هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
شددت حركة "فتح" على عزمها المضي قدما في إجراء الانتخابات الفلسطينية العامة، رغم المعيقات التي يضعها الاحتلال الإسرائيلي في مدينة القدس المحتلة.
وأوضح المتحدث الرسمي باسم حركة "فتح"، القيادي حسين حمايل، أن "موضوع تأجيل الانتخابات جرى فيه لغط كثير في الفترة السابقة، وبالنسبة لفتح، صدر موقف رسمي عن اللجنة المركزية، بأننا سنمضي قدما في عملية الانتخابات، ولا تأجيل لها".
ونبه في تصريح خاص لـ"عربي21"، بأن "إسرائيل تحاول خلق معيقات للانتخابات، وشاهدنا تصعيدا كبيرا في الأيام القليلة الماضية في مدينة القدس المحتلة، وشمل ذلك: الاعتداءات، ومنع الاجتماعات والمؤتمرات الصحفبة، واعتقال مرشحين، إضافة لتهديد قيادة إقليم حركة فتح في القدس بشكل مستمر عبر استدعاءات واعتقالات ومضايقات لكوادر الحركة هناك".
وأكد حمايل أن "موقف حركة فتح والقيادة الفلسطينية هو المضي قدما في إجراء هذه الانتخابات ولن نتراجع، ومنذ اللحظة الأولى كانت هناك عملية اشتباك مع الاحتلال، وكنا نعلم جيدا أننا سنصل إلى هذه اللحظة، بسبب التعنت والإجرام الإسرائيلي الذي يخترق كل المواثيق والشرائع الدولية".
وذكر القيادي، أن ما يجري من اعتداءات من قبل الاحتلال ضد أهلنا في القدس يتواصل أيضا بمشاركة المستوطنين، وما يجري هي "عملية ممنهجة ضمن خطة للاحتلال، حيث يوميا هناك اعتداءات واستفزازات من قبل المستوطنين ضد الشباب المقدسي".
ورآى أن "كل هذه المعطيات تعطي مؤشرا بأن إسرائيل ستعيق عمل الانتخابات في القدس، ونحن في فتح وفي كل الفصائل الفلسطينية، وموقفنا كان واضحا في كثير من المؤتمرات الإعلامية مع حركة حماس والفصائل، بأنه لا يوجد فلسطيني ولا أي كتلة انتخابية أو حزب ولا مفكر وكاتب أو أي شخص من أبناء شعبنا يقبل أن تكون القدس خارج الانتخابات".
وأضاف: "كما لا يقبل أحد أن يتم الانتقاص من السيادة الفلسطينية على المدينة من خلال منع الاحتلال إجراء هذه الانتخابات وإخراج القدس من الصورة، وبالتالي اليوم القدس وغدا يتم ضم الأغوار ومناطق في الضفة الغربية، وهذا مسلسل ممنهج استكمالا لصفقة القرن".
مخطط إسرائيلي "قذر"
ونوه حمايل بأن "الاحتلال يحاول ابتزاز الشعب الفلسطيني والقيادة الفلسطينية، من خلال أن تكون الانتخابات لما لها من أهمية على المستوى القيادي والشعبي، بأن يكون هذا الموضوع هو ضرب للسيادة الفلسطينية المتمثل بحقنا في إجراء هذه الانتخابات في القدس".
وعن إمكانية استسلام حركة "فتح" والقيادة الفلسطينية للمعيقات التي يضعها الاحتلال أمام إجراء الانتخابات، قال: "الأهم بالنسبة لنا، أن تجري الانتخابات رغم أنف الاحتلال، وللتوضيح؛ نحن لا ننتظر الرد مع الاحتلال، فالقدس مدينة فلسطينية تحت الاحتلال".
ونبه في حديثه لـ"عربي21"، بأن "هناك ضعفا كبيرا في المجتمع الدولي لإجبار الاحتلال"، معتبرا أن "الأهم بالنسبة لنا وجوب أن تجرى الانتخابات، ولا مجال للتراجع عنها، ويجب أن يكون هذا الموضوع ضمن الحفاظ على السيادة الفلسطينية، وعدم العبث في ثابت القدس بسبب هذه الانتخابات أو غيرها".
وتابع: "يخرج البعض من هنا أو هناك ليقول إن القدس ذريعة للبعض في تأجيل الانتخابات، وهذا كلام غير صحيح، ومن العيب أن يطرح هذا الكلام، لأن هذه القدس، ومن كانت القدس بعظمتها ذريعة له، فأعتقد أنه لا يوجد موقف وطني أكبر ولا إخلاص وطني ولا ذريعة أكبر من القدس".
وزاد: "لا مجال لأي فلسطيني في أي موقع من مواقع العمل الوطني، يستطيع أن يجرئ أو يسمح لنفسة بأن يذهب إلى انتخابات من دون القدس"، موضحا أن "الاحتلال، وعبر مخطط قذر، يحاول من خلال أهمية هذه الانتخابات لنا في فتح والفصائل الفلسطينية ابتزازنا، لإجراء الانتخابات بطرق تنتقص من سيادتنا على القدس، ومن هنا جاء طرح الاقتراع في السفارات، والكل يعلم أن أرض السفارات هي ملك للدولة صاحبة السفارة أو القنصلية".
وأكد القيادي، أن "إسرائيل تبحث عن أي ذريعة أو خلل نقدم عليه كفلسطينيين، من أجل أن تلف حول العالم، لتزعم أن الفلسطينيين تنازلوا عن مدينتهم، وهنا لن يسامحنا لا العرب ولا المسلمون ولا المسيحيون".
وتجري في الأراضي الفلسطينية المحتلة التحضيرات لإجراء الانتخابات العامة، بحسب المرسوم الصادر في 15 كانون الثاني/ يناير 2021، حيث ستجري انتخابات المجلس التشريعي في 22 أيار/ مايو 2021، والرئاسية في 31 تموز/ يوليو 2021، على أن تستكمل المرحلة الثالثة الخاصة بالمجلس الوطني الفلسطيني، وتعد نتائج انتخابات التشريعي هي المرحلة الأولى في تشكيل المجلس يوم 31 آب/ أغسطس 2021.