هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
شكل منع أتباع اللواء المتقاعد، خليفة حفتر، اجتماع أعضاء الحكومة الليبية الجديدة، في مدينة بنغازي، خيبة أمل لجهود إطلاق المصالحة، التي تقودها حكومة عبد الحميد الدبيبة، فيما اعتبر البعض الحادث، عرقلة للمسار السياسي، ومحاولة لابتزاز الحكومة.
ومنعت قوات حفتر الأحد، هبوط طائرة تحمل أفراد الحماية والمراسم التابعين للحكومة في مطار بنينا في بنغازي، ما دفع رئيس الحكومة عبد الحميد الدبيبة، لإلغاء الاجتماع الوزاري.
ويسيطر حفتر وقواته على الشرق الليبي، بينما تعتبر بنغازي المعقل الرئيس لقواته، إذ يحكم نفوذه على كامل مفاصل المدينة التي تعد ثاني أكبر المدن في البلاد بعد العاصمة طرابلس.
يأتي ذلك بعد ساعات من إطلاق موالين للواء المتقاعد تهديدات لوفد الحكومة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، في حين دفعوا بتجمعات في بنغازي، للتعبير عن رفض الزيارة.
— قناة فبراير (@FebruaryChannel) April 26, 2021
وتعليقا على منع زيارة حكومة دبيبة، قال عضو المجلس الأعلى للدولة، عادل كرموس، إن حفتر يعلم أنه الخاسر الأكبر، إذا نجحت العملية السياسية التي تقودها السلطة الجديدة.
وشدد كرموس في حديث لـ"عربي21" على أن أي نجاح للحكومة أو المسار السياسي بشكل عام في ليبيا، يعني نهاية مشروع الأحلام الذي يرجو حفتر أن يحققه، وبالتالي فإنه يسعى لإرسال رسالة للداخل أنه لا زال موجودا، وأن لديه القوة لفرض رأيه على الحكومة، ولن يخضع لها إلا وفق شروطه".
لكن المسؤول الليبي شدد على أن "الدعم الدولي الكبير لهذه الحكومة وخصوصا الدول التي كانت ترعى مشروع العسكرة ورغبتها في استقرار الأوضاع الليبية والتسارع الدولي لتصفية وإزالة العراقيل أمام مصالح الدول المتدخلة في الشأن الليبي وسعيها لتحسين علاقاتها مع بعضها البعض أعتقد أنه سيكون له تأثير على إرغام حفتر ورضوخه لذلك".
المحلل السياسي، عبد السلام الراجحي، قال إن ما جرى مؤشر على أن حفتر ما زال يبتز الحكومة، ويريد تنصيب نفسه كورقة لاعبة في العملية السياسية.
وقال الراجحي في حديث لـ"عربي21" إن حفتر توقع أن تتم عرقلة الحكومة في مجلس النواب (عدم منحها الثقة)، وبالتالي استمرار حالة الانقسام في ليبيا، بحجة أنها لم تأخذ الشرعية، كما حدث مع حكومة الوفاق السابقة.
اقرأ أيضا: ليبيا.. إلغاء زيارة رئيس الحكومة إلى بنغازي
وشدد على أن "حفتر يعمل على إفشال الحكومة بابتزازها، فالحكومة مهمتها محصورة في أن تصل بالبلاد للانتخابات، وهذا مؤشر على رفض حفتر للانتخابات، وسعيه لعرقلة المسار السياسي الذي ترعاه الأمم المتحدة.
ودعا المحلل السياسي، حكومة دبيبة إلى مواصلة عملها، وعدم الرضوخ لابتزاز حفتر قائلا إن "حفتر لا يريد المشاركة في السلطة، بل يريد السلطة بالكامل ولن يرضى بأي عملية سياسية تشكل خطرا على مشروعه للسيطرة على ليبيا بالكامل وانفراده بالقرار".
وحذر الراجحي من "مهادنة" حفتر أو الرضوخ لشروطه، أو سلوكه الفوضوي، مذكرا أن الحكومة السابقة برئاسة فايز السراج، حاولت احتواء حفتر ومهادنته، لكنه أخل بكل ما اتفق عليه، وبادر بشن هجومه المعروف على العاصمة طرابلس.
من جهته، طالب المتحدث باسم المجلس الأعلى للدولة، محمد عبد الناصر، الأحد، المجتمع الدولي، وبعثة الأمم المتحدة في ليبيا بتحمل مسؤلياتهم تجاه معرقلي المسار السياسي الليبي.
وقال عبد الناصر تعليقا على منع دخول وفد حكومي لمدينة بنغازي، "إنه في الوقت الذي تفاءل فيه الليبيون بحكومة الوحدة الوطنية وإنهاء الانقسام، نجد أن الانقلابيين ومليشياتهم لا زالوا يعرقلون عمل حكومة الوحدة الوطنية، بغية تعطيل المسار السياسي". بحسب قناة "فبراير".