صحافة إسرائيلية

WP: محاولات طرد سكان الشيخ جراح صورة وقحة لمشروع استعماري

أخبر أحد المستوطنين وبطريقة واقعية المقدسية منى الكرد بأنه "إن لم أسرق أنا بيتك فسيسرقه شخص آخر"- الأناضول
أخبر أحد المستوطنين وبطريقة واقعية المقدسية منى الكرد بأنه "إن لم أسرق أنا بيتك فسيسرقه شخص آخر"- الأناضول

نشرت صحيفة "واشنطن بوست" مقالا للناشطة نورا عريقات، وهي محامية حقوق الإنسان والبروفيسورة في جامعة رتغر الأمريكية، ومريم برغوثي الكاتبة الفلسطينية المقيمة في رام الله، ترجمته "عربي21"، قالتا فيه إن ما يجري في حي الشيخ جراح من محاولة طرد فلسطينيين من بيوتهم يظهر وقاحة مشروع إسرائيل الاستعماري. 


وجاء في المقال أن الفتى الفلسطيني محمد الكرد كان جالسا أمام جهاز كمبيوتره الشخصي وابتسامة تعلو وجهه وهو يحضر لنشر ديوانه الأخير "رقة".

 

وكان يبدو متشوقا وقلقا وخائفا في الوقت نفسه، وهو يراجع القصائد والفقرات عن جدته التي توفيت عن 103 أعوام، بسبب وضع المستوطنين اليد على جزء من بيتهم.

 

ويبدو الكرد متمسكا بكلماته لكي يتأكد من بقاء ذاكرة جدته وذاكرته وعائلته معه. ويقول البعض إن الأمور التي توثقها لا تضيع، إلا أن هدوء الكرد يتشوش عندما يتحدث عن حيه في القدس، الشيخ جراح، حيث يحاول هو وأخته منى تسليط الضوء على الانتهاكات الخطيرة التي تحدث هناك، وهما يواجهان الإخلاء القسري من بيتهما. 


وأشارت الكاتبتان إلى أن الشيخ جراح تحول بشكل عملي إلى "ساحة حرب"، حيث يقوم مستوطنون مسلحون تحت حماية الشرطة الإسرائيلية بترويع وإرهاب السكان الفلسطينيين، وهم نفس المستوطنين الذين يريدون طرد العائلات الفلسطينية بما فيها عائلة الكرد.

 

فقد أصبح حي الشيخ جراح النقطة الأخيرة المشتعلة في المشروع التوسعي الإسرائيلي. والتهديد بالإخلاء هو جزء مما يسميه الفلسطينيون "نكبتهم المستمرة"، وذلك لأن طرد ما نسبته 80% من سكان فلسطين التاريخية الأصليين في الفترة ما بين 1947 و1949 لم يكن حدثا واحدا، فهو نفس الواقع الذي شاهدناه في الخان الأحمر وعراقب قبل ذلك، وبهذه الطريقة تم توطيد كل مستوطنة من تل أبيب في عام 1948 إلى معاليه أدوميم وغفعات حماتوس في الضفة الغربية. 

 

فلا يزال المشروع الاستيطاني الصهيوني مستمرا ويعمل على طرد الفلسطينيين واستخلافهم بيهود- صهاينة.

 

وفي القدس، فإن عملية الإخلاء القسري يتردد صداها في الضفة الغربية وغزة وبين الفلسطينيين الذين أجبروا على المنفى في الشتات. فالمستوطنون الإسرائيليون، الذين يحظون كما هو الحال بدعم من الولايات المتحدة والمجتمع الدولي الصامت، صاروا أكثر وقاحة وبطريقة لا تصدق في عمليات التطهير العرقي.

 

وأخبر أحد المستوطنين وبطريقة واقعية منى الكرد "إن لم أسرق أنا بيتك فسيسرقه شخص آخر". 
وتم تصوير نائب عمدة القدس أرييه كينغ وهو يقول متحسرا إن فلسطينيا أصيب برصاصة في رجله لم تصبه الرصاصة في رأسه.

 

اقرأ أيضا: ترقّب واعتقالات بالقدس والـ48.. ووفود دولية تزور الشيخ جرّاح

 

وفي يوم الاثنين داهمت الشرطة المسجد الأقصى الذي يعتبر واحدا من الأماكن المقدسة لدى المسلمين، وجرح المئات من الفلسطينيين الذين حاولوا الاحتماء داخله وأطلق عليهم الرصاص المطاطي والقنابل الصوتية. 


واليوم أخذ جيل جديد من مستخدمي منصات التواصل الاجتماعي بنشر ودعم هاشتاغ أنقذوا الشيخ جراح. وكشف عنف الصهيونية لبقية العالم مرة أخرى.

 

ولكن عندما بدأ الهاشتاغ ينتشر ويصبح "تريند" على منصات التواصل الاجتماعي، اشتكى عدد من الناشطين من حذف منشوراتهم، وتم تعليق حسابات بأعداد كبيرة.

 

والرقابة التي تمارسها منصات التواصل الاجتماعي على الاحتجاج الفلسطيني هي فصل آخر من حملة تدعو فيسبوك إلى عدم مساواة انتقاد الصهيونية بخطاب الكراهية ومعاداة السامية.

 

وتحاول عدد من الجماعات المؤيدة لإسرائيل استخدام الاتهامات الفارغة بمعاداة السامية لوقف النقاش حول فلسطين. 


ومع اقتراب موعد الـ 15 من أيار/ مايو، ذكرى تشريد الفلسطينيين من مدنهم في حيفا وترشيحا وصفد عام 1948، ليشهد العالم ما يجري في القدس، فبهذه الطريقة أصبح الناس لاجئين، وهذه نكبتنا المستمرة، وكفاحنا للحرية ليس من أجل دولة ولكن للبقاء على أرضنا وأن نظل عليها والحفاظ على بيوتنا ومقاومة المحو.

 

ولكن الكشف عن الواقع الحقيقي وتسمية الأشياء بأسمائها الحقيقية عبر منصات التواصل الاجتماعي والكشف للعالم عن ما يجري منذ عقود "يبدو مؤذيا أكثر من تشريدنا المستمر بتهديد السلاح".

 

ولا أحد يمكنه إنكار الواقع، فهذا مشروع استيطاني استعماري، فإن لم يأخذ مستوطن بيتنا فسيأخذه آخر.

 

ومتى سيفتح العالم عينيه على هذا الظلم ويرد بطريقة مناسبة؟ ولا نريد الكلام الفارغ عن الجانبين، بل نريد تضامنا للتخلص من الأبارتايد.

التعليقات (0)