ملفات وتقارير

احتفال نقل مومياوات الفراعنة يثير جدلا بين المصريين

طالب عدد من السياسيين والحقوقيين بضرورة إعادة توظيف مثل هذه النفقات في تخفيف معاناة المصريين
طالب عدد من السياسيين والحقوقيين بضرورة إعادة توظيف مثل هذه النفقات في تخفيف معاناة المصريين

أثار احتفال نقل مومياوات ملوك وملكات الفراعنة الذي نظم مؤخرا، جدلا كبيرا بين المصريين، ما بين مؤيد له باعتباره واجهة لمصر ودعاية للسياحة المصرية، وتأكيدا على دور مصر التاريخي والثقافي، وما بين رافض لهذه الصورة من البذخ والإنفاق، في ظل معاناة المواطن اليومية.

وفي هذا السياق طالب عدد من السياسيين والحقوقيين بضرورة إعادة توظيف مثل هذه النفقات في تخفيف معاناة المصريين، وأكدوا في تصريحات لـ"عربي٢١" أنه كان من الأولى الاحتفال بالإفراج عن المعتقلين وذويهم، بدلا من المبالغة في حفل نقل هذه المومياوات، رغم تفهم بعضهم لما جرى ومساهمته في تنشيط السياحة التي تعرضت لأزمة حقيقية مؤخرا.

وفي سياق تعليقه أبدى عضو جبهة الإنقاذ سابقا والناشط السياسي مجدي حمدان تفهمه لهذا الحدث للدولة المصرية في هذا التوقيت، خاصة بعد أزمة السياحة عقب انتشار فيروس كورونا. لكنه في المقابل أكد في حديثه لـ"عربي٢١" أن هناك أولويات ملحة كان يجب الالتفات لها، وهي التخفيف من الأعباء على المصريين، خاصة الأزمات الأخيرة ولو بشكل بسيط في ظل ظروف قاسية تواجه المواطن المصري بشكل يومي.

وبخصوص الربط بين هذا الاحتفال وملف الإفراج عن المعتقلين قال حمدان: "كنت أتمنى الإفراج عن المعتقلين في احتفالية كبيرة موازية لهذه الاحتفالية".

وفي نهاية حديثه قال إن مصر مطالبة بتصدير مشهد من هذا القبيل في هذه المناسبة، مؤكدا أن افتتاح طريق الكباش والمتحف الكبير يجب أن يصدر بشكل طيب وقوي للخارج، لأن مثل هذه المتاحف وهذه الآثار هي ملك الشعب المصري وستبقى كذلك ويذهب الحكام، وتظل مصدرا مهما من مصادر الدخل، مع مراعاة أنه يجب أن تكون تكلفة هذه الاحتفاليات تطوعية وتبرعات وليست من مال الشعب.

"أدوات للإلهاء السياسي"

أما رئيس المركز المصري لدراسات الإعلام والرأي العام "تكامل مصر" مصطفى خضري فيرى أن حفل افتتاح متحف الحضارة هو أحد أدوات الإلهاء السياسي التي يستخدمها نظام السيسي بشكل دوري؛ وذلك لإعادة توجيه الرأي العام الداخلي بعيدا عن الأزمات التي تسبب فيها النظام عن عمد أو عن فشل.

وأضاف في حديث لـ"عربي21": "ذلك النظام الذي لم يبخل على تلك البروباجندا بملايين الدولارات؛ تسبب قبل أيام في كارثة عالمية بتوقف الملاحة في قناة السويس لستة أيام متتالية نتيجة لعدم شرائه لقاطرة حديثة تساعد في تسيير السفن العالقة في القناة، وقبلها وبسبب رفض نظام السيسي الصرف على تطوير السكك الحديدية؛ كانت كارثة قطار سوهاج الذي خلف عشرات الشهداء ومئات المصابين كأحد الحوادث الدورية في الفترة الأخيرة".

وحول عما إذا كانت الآثار الفرعونية أحد مصادر الدخل السياحي يبرر كل ما جرى قال خضري: "لا يوجد مخطط اقتصادي رشيد في نظام السيسي؛ ولا توجد برامج استثمارية وزمنية للأحداث الاقتصادية في مصر بما يحقق الاستفادة المثلى على المستويين الداخلي والخارجي، فالمهم عند رجال الجنرال السيسي؛ هو صناعة بروباجندا زائفة تحقق له حالة العظمة التي ينشدها، خاصة بعد أن سحبت الأجهزة السيادية بعض الملفات الهامة كماء النيل والحدود البحرية والقضية الفلسطينية والصراع الليبي من يده، وذلك بعد تسببه في كوارث سياسية واستراتيجية سيدفعها المصريون بكل أطيافهم".

"حقوق الإنسان وكرامته أساس الدولة"

من جهته قال الباحث الحقوقي أحمد العطار: "مما لا شك به أن الاعتماد على السياحة باعتبارها واحدة من أهم أركان الدخل القومي للدولة المصرية شيء مهم، بالتالي من الطبيعي والمنطقي قيام الدولة المصرية بالاهتمام بالتاريخ والآثار الفرعونية، ولكن علينا أن نتذكر أن المواطن المصري هو أساس الدولة وبدونه تنهار الدولة وبدون حصوله على حقوقه وحريته ينهار أحد أهم أسس الدولة".

وأضاف في حديثه لـ"عربي٢١": "في المقابل فإن استخدام الدولة المصرية الأسلوب القمعي في التعامل مع المواطنين، وجعل الخوف والرعب والاعتقال هي أساس علاقة النظام بالمواطنين، يساعد وبشكل كبير على انهيارها حتى ولو أنفقت الدولة الملايين من أجل تحسين صورتها والدعاية لقيم لا أساس لها على الواقع".

كما انتقد عدد من الكتاب والفنانين هذه الاحتفالية.

وقال الكاتب الصحفي جمال سلطان: "سخاء مع الموتى وبخل مع الأحياء".

وفي تغريدة لها بعنوان "موكب المومياوات" قالت الكاتبة الصحفية مي عزام إنها تتمنى أن ترى في مصر الاحتفاء بحقوق الأحياء أيضًا.

أما الفنان عمرو واكد فقال في تغريدة له: "بالنسبة لي مش هينسيني إنه ما زال هناك معتقلون بسبب آرائهم السياسية".

 

اقرأ أيضا: داعية مصري يعلق على موكب المومياوات ويثير جدلا


0
التعليقات (0)