"يديعوت": نتنياهو يمر بالمرحلة الأصعب في حياته السياسية

سلطت صحيفة إسرائيلية الضوء على فشل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو حتى اللحظة في تشكيل حكومة يمينية جديدة، مشددة على ضرورة أن يسمح لمرشح آخر بمحاولة تشكيل الحكومة.

وقالت صحيفة "يديعوت أحرنوت" في المقال الافتتاحي للكاتب يوفال كارني: "يكافح رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في سبيل حياته السياسية، فزعيم معسكر اليمين في إسرائيل الذي لم ينجح في الحملات الانتخابية الأربع الأخيرة في تشكيل حكومة "يمين- حريديم" كما وعد، يقف في الأسبوعين الأخيرين من أيام التكليف في الوضع الأصعب والأكثر تعقيدا له في حياته".

وقالت: "يا لها من مفارقة؛ معسكر اليمين في إسرائيل يعد نحو 70 نائبا، ولكن زعيم المعسكر لا ينجح في تحقيق أغلبية لتشكيل الحكومة، وفي الأيام الأخيرة يبدو ظاهرا جو من اليأس في أوساط بضعة وزراء ومسؤولين كبار في الليكود، وهناك إحساس بالتشاؤم لدى بعض من يدعون بأنه ليس لنتنياهو سبيل لإقامة حكومة".

وذكرت الصحيفة، أن نتنياهو "فشل في ثلاثة أهداف أساسية وضعها لنفسه وهي؛ تلطيف حدة عضو الكنيست بتسلئيل سموتريتش (زعيم حزب "الصهيونية الدينية" اليميني المتطرف) وإقناع جدعون ساعر وتجنيد فارين".

ونوهت إلى أن "أعضاء في حزب الليكود يطرحون في مجموعات "واتساب" الداخلية أسئلة عن قدرة نتنياهو على مواصلة البقاء في منصبه بعد سنتين من العقدة السياسية: فهل انتهى مفعول السحر؟".

وأشارت "يديعوت" إلى أن "المناورة السياسية لمائير لبيد ومنصور عباس، نبهت نتنياهو أنه يوجد معسكر آخر جائع للحكم بقدر لا يقل عنه، فقد قال لبيد لعباس جملة واحدة: "لا تصدق أي كلمة لنتنياهو"، كما أن هذه هي الرسالة التي نقلها بيني غانتس لنفتالي بينيت".

اقرأ أيضا: رصد إسرائيلي لآثار الأزمة السياسية الداخلية على التطبيع

وأكدت أن "شركاء نتنياهو بدأوا يفقدون الثقة، وبينيت غير مستعد لأن يتنازل عن العرض الذي تلقاه من لبيد، ولكن كي يكون شريكا في تشكيل حكومة كهذه؛ فهو ملزم بإعطاء نتنياهو الفرصة".

وأضافت: "ظاهرا، إذا لم ينجح نتنياهو في تشكيل حكومة في غضون 28 يوما؛ سيعيد التكليف إلى الرئيس، وإذا اقتنع الرئيس ريفلين بأنه يوجد احتمال لتشكيل حكومة ليست برئاسة نتنياهو، سينقل التكليف إلى لبيد أو بينيت، ومن ناحية نتنياهو، يعد هذا تهديدا وجوديا وحقيقيا، ولهذا تنشأ في كل يوم فكرة جديدة؛ مرة تكون هذه الرئاسة ومرة أخرى انتخابات مباشرة لرئاسة الوزراء".

ورأت أنه "يوجد في هذه الخطوة تحدٍ لقواعد اللعبة الديمقراطية؛ ففي حال كان نصف الجمهور الذي يمثله نتنياهو تلقى تكليفا بتشكيل الحكومة؛ فلماذا لا يسمح لنصف الجمهور الثاني بأن يتلقى التكليف بتشكيل الحكومة؟".

ونبهت أن "مشروع قانون "شاس" للانتخابات المباشرة يمكنه أن يدخل في أقصى الأحوال لمسلسلات الهزل النقدي، ولا يمكن لأي رجل قانون مبتدئ أن يضع اسمه عليه، وهكذا مثلا؛ فإن المشروع يحرم مئات آلاف الإسرائيليين من حق التصويت في الانتخابات المباشرة، في حال لم يكونوا شاركوا في جولة الانتخابات الأخيرة"، مضيفة: "مشروع قانون كهذا نهايته أن يدفن مثل دفن حمار"، بحسب تعبير "يديعوت".

وقالت الصحيفة: "في الأيام التي حاول فيها رئيس الوزراء السابق ايهود أولمرت تغيير طريقة الحكم، ثار نتنياهو الذي قال في حينه "طريقة الحكم ليست زوج جرابات يتم تغييره كل يوم"".

وتابعت: "الأمر يشبه سيارة تسير في الاتجاه غير الصحيح، وبدلا من تغيير اتجاه السفر يغيرون نوع السيارة، فما هو مطلوب اليوم هو تغيير قيادة إسرائيل".

وأكدت "يديعوت"، أن "الحق الديمقراطي بتشكيل حكومة في الأيام المتبقية محفوظ لنتنياهو، وإذا ما فشل؛ فعليه أن يسمح لمرشح آخر (من الليكود، من اليمين أو من معسكر التغيير) أن يحاول تشكيل حكومة، وهذه هي قوانين اللعب التي ينبغي احترامها".