سياسة عربية

3 عقود من الصراعات والحروب في اليمن لم تنهها الوحدة

مقاتل قبلي في مواجهة الحوثيين باليمن- جيتي
مقاتل قبلي في مواجهة الحوثيين باليمن- جيتي

على مدار السنوات الـ 31 الماضية، لم يعرف اليمن الهدوء من الحروب سوى قرابة الـ 3 أعوام، بعد إعادة توحيد شطريه الشمالي والجنوبي، لتندلع المعارك مرة أخرى، ويستمر نزيف الدم في البلد الضارب جذوره بالحضارة.

ونستعرض في التقرير التالي، الحروب والمعارك المتلاحقة التي شهدها اليمن، منذ عام 1990 تاريخ توحيد البلاد، واندلاع صراعات جديدة لها ارتباطات بتاريخ سابق.

صالح والحوثيون

في التسعينيات بعد إعادة توحيد اليمن، انتقل علي عبد الله صالح من رئيس اليمن الشمالي وهو المنصب الذي شغله منذ عام 1978 إلى رئيس الجمهورية اليمنية لكن في الوقت ذاته بدأت جماعة "أنصار الله" الزيدية الشيعية، أو ما عرف بالحوثيين، الصعود التدريجي على مسرح السلطة، بدعم ضمني من صالح.

1994: بعد سنوات فقط من إعادة توحيد اليمن، اندلعت شرارة الحرب الأهلية مرة أخرى، بين الجيوش غير المدمجة من الشمال والجنوب لكن تلك الحرب كانت قصيرة، وانتهت بهزيمة الجنوبيين، وإعادة توحيد البلاد مرة أخرى.

2004-2010: التمرد الحوثي

بدأ التوتر يتصاعد بين حكومة علي عبد الله صالح، والحوثيين بقيادة حسين بدر الدين الحوثي، بعد اتفاق بين الرئيس اليمني والسعودية بشأن الحدود، وهو ما دفع الحوثيين لقيادة تمرد ضد الحكومة عام 2004.

بدأت قوات صالح في حملة اعتقالات بحق الحوثيين طالت المئات منهم، وأعلنت عن مكافأة كبيرة، مقابل رأس حسين بدر الدين الحوثي، واستمر القتال بين الطرفين حتى قتل الحوثي في أيلول/سبتمبر 2004.

حل عبد الملك الحوثي مكان أخيه واندلع قتال مجددا مع الحكومة اليمنية، عام 2005، سقط ضحيته المئات من الجانبين، وانتهت المعارك باتفاق أدى إلى استسلام قوات الحوثي. لكن الهدوء لم يدم سوى عامين، وفي مطلع 2007، اندلعت المعارك مرة أخرى، واستمر القتال لمدة 5 أشهر وتدخلت قطر بوساطة أفضت إلى وقف إطلاق النار بين عبد الملك الحوثي وعلي عبد الله صالح.

2008: لم يصمد اتفاق وقف إطلاق النار، وعادت المعارك مرة أخرى، وبحلول تموز/يوليو من العام ذاته، أعلن علي عبد الله صالح، انتهاء القتال في محافظة صعدة معقل الحوثيين.

 

اقرأ أيضا: قوات الحزام الأمني باليمن تعتقل أطفالا خارج القانون


2009-2010: أطلق علي عبد الله صالح عملية أسماها "الأرض المحروقة" في آب/أغسطس 2009، لسحق التمرد الحوثي على حكومته في صعدة، ولم يتوقف القتال داخل اليمن، بل توسع ليطال الأراضي السعودية، واشتبك الحوثيون مع الجيش السعودي الذي قصف معاقلهم بضربات جوية، لكن المعارك انتهت مجددا باتفاق وقف إطلاق نار بين عبد الملك الحوثي وصالح في شباط/فبراير 2010.

 

القاعدة لاعب جديد

في العام ذاته اندلع صراع جديد في اليمن، بين القوات الحكومية وتنظيم القاعدة في اليمن، وتمت محاصرة محافظة شبوة جنوب شرق البلاد، للقضاء على مقاتلي التنظيم.

 

الربيع العربي

كانون ثاني/يناير 2011: وصل الربيع العربي إلى اليمن، وانطلقت شرارة الاحتجاجات ضد حكم صالح، الذي استمر 33 عاما، والذي قابلها بالقمع الشديد بالرصاص الحي، ورغم تقديمه تنازلات إلا أن رقعة التظاهرات توسعت لتطال أغلب المدن اليمنية، وبلغت حصيلة الضحايا قرابة ألفي قتيل برصاص قوات صالح.

