هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
قالت مسؤولة إسرائيلية إن "الانتخابات الأخيرة عززت مكانة الأحزاب اليمينية الراديكالية، وأكدت ما كان واضحا لبعض الوقت وهو أن النظام السياسي الإسرائيلي مشلول تماما، لأننا في ظل ما شهدناه من جولة انتخابية رابعة في أقل من عامين، فشل بنيامين نتنياهو وحلفاؤه اليمينيون مرة أخرى في الحصول على أغلبية في الكنيست، وكذلك منافسوه المختلفون لم يتمكنوا من إنشاء بديل قابل للتطبيق للسيطرة على السياسة الإسرائيلية".
وأضافت نعومي حزان نائبة رئيس الكنيست السابقة، في مقالها على
موقع "زمن إسرائيل"، وترجمته "عربي21"، أن "محاولات تشكيل حكومة جديدة بدأت بمشاورات مع رئيس الدولة رؤوفين ريفلين حول هوية أول مرشح يكلف بهذه
المهمة الهائلة، أسفرت عن قرار اتخذه بتردد واضح بإعطاء هذا الدور لنتنياهو، لكننا
لم نكن سوى أمام بداية لفترة صراعات داخلية ومقايضة ورشوة مباشرة، ومكائد لا تنتهي".
وأشارت إلى أن "الساحة السياسية في إسرائيل تتحرك، وهناك سيولة
جديدة بحاجة للتبلور في شيء مختلف عن الأنماط السابقة، رغم أن الميزة الفريدة
الأولى للانتخابات هي الانقسام السياسي، وعلى عكس الجولات الانتخابية السابقة التي
تنافست فيها كتلة اليمين بقيادة نتنياهو مع تحالف يسار الوسط بقيادة أزرق-أبيض،
جاءت الانقسامات السياسية هذه المرة، التي ولدت أحزابًا صغيرة، واضحة في جميع
أنحاء الطيف السياسي".
وأوضحت أن "اليمين ينقسم بظهور قوى جديدة، بعضها لصالح
نتنياهو والصهيونية الدينية، والبعض ضده كأحزاب "أمل جديد" و"أزرق-أبيض" بقيادة غانتس،
وكذلك فعل شريكه السابق حزب يوجد مستقبل، حيث لم يتحد حزبا العمل وميرتس من
اليسار، وتنافسا مع بعضهما للحصول على الدعم في ميدان مزدحم بالفعل، كما انقسمت
القائمة المشتركة بقيادة منصور عباس الساعي لتعزيز اندماج أكبر في الساحة السياسية
الإسرائيلية".
وأكدت أن "إحدى خصائص الانتخابات الأخيرة تعزيز مكانة
اليمين المتطرف في الساحة العامة، ونجاح هيمنته السياسية بإحداث ما لم يكن أي زعيم
إسرائيلي في أي تيار سياسي على استعداد لفعله علانية، بقبول العنصرية اليهودية
الصريحة كجزء لا يتجزأ من السياسة الإسرائيلية، عبر شخصية إيتمار بن غفير خريج
الحركة الكاهانية ورفاقه، ممن يعبرون عن كراهية عميقة للعرب والفلسطينيين في الضفة
الغربية وقطاع غزة".
وأشارت إلى أن "الكراهية التي أسفرت عنها الانتخابات الأخيرة
أثارت ردود فعل حادة داخل إسرائيل والجاليات اليهودية والاشمئزاز المطلق في العالم
الديمقراطي بشكل عام، بما فيها الخطاب السام للعناصر اليمينية المتطرفة، المدعومة
من الزعماء الدينيين المسيحيين الذين وجدوا أتباعًا في قلب الليكود، وهذا لا يؤدي
فقط لتفاقم الانقسامات العميقة في المجتمع الإسرائيلي، بل يهدد بتقويض ما تبقى من
ديمقراطية إسرائيل الهشة بالفعل".
وأضافت أن "نتائج الانتخابات الإسرائيلية الرابعة تقضي على
أي فرصة للمصالحة مع جيراننا الفلسطينيين، وتمزق إسرائيل إلى أشلاء، وتسخر من
المبادئ الأساسية للعدالة والمساواة، وجميعها مؤشرات على خيبة الأمل الإسرائيلية
العامة، ما وجد ترجمته في انخفاض نسبة المشاركة في انتخابات 2021، وهي الأدنى منذ
2013، حيث كان الإقبال المنخفض واضحًا في معظم أجزاء الطيف السياسي".
وأكدت أن "هذه النسبة المتدنية من المشاركة في الانتخابات،
وبلغت 50%، تعد علامة حقيقية على فقدان الثقة في من يتحكم في آليات الدولة، وفي
شكلها المتطرف تدل على انهيار ثقة الجمهور في مؤسسات الدولة نفسها، لاسيما على يد
رئيس وزراء يحاكم بتهمة استغلال وضعه الرسمي لتحقيق مكاسب شخصية، والنتيجة عدم
القدرة على تشكيل حكومة جديدة في الوقت الحاضر بسبب تعمق الاستقطاب المتصاعد".