هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
أجرت "عربي21"، مقابلة مع النائب السابق في مجلس الأمة الكويتي، ناصر الدويلة، الذي اختار تركيا مؤخرا "كمنفى اختياري" له بسبب الملاحقات القضائية ضده.
وتناول في المقابلة الخاصة مع "عربي21"، مصير الحكومة الكويتية، متحدثا كذلك عن "موعد عودته" إلى بلاده الكويت.
وقال إن "وضع الحكومة الكويتية الجديدة غير صحيح؛ فهي حكومة أقلية لا تملك غطاء سياسيا، ولا قدرة على العمل، وبقاؤها عبث لا طائل منه"، مشيرا إلى أن "البرلمان يبذل جهده لإسقاط تلك الحكومة التي أكد أنها لن تستمر كثيرا".
وشدد على أنها "قريبا ستسقط بلا شك أو يتم حل البرلمان".
اقرأ أيضا: ناصر الدويلة يغادر الكويت بسبب الملاحقات القضائية (شاهد)
وأضاف الدويلة، في مقابلة خاصة مع "عربي21"، أن "النظام الحاكم في الكويت لا يزال يتمتع بشعبية كبيرة، لكنها تتأثر بالممارسات القمعية، إلا أن أمير البلاد، الشيخ نواف الأحمد الجابر، له مكانة كبيرة، والناس تُعلق آمالها على تدخله لإصلاح الوضع".
وكشف البرلماني الكويتي السابق، عن أنه دعا لانعقاد مؤتمر شعبي عام في الكويت خلال شهر تشرين الأول/ أكتوبر المقبل، وبالتالي سيكون هذا هو الموعد المتوقع لعودته مرة أخرى إلى بلاده، مشددا على ضرورة التركيز على تشكيل ما وصفها بـ"الحكومات الشعبية" لمعالجة تراجع مناخ الحريات في الكويت.
وتاليا نص المقابلة الخاصة:
ما ملابسات مغادرتك الكويت وسفرك إلى تركيا؟
حينما قررت الخروج من الكويت لم أخبر أحدا، إلا أبنائي وزوجتي، وكان الخروج بطلب منهم، لأنهم قالوا إن السلطات استمرت في رفع القضايا عليك بعد خروجك من السجن، وهذا مؤشر سيء. لذلك طلبت مني أسرتي أن أغادر، وقد غادرت بالفعل.
هل هناك جهات ما تواصلت معك بخصوص هذه الخطوة؟ وهل كان هذا قرارا يسيرا بالنسبة لك؟
لم يتواصل معي أحد رسميا بعد خروجي، وأنا لم أشاور أحدا غير أسرتي. واتخذت قرار الخروج بعد مناقشة عميقة وهادئة مع زوجتي وأبنائي بعيدا عن العواطف، واستقر الرأي على ضرورة المغادرة؛ فخرجت من مطار الكويت رسميا، لأنني قد أنهيت كل القضايا التي عليّ، وليس عليّ قيود.
لماذا أصبحت مستهدفا من بعض الدول مثل الإمارات والسعودية ومصر كما تقول؟ وما هو الخطر الذي تمثله على تلك الدول؟
لأنني أجهر برأيي بكل وضوح، وهذا الرأي يخالف ما توده تلك الدول، وتعتبر رأيي يُهدد أمنها واستقرارها أو يسيء لها ولسمعتها؛ فتقوم بعض هذه الدول بتقديم شكاوى ضدي.
متى قد تعود مرة أخرى إلى العيش والبقاء في الكويت؟
أسأل الله أن تكون لي عودة قريبة للكويت؛ فأنا دعوت لانعقاد مؤتمر شعبي عام في الكويت خلال شهر تشرين الأول/ أكتوبر المقبل. لذلك فهذا موعد متوقع لعودتي.
كيف ترى وضع الحريات واستقلال القضاء في الكويت اليوم؟
الحريات في الكويت لم تعد كما كانت في السابق، والقضاء لا أستطيع الحديث عنه بحرية.
