حقوق وحريات

أصدقاء يستذكرون العائلة المسلمة المغدورة بكندا

في لحظة واحدة انقضت حياة ثلاثة أجيال مختلفة- فيسبوك
في لحظة واحدة انقضت حياة ثلاثة أجيال مختلفة- فيسبوك

وصفت العائلة المسلمة التي تعرضت لهجوم إرهابي في كندا بـ"النموذجية". 


فالعائلة المسلمة وهي من أصول باكستانية، تتكون من أم  كانت "عالمة رائعة"، وأب محب للكريكيت تلازمه "ابتسامة ودودة"، وابنة مراهقة كانت "صديقة للكثيرين"، وجدة شغوفة، بينما نجا الابن الأصغر من الحادث الذي وصفه رئيس الوزراء الكندي، جاستن ترودو بأنه "إرهابي" و"جبان"، وفق قناة "الحرة" الأمريكية.

فبينما كانت الأسرة تعبر الشارع في نزهة مسائية عائلية، حيث خرجوا لاستنشاق قليل من الهواء النقي في مدينة أونتاريو، انطلق، ناثانيل فيلتمان، (20 عاما) بشاحنته البيك أب، ليصعد إلى الرصيف ويصطدم بالضحايا حيث كانوا يستعدون لعبور الطريق. 


وفي لحظة واحدة، انقضت حياة ثلاثة أجيال مختلفة، وهم مديحة سلمان، 44 سنة، طالبة الدكتوراة في الهندسة المدنية والبيئية، وزوجها سلمان أفضال، 46 عاما والذي كان يحب إلقاء التحية على الناس في المسجد؛ وابنتهما يمنى سلمان، 15 عاما؛ بالإضافة إلى والدة أفضال البالغة من العمر 74 عاما، والتي لم يتم الكشف عن اسمها.


أما ابن الزوجين، فايز، البالغ من العمر تسع سنوات، والذي أصبح يتيما على الفور، فلا يزال في المستشفى مصابا بجروح خطيرة لكنه قد يتعافى منها.


وقال رئيس الوزراء الكندي، جاستن ترودو: "نأمل جميعا أن يتعافى الطفل من جروحه سريعا، رغم علمنا بأنه سيعيش وقتا طويلا مع الحزن وعدم الفهم والغضب الذي تسبب به هذا الهجوم الجبان المعادي للمسلمين".


أثار الهجوم الذي وقع في مدينة أونتاريو، في مقاطعة لندن، التي يبلغ عدد سكانها 500 ألف نسمة على بعد 200 كيلومتر (125 ميلا) جنوب غرب تورنتو، الغضب وعدم التصديق بشأن هجوم آخر لا معنى له على المسلمين الكنديين العاديين.

وجاء في بيان صادر عن أقاربهم أن "كل من يعرف سلمان وبقية أفراد عائلة أفضال يعرفون العائلة النموذجية التي كانوا عليها، كمسلمين وكنديين وباكستانيين. كانوا دائما ما يشاركون في نشر الخير".
وأضاف البيان أن جميعهم كانوا مجتهدين في العمل، وكان الأطفال من "أفضل الطلاب".


وكانت أم الطفلين مديحة سلمان، على مقربة من إنهاء رسالة الدكتوراه في الجامعة الغربية في لندن، بعد أن كانت قد وصلت إلى كندا في عام 2007 بعد استكمال دراساتها في الهندسة المدنية والبيئة في باكستان.


ووصفها أصدقاؤها على صفحة "GoFundMe" التي جمعت حتى الآن 470 ألف دولار كندي لدعم الأسرة والمجتمع الباكستاني الأوسع في لندن بأنها كانت "عالمة بارعة وأمًا وصديقة تهتم بالآخرين".

 

وجمع مسجد لندن والمجلس الوطني للمسلمين الكنديين بشكل منفصل أكثر من 785 ألف دولار كندي على منصة "LaunchGood"، في حين أن جهود جمع الأموال من قبل جمعية إسلامية في جامعة ويسترن استحوذت على 700 ألف دولار كندي.


تعرض صفحة مديحة سلمان على "فيسبوك" صوراً لأطفالها المبتسمين وهدايا قدموها لها بمناسبة عيد الأم.


كان الزوج سلمان أفضال "عضوا محبوبا في مجتمع لندن. سواء في مباريات الكريكيت المحلية أو في المسجد، حيث كان أول ما يقابل به الآخرين هو ابتسامته اللطيفة والمرحبة"، وفقًا لما جاء في موقع "GoFundMe".


أما الابنة يمنى، فكانت طالبة في الصف التاسع، و"صديقة محبة للكثيرين".


واعتقلت الشرطة في مقاطعة لندن المنفذ واسمه، ناثانيل فيلتمان، في موقف للسيارات يبعد نحو 500 متر عن مسجد لندن الإسلامي.


وحسب وكالة "رويترز" فإن المنفذ كان يرتدي سترة واقية للرصاص، وقد وجهت له أربع تهم بالقتل من الدرجة الأولى، مضيفة أن السلطات تراجع احتمال توجيه تهم إرهابية.


ويعتبر هذا الهجوم الأسوأ ضد المسلمين الكنديين منذ أن قتل رجل ستة من المصلين في مسجد في مدينة كيبيك في عام 2017.


وذكّر ترودو بالهجمات التي استهدفت المسلمين في كندا، منذ إطلاق النار في المسجد.


وقال: "لقد استهدفوا جميعا بسبب معتقدهم المسلم. هذا يحصل هنا، في كندا، وهذا يجب أن يتوقف"، واعدا خصوصا بتعزيز التصدي للمجموعات المتطرفة.


التعليقات (0)