هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
فنّد خبير الخرائط "الإسرائيلي"، شاؤول أرئيلي، أبرز "الأساطير الصهيونية" التي قامت على أساسها دولة الاحتلال.
ونسف أرئيلي، وهو ضابط رفيع أيضا في قوات الاحتياط في جيش الاحتلال، مقولة الصهيونية التقليدية بأن فلسطين كانت خالية من السكان بقوله إنه التعداد الذي أجراه البريطانيون عند بداية الانتداب عام 1922 خلص إلى أن البلاد "مكتظة" مقارنة ببقية الدول العربية، وتم إحصاء حوالي 700 ألف فلسطيني.
ويشير أرئيلي إلى عدة أساطير جعلت الإسرائيليين عالقين مع الصراع، أبرزها: "شعب بلا أرض عاد لأرض بلا شعب"، "لا يوجد شعب فلسطيني"، "الأردن هي فلسطين"، "لا يوجد شريك فلسطيني للمفاوضات"، "الاستيطان اليهودي هو من يرسم حدود إسرائيل"، "رغب اليهود بالهجرة للبلاد وحال البريطانيون دونهم"، "القدس عاصمة للأبد".
ويتساءل: ماذا كان سيحدث لو أدرك الإسرائيليون أن ما يعرفونه عن الصراع هو سلسلة أساطير مغلوطة تمت رعايتها وتنميتها وهي تورطهم في مستنقع الخلاف والمواجهة؟
اقرأ أيضا: إلى أين تسير مساعي تشكيل حكومة جديدة للاحتلال؟
وأرجع الكاتب فشل التوصل إلى حل مع الفلسطينيين إلى جهل قادة الاحتلال بـ"لب الصراع"، ولا سيما إيهود باراك الذي أراد أن ينتزع موافقة من ياسر عرفات على توسع "إسرائيل" في الضفة واحتفاظها بالسيادة على الأقصى والبلدة القديمة في القدس، وهو ما لا يمكن أن يقبل به الفلسطينيون.
ويتهم أرئيلي باراك بالتأثير سلبا على "مسار التاريخ" وبالفشل في إدارة المفاوضات مع الفلسطينيين.
وبشأن إيهود أولمرت الذي تذكره أوساط في الاحتلال وكأنه عرض كل شيء على الفلسطينيين؛ يقول أرئيلي إنه أدرك عدم إمكانية سيطرة "إسرائيل" على كل البلاد وإنه كاد يتفق مع محمود عباس على تسوية الصراع بعد نقاش حول نسبة تبادل الأراضي مقابل المستوطنات غير أن حكومته سقطت بسبب تهم فساد "وليس لأن السلطة الفلسطينية رفضت إبداء مواقف مرنة".
ويعتبر الكاتب أن "الصهيونية لا تستطيع إقامة دولة ديمقراطية مع أغلبية يهودية في كل أرض إسرائيل"، كما أنه يعتبر أن حل الدولتين ما يزال ممكنا بحال تم التوافق على تبادل 4 بالمئة من الأراضي التي تضم عمليا 80 بالمئة من المستوطنين في الضفة الغربية المحتلة.
ويضيف: "هذا لا يشمل مدينة أرئيل القائمة في عمق الضفة الغربية، ولذا فإن مشروع الاستيطان فشل في تحقيق هدفه السياسي المعلن المتمثل بعرقلة بناء دولة فلسطينية من خلال مساس بالميزان الديموغرافي أو بالسيطرة على الحيز الفلسطيني، ولا ننسى أن الفجوة تتقلص لصالح الفلسطينيين، فالزيادة الطبيعية لدى اليهود في تراجع خلال العقود الثلاثة الأخيرة وهناك تراجع كبير في عدد الإسرائيليين الذين ينتقلون إلى داخل المستوطنات. ويكاد ميزان الهجرة أن يكون سلبيا اليوم فقبل عقدين ثلاثة كان يصل إلى البلاد 6000- 8000 مهاجر جديد أما اليوم فالعدد 400 فقط كل سنة".
وبخلاف مراقبين إسرائيليين كثر، فإنه يكشف أن هناك نسبة كبيرة من سكان مدينة أرئيل الاستيطانية (20 ألف نسمة) مستعدون للانسحاب منها وإخلاء بيوتهم مقابل تعويض مالي ملائم.
ويستدرك بالقول: "لكنني أتفق مع معظم المراقبين على أنه لا توجد جاهزية سياسية لتسوية الدولتين من جهة إسرائيل، وكذلك لا توجد جاهزية جماهيرية ووعيوية لأن الإسرائيليين متأثرون بـ الأساطير التي نحن بصددها في الكتاب".