صحافة دولية

WP: الخطر بتصديق ملك الأردن لمواقع التواصل عن مؤامرة ضده

كان واضحا بالتسجيل المسرب للأمير حمزة خوف المؤسسات من أحاديث السوشيال ميديا- جيتي
كان واضحا بالتسجيل المسرب للأمير حمزة خوف المؤسسات من أحاديث السوشيال ميديا- جيتي

نشرت صحيفة "واشنطن بوست"، مقالا للمعلق الأمريكي ديفيد إغناتيوس، بعنوان "الهم يسكن رأس من يلبس التاج"، وهو اقتباس من مسرحية لويليام شكسبير.

 

وقال في المقال الذي ترجمته "عربي21"، إن "تهديد حمزة للملك عبد الله نابع على ما يبدو من كونه يشبه كثيرا والده الراحل. وفاقم الأمير هذا القلق من علاقاته في السنوات الأخيرة مع شيوخ القبائل ولحضوره الواضح على منصات التواصل الاجتماعي".

وأضاف: "وصل القلق ذروته بزيارة من رئيس هيئة الأركان اللواء يوسف الحنيطي له يوم السبت، وطلب منه الصمت، وهو ما زاد من انزعاجه أكثر".

ويقول الكاتب إن العائلات الملكية تعطي صورة عن الاستقرار، ولكنها تخفي وراءها مظاهر قلق عميقة. فعائلة آل سعود مثلا، طالما كانت لها منافسة أخوية مع الهاشميين في الأردن، لأن الرياض تخشى من تعامل المسلمين مع الهاشميين الذي ينتمون إلى بيت النبي بأنهم حرس الأماكن المقدسة الحقيقيين.

وربما كان الأمير محمد بن سلمان، المثال الأوضح عن الأمير الميال للإصلاح الذي خرب على أحلامه بإصلاح المملكة من خلال الاستماع إلى حاشيته وحديثها عن المؤامرات ضده على منصات التواصل الاجتماعي، ما قاد لمقتل جمال خاشقجي، وفق تقدير الكاتب.

ولكنه قال: "مهما كان الحديث التآمري الذي يطن في عمان، فالخطر الأكبر والمحتمل على الملك عبد الله نفسه، لو استمع للأصوات التي تدعوه لتكميم المعارضة وسحق المعارضين المحتملين، وتحطيم أساس الأردن الحديث"، مؤكدا أن ليس من الحكمة اختيار هذا الطريق.

 

وتساءل المعلق بشأن وقوع انقلاب حقيقي فعلا في الأردن، مجييا بأنه "ربما كان هناك انقلاب حقيقي وسط الشائعات التي انتشرت حول ملك الأردن عبد الله الثاني وأخيه غير الشقيق الأمير حمزة بن حسين. ولكن ما هو واضح، أننا كنا نشاهد حلقة مثيرة، ولكن أردنية، من مسلسل "التاج"، التي أصابت فيها السياسة الفوضوية المعروفة بين العائلات الحاكمة، العائلة الهاشمية".

 

وذلك في إشارة إلى مسلسل "التاج" على "نيتفلكس" عن العائلة البريطانية الحاكمة.


ويرى الكاتب أن الملمح المثير للقلق في كل هذا، أن الحادث الأردني يشير إلى أن الملك عبد الله يصاب بهوس الأعداء المفترضين على منصات التواصل الاجتماعي، متخوفا من سيناريو ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، وعبد الفتاح السيسي في مصر.

 

اقرأ أيضا: الصفدي: الأمير حمزة أراد تقديم نفسه كحاكم بديل

والثلاثاء، منع النائب العام الأردني نشر أي شيء يتعلق بأحداث السبت والأحد الماضيين، والخلاف داخل العائلة المالكة أو مناقشة الحالة بشكل عام، وهو آخر مثال عن فزع أصاب عائلة عربية مالكة. ولو استمر الحال، فإنه سيحول الأردن من ديكتاتورية ناعمة ولطيفة إلى أمر شرير، وفق تعبير كاتب المقال.


وقال: "يبدو أن الهاشميين توصلوا يوم الاثنين إلى تسوية خلافاتهم في "عناق عائلي"، وقام الأمير الحسن، 74 عاما، الذي عزله شقيقه الملك حسين بشكل مؤلم قبل أسابيع من وفاته 1999، مفضلا ابنه الأكبر عبد الله، بالتوسط إلى هدنة بين الملك الحالي والأمير حمزة، الذي كان وليا للعهد حتى 2004". 

 

وفي رسالة وقعها حمزة يوم الاثنين، عبر فيها عن احترام وطاعة الملك، قال فيها إن "مصالح البلد يجب أن تكون فوق الجميع. وعلينا الوقوف جميعا خلف جلالته، وجهوده لحماية الأردن ومصالحه الوطنية".


ولكن أنصاره واصلوا الثرثرة على منصات التواصل الاجتماعي بتسجيل صوتي له يوم السبت، رافضا المبعوث من القصر، ما دعا الملك إلى القلق مجددا وفق إغناتيوس.


وقال إن عمّان يمكنها المنافسة مع قلعة إلسينور في مسرحية "هاملت" أو روما "يوليوس قيصر"، كمركز للدسيسة. فالقصر محاط بالحاشية المتواطئة والأمراء والأميرات الطامحين وشيوخ العشائر كثيري الطلب والجيران الذين لا ينفكون عن التدخل في شؤون البلد.

 

ولم يكن لدى الملك المال الكافي لكل خزائن العائلة، ولهذا فقد كان الفساد في المناصب العليا حقيقة واقعة.


ومع أن الملك عبد الله يحكم البلاد منذ 22 عاما، إلا أن القصور التي تعلو تلال عمان لا تزال مسكونة بذكريات الملك الراحل حسين، والده الجذاب. وأعطى الملك حسين ذكرياته الخاصة عن عبارة شكسبير "الهم يسكن رأس من يلبس التاج".


وفي مقال كتبه قبل 40 عاما نشرته "وول ستريت جورنال"، عدّد عددا من محاولات الاغتيال وأحاديث المؤامرة التي لم تتوقف في عمّان، التي كان بعضها حقيقيا.

 

اقرأ أيضا: صحيفة: نتنياهو رغب بالتخلص من ملك الأردن وعلم بما جرى
 

 

التعليقات (0)