نيسان/ أبريل 2011: اندلاع اشتباكات عنيفة بين قبائل حاشد ذات النفوذ وقيادات من الجيش دعمت المعارضة، مع قوات علي عبد الله صالح، في صنعاء، بعد رفض الأخير التوقيع على صفقة توسطت فيها دول الخليج لتسليم السلطة، رغم موافقة المؤتمر الشعبي العام حزب صالح عليها.

حزيران/يونيو 2011: تعرض صالح لمحاولة اغتيال، عبر تفجير استهدفه داخل أحد مساجد صنعاء، وأصيب بحروق وجروح خطيرة، ونقل إلى السعودية للعلاج، ومكث فيها أشهرا عديدة، حتى خرج بخطاب تلفزيوني ليعلن أنه تماثل للشفاء. وتبدأ بعدها عملية سياسية لتسليم السلطة إلى نائبه عبد ربه منصور هادي. والذي انتخب لاحقا رئيسا للبلاد خلفا لصالح لقيادة مرحلة انتقالية ووضع دستور جديد للبلاد.

آب/أغسطس 2014: دخلت البلاد في توتر كبير، رغم محاولات المضي في إنتاج نظام جديد، بعد قرار لحكومة هادي رفع من خلاله أسعار المحروقات، وتصدر الحوثيون الاحتجاج عليه، واقتحموا بذريعته العاصمة صنعاء بمظاهرات حاشدة. لتتحول التظاهرات إلى انقلاب عسكري تسقط فيه صنعاء بالكامل، بالإضافة إلى السيطرة على مدينة الحديدة على ساحل البحر الأحمر.

شباط/فبراير 2015: سيطر الحوثيون على الحكومة اليمنية، وفر هادي من القصر الرئاسي في صنعاء صوب عدن، وأعلن إلغاء استقالته التي أصدرها سابقا، واستمراره رئيسا شرعيا للبلاد، ووصف ما قام به الحوثيون بالانقلاب، مقابل تنديد الأمم المتحدة بما قام به الحوثيون والاعتراف دوليا برئاسة هادي.

آذار/مارس 2015: دخول تنظيم الدولة على مسرح الصراع في اليمن، والإعلان عن أولى عملياته في البلاد، عبر تفجيرين انتحاريين في مساجد للحوثيين في صنعاء، إضافة إلى تصاعد المعارك بين الحوثيين والقوات الحكومية، والزحف صوب عدن، ما أدى إلى فرار هادي منها إلى السعودية وسقوطها بعد فترة وجيزة، إضافة إلى استيلائهم على أجزاء من تعز.

السعودية تبدأ الحرب

آذار/مارس 2015: دخول السعودية على خط المعارك مباشرة في اليمن، عبر انطلاق عملية "عاصفة الحزم"، عبر تحالف مع دول عربية تقودها الرياض وهي الإمارات ومصر والمغرب والأردن والبحرين والسودان والكويت وقطر، والتي بدأت بشن غارات عنيفة على مواقع الحوثيين وفرض حصار جوي وبحري وبري على اليمن.

نيسان/أبريل 2015: أعلن التحالف العربي بقيادة السعودية، إنهاء عملية عاصفة الحزم، وبدء عملية إعادة الأمل، ورغم ذلك تواصلت المعارك العنيفة وقصف مواقع الحوثيين، ورفعت الولايات المتحدة من مبيعات السلاح للسعودية.

أيار/مايو 2015: إعلان الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح التحالف رسميا مع الحوثيين. وشن قواتهما المشتركة هجمات على مدن تسيطر عليها قوات هادي.

 

اقرأ أيضا: إيكونوميست: السعودية تبحث عن طريق للخروج من حرب اليمن


آب/أغسطس 2015: بعد شهور من القتال مع رجال القبائل ومقاتلي القاعدة في جزيرة العرب، سيطر الحوثيون على محافظة شبوة بأكملها.

أيار/مايو 2017: أعلن الحوثيون مسؤوليتهم عن إطلاق صواريخ على السعودية، بما في ذلك العاصمة الرياض.

تشرين الثاني/نوفمبر 2017: السعودية اعترضت صاروخا أطلق باتجاه مطارها في الرياض، وألقت باللوم على الحوثيين وإيران وحزب الله اللبناني في تصعيد الحرب.

