هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
تسيطر حالة من الحيرة والقلق على القطاع الطبي في كندا، في أعقاب ظهور مرض نادر وخطير، يصيب المخ، ويؤدي إلى الوفاة.
ويستقبل الأطباء في كندا مؤخرا حالات لمرضى تظهر عليهم أعراض مرضية مشابهة لأعراض مرض "كروتزفيلد جاكوب"، وهو مرض نادر وخطير يصيب المخ، لكن بعد فحصهم الدقيق للحالات، تزداد حيرة الأطباء، بحسب تقرير لـ" بي بي سي".
وكانت أولى حالات المرض التي اكتشفت، حين انهار روجر إليس فجأة وأصابته حالة تشنج، ما استدعى نقله إلى المستشفى.
ويقول ابنه، إن روجر "تأتيه هلاوس وخيالات، ويفقد وزنه، وتصيبه حالات من العدوانية ويكرر الكلام كثيرا".
ورجح الأطباء في البداية أن يكون روجر أصابه مرض "كروتزفيلد جاكوب"، وهو من الأمراض المرتبطة بالبريون، وهي جزئيات بروتينية تسبب في العدوى بمثل هذه الأمراض التي تصيب الجهاز العصبي في الغالب؛ وتسبب خللا نادر وخطيرا في المخ، من بين أعراضه فقدان الذاكرة وتغير في السلوك وصعوبات في التواصل.
لكن الاختبارات أكدت عدم إصابة إليس بمرض كروتزفيلد جاكوب، وكذلك الاختبارات الأخرى التي أجراها الأطباء لمعرفة سبب مرضه.
ويضيف ابنه، أن الفريق الطبي بذل كل ما في وسعه للتغلب على الأعراض التي ألمّت بوالده، لكن أمرا ما تسبب في تدهور صحة إليس ظل أشبه باللغر.
ويعد روجر إليس الآن واحدا من أشد المصابين بالمرض المجهول، وهو تحت رعاية طبيب المخ والأعصاب الدكتور ألير ماريرو.
اقرأ أيضا: دراسة: فيروس كورونا قد يتسبب بسكتات دماغية
ويعمل ماريرو في مستشفى الدكتور جورج إل ديمون الجامعي في مدينة مونكتون، ويقول إن أول حالة رصدها الأطباء لهذا المرض كانت في عام 2015، وإنها كانت حالة واحدة "شاذة وغير معتادة".
وتتزايد الحالات منذ ذلك الحين، بشكل مكّن الأطباء من رصد مجموعة من الحالات كمرض مختلف "لم يروه من قبل".
وتقول مقاطعة نيو برونسويك، إنها رصدت حتى الآن 48 حالة، نصفها من الرجال والنصف الآخر من النساء، في الشرائح العمرية ما بين 18 و85 عاما.
وتتركز هذه الحالات في شبه جزيرة أكاديان ومدينة مونكتون في المقاطعة المذكورة، ويعتقد أن ستة أشخاص توفوا إثر الإصابة بهذا المرض.
وظهرت الأعراض على أغلب المرضى في وقت قريب، بدءا من عام 2018، وإن كان أحدهم قد ظهرت عليه الأعراض في عام 2013.
ويقول الدكتور ماريرو إن الأعراض تختلف بشكل كبير من مريض لآخر.
في البداية، قد تأتي في صورة تغير في السلوك، مثل القلق والإحباط والضيق، ثم الشعور بألم غير مفهوم، مثل ألم في العضلات وتشنجات تصيب أفرادا كانوا أصحاء من قبل.
ومع الوقت، يواجه المرضى صعوبات في النوم، سواء الأرق الشديد أو النوم لفترات طويلة، بجانب مشاكل في الذاكرة. ويمكن أن تأتي مصحوبة بمشاكل متزايدة في الكلام، مثل التلعثم أو تكرار الكلام، بشكل يجعل التواصل والانخراط في محادثة أمرا صعبا.
ويخضع المرضى لمجموعة من اختبارات الأمراض، واختبارات للكشف عن أي خلل وراثي، واختبارات لأمراض المناعة الذاتية أو السرطان، ومسح لأنواع مختلفة من الفيروسات والبكتيريا والفطريات والمعادن الثقيلة والأجسام المضادة غير المعتادة.
وتشمل الأبحاث النظر في العوامل البيئية وأسلوب الحياة والسفر والتاريخ المرضي ومصادر الطعام والشراب. هذا بحانب عينات من العمود الفقري لاختبار وجود أي من أشكال العدوى أو الأمراض.
ولا يوجد علاج سوى المساعدة في تخفيف بعض الأعراض. والمرجح حتى الآن أن المرض مُكتسب وليس له سبب وراثي.