تونس و مطحن الديمقراطية:سئل الراحل د. جون قرنق عن طبيعة العلاقة بين الجيش الشعبي(و هي حركة كفاح مسلح) و المواطن ، فأجاب:مثل العلاقة بين السمك و الماء . و بالمثل فإن العلاقة بين الأحزاب السياسية و العملية الديمقراطية تشبه لحد التطابق العلاقة بين المطحن و الغلال ..فالناتج من إجراء العملية الديمقراطية هو أحد المدخلات(في حالة فوز حزب واحد فوزا مطلقا) أو أكثر من مدخل(في حالة تشكيل حكومة إئتلافية)..لكن في تونس و في بعض البلدان يسمحون بإدخال الغلال المطحن الديمقراطي و لكنهم (يتململون عند رؤية بعض المخرجات التي كانوا ينتظرون أو يتمنون عدم خروجها معافاة من المطحن !فوا عجبي? ).. ما فعله قيس سعيد هو أن حقق أمنية هؤلاء الفئة من الشعب التونسي بأن أوقف الطاقة التي يشتغل بها المطحن و فتح باب الحكم الشمولي مرة أخرى ، هل يعد ذلك الحل الأمثل للمعضلات السياسية في تونس? هذا التساؤل لا يهم قيسا سعيدا بقدر ما يهم بعض المواطنين التوانسة الذين كانوا يريدون التمرن على العملية الديمقراطية حتى يبرعوا فيها ، و لكن ليس كل ما يتمنى المرء يدركه .