كانون أول/ديسمبر 2017: بعد أن عكس صالح مساره وانحاز إلى التحالف الذي تقوده السعودية، أدى القتال العنيف في صنعاء بين الحوثيين والقوات الموالية لصالح إلى مقتل الأخير، وتضاربت الروايات التي ذهب بعضها إلى أن صالح اعتقل وتم تصفيته ميدانيا، وسيطر الحوثيون على جزء كبير من شمال اليمن.

كانون ثاني/يناير 2018: في تبادل لإطلاق النار، استولى المجلس الانتقالي الجنوبي، الحركة الانفصالية المدعومة من الإمارات والتي تسعى إلى إحياء جنوب اليمن المستقل سابقًا، على عدن، المدينة الرئيسية الجنوبية في اليمن ومقر الحكومة.

نيسان/أبريل 2018 اغتالت طائرات مسيرة للتحالف بقيادة السعودية، رئيس المجلس السياسي للحوثيين في اليمن صالح علي الصماد، وهو أكبر القيادات الحوثية التي يتم تصفيتها خلال الحرب منذ عام 2015، يليها ضربة جوية للتحالف قتلت 20 شخصا في حفل زفاف ما أدى إلى إدانات دولية. فضلا عن استيلاء قوات إماراتية على جزيرة سقطرى إضافة إلى المطار والميناء واستنكار الحكومة اليمنية للممارسات الإماراتية في اليمن.

أغسطس - أكتوبر 2018: تصاعد الغضب الدولي بشأن حرب التحالف الذي تقوده السعودية في اليمن بعد غارة جوية استهدفت حافلة مدرسية، ما أسفر عن مقتل 40 شخصًا، معظمهم من الأطفال. تراجع الرأي العام حول دعم الولايات المتحدة للمجهود الحربي في الولايات المتحدة حيث تردد أن القنبلة التي استخدمت في الغارة الجوية زودتها الولايات المتحدة.

 

اقرأ أيضا: مادلالات إعلان الرياض مبادرة لإنهاء الحرب في اليمن؟


تموز/يوليو- أيلول/ سبتمبر 2019: أعلنت الإمارات أنها أكملت سحب قواتها في اليمن، لكن بحلول آب/أغسطس، سيطر المجلس الانتقالي الجنوبي، المدعوم والممول إماراتيا فعليًا على المحافظات الجنوبية في عدن وأبين وشبوة، وبحلول نهاية أغسطس/ آب، شنت القوات الإماراتية غارات جوية على القوات الحكومية اليمنية المتوجهة إلى عدن لاستعادة السيطرة.

آب/أغسطس 2019: أطلق الحوثيون "عملية نصر من الله" ضد القوات التي تقودها السعودية وتصاعدت الهجمات على المنشآت النفطية السعودية وفي أيلول/سبتمبر زعم الحوثيون أنهم استخدموا طائرات بدون طيار، لقصف منشآت معالجة النفط في بقيق وخريص بشرق السعودية. ما أسفر عن خسارة الرياض لنحو نصف طاقتها الإنتاجية.

شباط/فبراير 2020: احتدام القتال بين التحالف بقيادة السعودية والحوثيين، وشن هجمات صاروخية على معسكرات تدريب عسكرية وفي المحافظات الجنوبية للسعودية.

كانون أول/ديسمبر 2020: المجلس الانتقالي الجنوبي وحكومة هادي يضفون الطابع الرسمي على اتفاقية جديدة لتقاسم السلطة في عدن. أعيد تعيين رئيس الوزراء معين عبد الملك سعيد على رأس الحكومة الجديدة لحكومة هادي، ومع وصول الحكومة الجديدة إلى عدن من السعودية، أدى هجوم على المطار إلى مقتل ما لا يقل عن عشرين شخصًا.

كانون ثاني/يناير 2021: استخدمت إدارة دونالد ترامب هجوم ديسمبر لتبرير تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية أجنبية.

شباط/فبراير 2021: أعلن الرئيس الأمريكي الجديد جو بايدن عن تغييرات في سياسة الولايات المتحدة تجاه اليمن، بما في ذلك إلغاء تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية أجنبية، وإعلان إنهاء الدعم الأمريكي للعمليات الهجومية للتحالف الذي تقوده السعودية في الصراع، وتعيين تيموثي ليندركينغ كمبعوثا خاصا لليمن، ودعم عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة، وتقديم تأكيدات للسعودية فيما يتعلق بالدفاع عن أراضيها.

التعليقات (0)