اقرأ أيضا: الدويلة يروي تفاصيل وساطة قديمة قام بها بين الرياض وحماس
ما السبب في تراجع مناخ الحريات في الكويت؟ وكيف يمكن معالجة ذلك؟
مناخ الحريات في الكويت تقلص كثيرا بسبب ألاعيب الحكومة، ويمكن معالجة ذلك عبر التركيز على تشكيل الحكومات الشعبية.
كيف تقيم أداء النظام الحاكم في الكويت الآن؟ وما مدى الشعبية التي يتمتع بها؟
لا يزال للنظام الحاكم في الكويت شعبية كبيرة، لكنها تتأثر بالممارسات القمعية، ولكن لأمير الكويت الشيخ نواف الأحمد الجابر مكانة كبيرة، والناس تعلق آمالها على تدخله لإصلاح الوضع.
نحو نصف أعضاء مجلس الأمة "البرلمان" قاطعوا قبل أيام جلسة أداء الحكومة الكويتية الجديدة بقيادة صباح الخالد الصباح القسم الدستوري.. كيف تابعت هذا الموقف؟
وضع الحكومة غير صحيح؛ فهي حكومة أقلية لا أمل لها بالاستمرار، والبرلمان يبذل جهده لإسقاط تلك الحكومة، وستسقط بلا شك.
قلت إن الحكومة الحالية هي أضعف حكومة في تاريخ الكويت، ولن تستمر كثيرا.. على ماذا استندت في ما ذهبت إليه؟
الحكومة لا تملك غطاء سياسيا، ولا قدرة على العمل، وبقاؤها عبث لا طائل منه، ولن تستمر أبدا؛ فقريبا ستسقط أو يتم حل البرلمان.
أين موقع الكويت اليوم بين معسكري "الثورة" و"الثورة المضادة"، أم أنها تقف في المنتصف بين هذين المعسكرين؟
الكويت موقفها الرسمي ضد الربيع العربي، لكنها لا تعمل لتغيير إرادة الشعوب كغيرها من الدول المعادية للربيع العربي؛ فالكويت دعمت الثورة في ليبيا، واعترفت بحكومة الوفاق الوطني، وهذا مُخالف لمعسكر الثورات المضادة، وهذا يعني أن الخير في الكويت موجود إن شاء الله، رغم الأخطاء والضغوط.
كيف تقيم العلاقات بين السعودية والإمارات من جهة وبين الكويت من جهة أخرى؟
الكويت ملتزمة بمجلس التعاون، وعلاقتها بالسعودية والإمارات في هذا الإطار.
البعض يقول إن ما يصفونه بـ "اللوبي الإماراتي" في الكويت له تأثير كبير وواسع ومتجذر.. فما مدى صحة ذلك؟
الإمارات دولة لها نشاط واسع في رقعة كبيرة من الوطن العربي، وفي أفريقيا، ولن أعلق على ذلك، حتى لا أفتح الباب لتأويلات عانيت منها الكثير.
هناك مَن يرى أن الكويت أصبحت رمزا وعلامة للوساطة في العالم.. ما مدى صحة ذلك؟
الكويت كانت وسيطا موثوقا به، لأنها تفهم في العلاقات الدولية أكثر من غيرها، وليس لها عداوة مع أحد. لذلك كانت وسيطا مقبولا، وستظل تحظى باحترام العالم ما لم تسؤ حالة الحرية فيها.
كيف تقيم الأوضاع الاقتصادية في الكويت في ظل كورونا؟
الاقتصاد الكويتي متين ويرتكز إلى استثمارات واسعة، لكن الذي أثّر في الاقتصاد هو الفساد الذي كانت عليه حكومات جابر المبارك ورموزها. لذلك ما لم يتوقف الفساد، فإن الكويت ستخسر من الفساد أكثر من الأزمات العالمية.