنى، وقبيل موعد الـ"dead line" الحكومي، يكون ميقاتي يُرسّم خطوطه منذ الآن: الحكومة خلال الشهر الجاري، عملاً بقاعدة "لا مهل مفتوحة".

وأشارت إلى أن "الرئيس عون بات يُدرك، أن قذف الشيعة إلى حقيبة سيادية غير المالية، قد يُجهز على الحكومة كلياً بفعل الفيتوهات الدولية ذات الصلة بالحزب، لذا فإن أفضل الممكن حالياً هو اعتماد التوزيعة السيادية للحكومة المستقيلة ونقل فوهة المداورة إلى الحقائب الأخرى".

 

اقرأ أيضا: ميقاتي يلمح لقرب تشكيل الحكومة اللبنانية.. ويفضل "الصمت"

 

وفي أواخر تموز/ يوليو المنصرم، كلف عون ميقاتي بتشكيل الحكومة، وبدأ في اليوم التالي مشاورات لتأليفها.

وقبل نحو أسبوعين، اعتذر رئيس الحكومة الأسبق سعد الحريري عن تشكيل الحكومة، بعد 9 أشهر من تكليفه؛ جراء عدم التوافق مع عون حول التشكيلة الوزارية.

ويزيد التأخر في تشكيل الحكومة الوضع سوءا في بلد يعاني منذ أواخر 2019 أسوأ أزمة اقتصادية في تاريخه، ما أدى إلى انهيار مالي ومعيشي، وارتفاع معدلات الفقر والجريمة، وشح في الوقود والأدوية وسلع أساسية أخرى.

التعليقات (0)